الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلوكنا الثقافي المشترك أقوى دليل علي وحدتنا
نشر في حريات يوم 31 - 07 - 2015

سلوكنا الثقافي مشترك في اشاء كثيرة ,هو اقوي دليل علي وحدتنا
او قل هكذا احاول في ممارستي التشكيل
ان ماضينا الافريقي و العربي الاسلامي مربوطا بحاضرنا و سوف ينعكس في مستقبلنا ان رضينا او ابينا , نعم ان هذه الفرضية كثيرا ما استخدمها الساسة وزينت بها خطاباتهم للعامة و الخاصة . لكن للا سف لامر في نفس يعقوب, فهم كثرا غير صادقين , لان دعواهم التي هي عبثية في اغلبها و تتوقف عند وصولهم للسطة و التحكم في خيرات الشعب دونما النظر لما يوحد الشعوب ويوجه الطاقات لخير الجميع, فتظهر حقيقتهم الجهوية و القبلية فيمكنون اقربائهم حتي يضمنوا الاستمار في حكم الناس, منتهجين سياسة فرق تسد.
ان الساسة في بلدي مستعجلون دوما الي اقصر الطرق التي توصلهم الي ما يربون اليه من ثراء و مكانة اجتماعية و اهمة , ضعيفة بين الامم, يفعلون ذلك دون اللجوء للبحث العلمي, و التربية الوطنية لبوع الحكم الرشيد , فالقبلية و الجهوية لاثنية, عندهم هي الضمان لاستمرار تسلطهم , يعتمدون عليها برغم انهم قد و عدوا الشعب للعودة لاسترجاع الماضي واستلهام التاريخ الذي فيه سبيل الرفاهية و السيادة الشعبية . للاسف اخوتي ان هذه العدالة و الرفاهية تنحصر في حيذ ضيق جدا حيث تبسط فق بين النخبة السياسية و سدنة الحكم الجديد , واقرباء القائد الملهم . يا بني وطني اننا من خلال اعمالنا الفنية ننادي برجوع الي رموز و طقوس ثقافات السودان القيديمة و ممالك السودان القديمة , انها ليست دعوي عنصرية بل هي دعوة لادماج جميل ارث التاريخ في الحاضر المعاش ,منه استلهام القيم الفاضلة من الثقافة القديمة لاضاءة المستقبل و السيرا معا موتحدين بروح الاجدا الذين عمت محاسنهم بقاع المعمورة و مما لاشك فيه انهم اجدادنا جميعا و انا لادلل بواسطة العلم الحديث (الدي -ان -اه.. ) و لكن ادعوا الي التمعن في المشترك الظاهر و المستتر من مخزوننا الثقافي الذي فيه من العادات الثقافية الطيبة التي يمارسها قاطاع كبير من الشعوب السودانية و لو بدرجات متفاوته .
ادعوا الي القوص في ركام الحضارة السودانية القديمة للحصول علي مفردات ثقافية وحدوية تساعدنا كثيرا في تجاوز التحديات المعاصرة التي تهدد الوطن بالزوال او التقلص الي دويلات ضعيفة متهالكة و لذلك ندعو علمائا و باحثينا ان يستنهضوا الماضي التليد باستراتجية علمية دقيقة وا سس معرفية ثاقبة بالماضي و تزاوج مدروس بالحاضر حتي نو اجه متاهات المستقبل و حتي لا يضيع اي مشروع حضاري في ظلامات الامزجة الصفوية النخبوية و الانغلاق في دائرة الانتخاب التاريخي اي, اننا ندعو الي الابتعاد عن النظرة الاحادية للتاريخ و لاخذ من القيم التي تخدم مصلحة هذه الفئة المتحكمة بذمام امر العباد, مع تجاهل او نبذ ما يخص المجموعات الاخري،بربي ان هذا الانتقاء يفرق بين المواطنين ويهدد امن ووحدة الوطن . لذلك ندعوالي اعمال النظرة المجردة في البحث فيما يوحدنا من سلوكيات و عادات يومية وهي كثيرة.
للتدليل علي ما نقول و نرسم من رموز و سلوك يومي من مناسبات اجتماعية مثل موت او زواج او نفير ,نحن مزاج و نفس و احدة , فبالقاء نظرة سريعة للمارسات الطقوسية في المنساسبات السودانوية نجدها متكررة و متشابه في العديد من بقاع السودان و كما سلف الذكره تتفاوق هذه السمات الثقافية في درجات لونها من الحدة الي الضبابية من منطقة الي اخري و احيانا تختبئ احداهما تحت عبائة الاخري فتجد ماهو سوداني قديم داخل و ممتزج مع ما هو اكثر حداثه في عهده مثلا و لاحصرا فتجد عادة مسيحية قديمة مختلطة بكوشية و مروية تظهر في ممارساة اشخاص مسلمون و هي نفس الممارسة يقوم بها مسحيون و اخرون وان جاءت تحت مسمي اخر و في مناسبة اخري, و سوف ناتي و نفصل بتناول كل نموزج علي حدي و اتمني من اهل العلم و البحث ان يصوبونا و ياتوا لنا بما يوحدنا في هذا الوقت العصيب فلاشك ان علمائنا قادرون ببحوثهم للوصل ما بين الثقافات الماضية مع الحاضرة للولوج في المستقبل مستقر و مذدهر , بعد تملك مناهجا تتطورية , مع العلم ان الادوات علمية تجعلنا قادرين سويا لموا جهة الاخطار, التي تهدد و حدة و استمرارية بقاء الوطن.
