تساءل جون مارك رينولدز في موقع صحيفة الواشنطن بوست أمس الجمعة 25 مارس حول أسس ضربة ليبيا التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة وقال لماذا ليبيا وليس السودان؟ وفي مقاله بعنوان (ليبيا: انعدام الوضوح، انعدام العدالة) قال إن النوايا الطيبة لن تحمي البلاد من الأعمال السيئة، وقال إنه لا يوجد شخص عاقل يؤيد الطاغية الليبي ولكنه تساءل حول أسس الهجوم عليه، وجاء ضمن ما قاله لمراجعة تلك الأسس “صحيح هناك خراب في ليبيا ولكنه ليس أكبر من الموجود في السودان، فلماذا نرسل قوات لليبيا وليس للسودان؟ وليس هناك مصلحة قومية أكبر من إيجاد حكومة عادلة في ليبيا أكثر من إيجادها في الجزيرة العربية، ولكننا نساند الرجال الأشرار في الجزيرة العربية بينما نهاجمهم في ليبيا”. ويعد مثل هذا التساؤل متناميا في الفترة الأخيرة في الغرب نسبة للتشابه الكبير بين أعمال النظام الليبي في مواجهة الثوار والتي راح ضحيتها آلاف في أسابيع قليلة، وبين انتهاكات نظام عمر البشير في دارفور والتي راح ضحيتها ثلاثمائة آلاف من الضحايا ونحو ثلاثة ملايين من النازحين واللاجئين. وبينما أيد نظام الخرطوم ضربة ليبيا وأعلن إتاحة أجوائه لها في محاولة لركوب الموجة الدولية، إلا أن كل المؤشرات تقول إن هذه الضربة هي بدء لعهد جديد في تحقيق (مسئولية الحماية) للمدنيين، عهد سوف يجعل النظام السوداني والنظم الشبيهة التي تفتك بالمدنيين في فوهة المدفع .