بمناسبة عيد الام ، ذكرت الاستاذة هادية حسب محمد حسب الله بان معدل وفيات الامهات عند الولادة في السودان 1017 لكل 100 الف ولادة حية ، حسب المسح الاسري للسودان عام 2006 م . وكما تؤكد الاستاذة عزة التيجاني – القيادية في الاتحاد النسائي - فان ذلك يضع السودان من أكثر اربعة دول في العالم سوء من حيث وفيات الامهات . وتضيف الاستاذة هادية حسب الله في مقالها عن المناسبة : (.. الذهن الحاكم فى السودان رغم أنه يحاول عبر ايدلوجيته المغلقة ان يضع النساء فى حدود دورهن الطبيعى"الإنجابى فقط" إلا انه وللفساد المتفشى فيه لم يستطع ان يسمح للنساء حتى بممارسة دورهن الطبيعى هذا . ففى السنوات العشرين الأخيرة ظل وضع الأمومة آخذاً فى التردى – كحال كل الأوضاع فى السودان- فمعدل وفيات الأمهات في السودان عند الولادة هو 1017 لكل 100،000 ولادة حية حسب المسح الأسري للسودان عام 2006 . ويبلغ معدل خطر الموت نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة بالنسبة للمراة في السودان 1 : 32 مقارنة ب 1: 10,000 في اوروبا. كما كشفت نتائج المسح الصحي للأسر أن حصيلة الحمل لدى النساء من الفئة العمرية ما بين (15- 49) سنة قد بلغت حوالي 79.5% حالة حمل انتهت بولادة طفل حي ، بينما 10.6% انتهت بولادة طفل ميت ، وقدرت نسبة الإجهاض بحوالي 9.9%…. …. يعتبر النزف وعسر الولادة والتهابات الجهاز التناسلي بعد الولادة ومضاعفات ضغط الدم المصاحب للحمل من اكثر الاسباب المؤدية الي وفيات الأمهات في السودان ودول العالم الثالث.وحسب المسح الصحى فقد وجد أن مضاعفات المخاض والولادة التي تعاني منها النساء من الفئة العمرية ما بين15 – 49 سنة في السنتين قبل المسح الصحي للأسر تنحصر في: المخاض الطويل بنسبة بلغت (31.1%)، والحمى العالية بنسبة (30.9%)، والنزيف الحاد بنسبة (22%)، و التشنجات بنسبة بلغت (10.2%). وكل هذه المضاعفات يمكن تجنبها بسهولة اذ توفرت أدنى درجات الرعاية الصحية الكافية فقد تبين أن نسبة هذه المضاعفات تقل مع تحسن مستوى الوضع الاقتصادي للأسرة، فقد وجد أن نسبة مضاعفات المخاض الطويل تبلغ (38.2% لدى لنساء من الأسر الفقيرة، مقارنة مع 20% لدى النساء من الأسر الغنية). والحمى العالية تبلغ (44.8% لدى النساء من الأسر الفقيرة، مقارنة مع 12.1% لدى من النساء من الأسر الغنية).كما ان التشنجات تبلغ (17.5% لدى النساء من الأسر الفقيرة، مقارنة مع 2.1% من الأسر الغنية)، النزيف الحاد (34.6% للنساء من الأسر الفقيرة مقارنه مع 5.9% لدى النساء من الأسر الغنية).!!! والأمهات فى السودان لايمتن فقط نتاج الظروف الصحية غير الآمنة فى الحمل والولادة. بل يمتن يومياً وهن يرقبن بقلق إنحسار الأمل فى مستقبل آمن لأطفالهن.. يمتن كل صباح وهن يودعن أطفالهن بدون ان يضعن سندوتش الفطور بحقائبهم..الأمهات يمتن عشرات المرات وأطفالهن يرجعن باكين لأن المدرسة أرجعتهم لأنهم لم يدفعوا رسوم الدراسة.. الأمهات يمتن لأنهن ينظرن لأولادهن وهن لا يعلمن ماذا سيأكلون فى الغد.. ان إنسداد الأفق والإحباط الذى يحاصر الشباب العاطلين عن العمل ينخر قبل ذلك قلوب أمهاتهم.. فالشباب الذين أكملوا الجامعات وبذلوا كل الجهد للحصول على وظيفة تحفظ كرامتهم وظلت تقف الولاءات بينهم وبينها، هؤلاء الشباب تدعمهن دعوات الأمهات الا انهن يحملن الهم أكثر. فقلوب الأمهات تدمى عندما ينهار هؤلاء الشباب ويتجهوا للمخدرات والإدمان وخلافه فيجزعن وهن يرين ان قطعة من جسدهن ..من روحهن تذوى وتضيع…) .