قال الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ان الدكتور حسن الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي يبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي ، واوضح ان دول الجوار الكبرى طرحت على البشير التخلص من الاسلاميين وان عليه وحده ان يجيب ، وشدد على ان مشروع البشير وصل الى نهايته ، واضاف ان الترابي يعلم ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، وتابع " بناء حركة اسلامية تستند على الجيش والسلطة مشروع فاشل وشبع موتاً ولا حاجة لتجريب المجرب " ، لكنه عاد وقال " نحن لا نمانع من الدخول في حوار جاد مع المؤتمر الشعبي وكافة الاسلاميين للاتفاق على اجندة التغيير وازالة الشمولية لمن رغب في ذلك " ورحب عرمان في حوار شامل بتوحيد الحركة الشعبية في جنوب السودان وفق اتفاق اروشا ، وقال " وحدة الحركة الشعبية هي عامل رئيسي لكي لا ينزلق الجنوب في تنظيمات سياسية قائمة على الاثنية وعلى القبلية " ، واضاف ان والجنوب مثل السودان يستحق الافضل الذي يليق بالتضحيات الكبيرة والمأثر والبطولات لشعب الجنوب . = كل الارهاصات تقول ان مفاوضات السلام بينكم والحكومة السودانية اصبحت قاب قوسين او ادنى ، هل ستعودون الى التفاوض من حيث انتهت الجولة الماضية قبل ستة اشهر ؟ + لن نعود من حيث ما توقفنا في المفاوضات السابقة، ولن نشارك في عملية سلام لشراء الوقت والتغطية على جرائم النظام ، نحن نعمل على حشد الراي العام الداخلي والاقليمي والدولي ، لعملية جديدة توقف شراء الوقت وتخاطب اهمية قضيتين ، هما : وقف الحرب ومعالجة الازمة الانسانية والقضية الثانية توفير الحريات ، وكل ذلك يجب ان يأتي في اطار تفويض واضح للاتحاد الافريقي ومربوط بمدى زمني محدد. لا يوجد ما يدعونا او يجبرنا على القبول بطرق الامس التي جربناها وفشلت ، ولن نتخلى عن الحل الشامل ولن نقبل بحل جزئي ، والتزامنا بالسلام استراتيجي ، وهو سلام يفضي الى التغيير ، وسنعمل على ازالة النظام سلماً او بوسائل النضال الاخرى وكل هذه الوسائل تتكامل ، ونحن نعرف ونعلم ما نريد . = ولماذا تضعون شروطاً قبل كل جولة مفاوضات ، يبدو انكم غير جاهزين للتسوية السياسية ؟ + لا نضع شروط ، لكن هنالك متطلبات للعملية السياسية واجراءات لتهيئة المناخ ، مثل وقف الحرب والحريات وهذه ليست شروطاً ، فاي عملية سياسية جادة يجب ان تؤدي اولا الى وقف الحرب ، وهو يحقن دماء السودانيين ، ويوفر الموارد من اجل الصحة والتعليم والمياه النظيفة ، وحينما نطالب بذلك فنحن نستشعر مسؤوليتنا تجاه الشعب ، وبدون الحريات لا حوار ، والحوار الذي نعنيه ليس هو حوار مصطفى عثمان اسماعيل ، بل هو حوار متكافئ يفضي الى التغيير ، ولاعادة بناء الدولة السودانية ويحقق الاجماع والوفاق الوطني . واذا اردت ان تقيس وان تعرف جدوى الحوار بشروط المؤتمر الوطني ، عليك مراجعة سجل طويل من محاولات الاذلال والاهانة الموجهة للقوى السياسية المعارضة ، وعلى رأسها اعتقال الصادق المهدي وآخرها جلد قادة سياسيين ومن ضمنهم المسؤول السياسي لحزب المؤتمر السوداني مستور احمد في الخرطوم امس ، هل هذا هو مناخ الحوار الذي يتحدثون عنه ؟ ان حوار مصطفى عثمان لن يقبل به الا صديقي عبود جابر . = هل انتم مع الحوار ، ام اسقاط النظام ، لان موقف المعارضة غير واضح ، كما لا يوجد اي توجه نحو الانتفاضة ، وفي ذات الوقت ترفضون الحوار ؟ + خطنا الرئيسي هو اسقاط النظام بالانتفاضة السلمية في المدن والانتفاضة المسلحة في الريف ، واذا ما تكاثرت الضغوط على النظام وقبل بحل سلمي شامل فلا مانع ، وان لم يقبل سنواصل الانتفاضة السلمية والمسلحة حتى النهاية ، ولا يوجد تناقض في الحالتين ، فمتى وجدنا السلام الشامل المفضي للتغيير قبلناه ، واذا واصل النظام تعنته سنواصل عملنا من اجل اسقاطه . = ان الحكومة موقفها افضل بعد ان اجرت الانتخابات في ابريل الماضي وانها لن تدخل في حوار الا في داخل السودان ، كيف ستتعاملون مع هذا الاتجاه ؟ + كل هذا ذرا للرماد في العيون ، البشير لم يتخذ اي قرار استراتيجي بوقف الحرب والشروع في عملية سياسية جادة بمخاطبة جذور الازمة السياسية ، هو يبحث عن عملية سياسية تحت سيطرته وحزبه ، ولذلك الموضوع ليس ان يتم داخل او خارج السودان ، كأن البشير يدافع عن المصالح الوطنية ، فالنظام وقع على اتفاقيات عديدة خارج السودان في ابوجا ، اسمرا ، القاهرة ، نيفاشا الى جيبوتي ، انجمينا ، فراكفورت ، الدوحة . صحوة الضمير الوطني الحالية جوهرها السيطرة على الحوار واعادة انتاج النظام ، والذين قبلوا بالحوار بالداخل هل توصل معهم النظام الى شئ ؟ وهل يدفع النظام بالحوار حتى داخل حزبه ؟ ، هذا ضحك على الذقون ، المعضلة ليست في مكان الحوار ، وانما القبول بحوار متكافئ ، وفي ظل الحريات ووقف الحرب ، فهل يقبل البشير بذلك سواء في الخرطوم او كافوري ؟ = المبعوث الامريكي دونالد بوث في طريقه الى الخرطوم ، سبقت زيارته بيان من سفارة بلده بادانة ضدكم حول مقتل منقبين عن الذهب في تلودي ، هل تعتقد ان واشنطون بدأت معكم العصا ؟ + لا نعتقد ان هنالك اي مقارنة او مساواة اخلاقية بين النظام والحركة الشعبية ، والمعلومات الواردة حول مناجم في تلودي هي معلومات من مصادر غير مطلعة وليس لديها معلومات مباشرة عن الاوضاع ، وهذه منطقة حرب من الدرجة الاولى ، وليس لتنقيب الذهب ، والموجودون هناك ليسوا مدنيون ، بل مليشيات تابعة للقوات الحكومية ، لم تأتيني معلومات تفصيلية وستنشر الحركة الشعبية ما يدور في تلك المنطقة . ليس لدينا ما نخفيه ، بل نقول الان اننا نطالب الآلية الافريقية برئاسة ثابو مبيكي تشكيل لجنة للتحقيق في كافة انتهاكات حقوق الانسان والوضع الانساني في المنطقتين بما في ذلك الحديث عن تلودي ، ونحن على استعداد لاستقبال اللجنة وتمكينها من اداء مهامها ، كذلك نطالب الطرف الاخر – الحكومة – بالموافقة على التحقق من كل اوضاع حقوق الانسان والوضع الانساني ، وكشف الانتهاكات التي تمت على المدنيين ، براً وجواً . والحركة الشعبية ايضا مستعدة لوقف عدائيات انساني شامل في جنوب كردفان ، النيل الازرق ودارفور ، يعالج القضايا الانسانية في كل السودان ، ويتم وقف شامل لمصلحة المدنيين ، ولن تتم اي معالجة سياسية جادة للازمة السودانية دون وقف الحرب كقضية اولى ورئيسية . = الوضع الاقليمي والدولي يبدو انه ليس في صالحكم ، والخرطوم توسعت في علاقاتها الخارجية ، كيف تقرأون هذا الوضع ؟ + طبعا الخرطوم لم تحقق نجاحاً حقيقياً في المسائل الجوهرية ، وهي قضية الارهاب ، المحكمة الجنائية الدولية ، العقوبات ووقف الحرب ، في المحكمة الجنائية رأينا ما حدث للبشير في جوهانسبورغ ، وفي موضوع الارهاب رأينا تجديد واشنطون للنظام ووضعه في قائمة الارهاب ، اما موضوع العقوبات فالمجتمع الدولي يربط رفعها بوقف الحرب والحل السلمي وحقوق الانسان ، ولذلك اذا لم يطبع النظام مع الشعب السوداني لن يطبع مع المجتمع الدولي ، ونحن له بالمرصاد نفسد كل خططه . بوابة التطبيع مع المجتمع الدولي تمر عبر الشعب السوداني اولاً ، لا يكفي ان يوزع وزير الخارجية ابراهيم غندور الابتسامات او الاكاذيب الناعمة التي لا تمشي بلا سيقان ، فالنظام الدولي لا تنفع معه الجودية والابتسامات ، بل هنالك قضايا حقيقية مثل وقف الحرب والمحكمة الجنائية الدولية ، ووقف انتهاكات حقوق الانسان والتوقف عن دعم جماعات الاسلام السياسي والتدخل في شؤون دول الجوار ، فهل من اجابة حقيقية ؟ . مشاركة النظام في حرب اليمن لم تدر على النظام الاموال الا اذا تخلص البشير من الاسلاميين ، وهذا مطلب دول الجوار الكبرى ، ولذا فان آمال النظام تعصف بها افعاله ، والحل ليس في الخارج بل في داخل السودان . = وهل في امكانية البشير ان يتخلص من حلفاءه الاسلاميين بهذه السهولة ؟ + هذه القضية طرحت على البشير وعليه وحده ان يجيب عليها ، ومن الواضح ان البشير يتعامل مع متناقضات تحتاج الى ( حاوي ) ومجموعة من السحرة ، فهو لا يستطيع ان يرضي الترابي ودول الجوار الكبرى في آن معاً ، دول الجوار الكبرى تبحث عن الخلاص من الحركة الاسلامية ، والترابي يبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي ، وعلى البشير ان يختار ، او على الذين يفكرون في بناء حركة اسلامية جديدة البحث عمن يبنيها معهم ، ومشروع البشير وصل الى نهايته والخيار الذي امامه وحيد هو كيف ينهي حكمه بالاستجابة الى مطالب التغيير او مواجهة التغيير ، فاما ان يقبل التغيير او سيتم تغييره طال الزمن ام قصر . = لقد قال دكتور حسن الترابي بانه يتجه نحو تشكيل تحالف جديد يضم الحركة الاسلامية ومجموعات اسلامية اخرى الى جانب قوى سياسية من البعثيين والناصريين واللبراليين والاشتراكيين ، كيف تقرأون ذلك ؟ + لم نسمع بهؤلاء الاشتراكيين ، واللبراليين والقوميين الجدد ، والذين يريد ان يلحقهم الدكتور حسن الترابي بالاسلاميين الجدد ، وهو الان بمواقفه يجسد احدى الشخصيات الروائية عند غبريال غارسيا ماركيز ، والترابي يعلم ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، وان النظام هو الذي يمزق وحدة الاسلاميين مثل ما مزق وحدة السودان ، وفاقد الشئ لا يعطيه ، والبشير لا مصلحة له في وحدة الاسلاميين ، ولا مصلحة له في وجود حركة اسلامية ذات مؤسسات الا اذا كان المقصود هو اقتسام الاسلاب ، ومشروع بناء حركة اسلامية تستند على الجيش والسلطة مشروع فاشل وشبع موتاً ولا حاجة لتجريب المجرب.