اخوتي ما علينا الا ان ننظر في التقاليد السودانية الحية و الفاعلة في ثقافتنا الحالية و التي تواصلة فعاليتها عبر عصور الشعوب السودانية من قبل تكوين ممالكنا القديمة التي مازالت تؤثر و بقوة في عصرنا الحديث مع العلم ان الشعوب تتفاعل و تنفعل بتليد تاريخا … اخوتي بني وطني اننا نجد هذه القيم الجيدة من تاريخ شعوب السودان و تم قبولها لدينا جميعا و نجدها ممارسة في اشكال عدة و هذا مايميز السلوكيات السودانية من سلوكيات الشعوب المحيط بنا رغم التشابه في بعض السمات و هذا امر طبيعي … ان هذا التميز هو الديل بان لنا خصوصيتنا و باننا قد قبلنا بعضنا البعض و انفعلنا بسلوكياتنا الثقافية و تعايشنا بانسجام مع بعض النشاذ هنا و هناك و هذا امر طبيعي, فما زلنا نجد الكثير من التشابه ,فبعد عهود من التراكم الثقافي و المتلاقح التاريخي الذي اختزن هذه التماثل في فنوننا التشكيلية و اشعارنا الشعبية و رقصنا نعم كلها احدي سمات حيوة الثقافة السودانوية وو حدة مجتمعنا العضوية … فان الثقافة المادية الظاهرة ماهي الاتعبير عن حقيقة و كينونة الفكر السودانوي و تواتر اخباره عبر الماضي السحيق , من الملاحظ اننا نراها تنعكس في شكل غناء ننفعل به كلنا مثال … (عريسنا مرق البحر ..يا عديلة و قطع جرايد النخل ) .
ففي رقصنا و نغم موسيقانا التي تهتز له اجسادنا في حركات قريبة التشابه هذا برغم اختلاق المكان و المناسبات الشعبية . فبرغم بر ختلاف شكل النوبة من النقارة فكلاهما يؤدي و ظفية ايقاعية و احينا كثير نجد الصانع واحد و المواد و النغم واحدة, ان الربابة منتشرة في كل السودتن القديم .اخوتي ان المؤثرات الثقافية متواصلة و مستمرة باقاع منسجم في طبيعتها المعتقداتية و الروحية حتي في طريقة ادارة وحكم الناس مماجعل من الثقاقة السودانية و عاء حافظا للموروثنا الثقافي فساعد علي بقاءها وتحصينها من الهزات الثقافية القوية الوافد او المحيطة بنا . نعم حفظت خصوصيتها من كل المؤثرات الثقافية الجدية فانصهرت في البوتقة السودانوية بصورة انسيابية هادئة كما هو الحال في الثقافة المسيحة حيث نجدها قد تلاقحة مع الكوشية و المروية القديمة بل اصبح السودان جذءا من التطور الثقافي المسيحي . لابد من ان نلاحظ ان للسودان مركزا هاما في الديانات القديمة حيث نجد ذكره في عدد من فصول الكتاب المقدس..
ام عن الثقافة الاسلامية نجدها انسابة بهدؤ فائق و اندمجة في الموروث الكوشي القديم ونلاحظ هذا بوضوح في سمات الصوفية الاسلامية , التي تعتبر نتاج انسجام الاسلام و الثقافة العربية و المصرية القديمة مع الثقافة السودانوية الاقريقية الجزور , فكان للاقاعات الافريقة القدح المعلي لاجاد اذن سودانية تصغي وقلب ينفتح للتعاليم الدينية الجديد , فبعد بعد تتوافق القيم الاسلامية و نبيل القيم السودانية القديمة جعلت للسودان طابعه الخاص من تذهد و تصوف فكل هذه الجمل الثقافية الوافدة من عربية و السلامية و افريقية حلت كلها و بنسجام تام بالمكون الحضاري القا ئم في المنطقة السودانيه منذ عهود بالغة القدم قادر علي الاستمرارية و العطاء و الاضافات الذاتية و استعاب الاخر و ترويضة ثم دمجه داخل منظومتة العتيعة و ابرازه كقيمة سودانوية ذات خصوصية لا ينكرها الا مكابر او جاهل.
و للعلم ان انتشار و تغلغل الاسلام كان علي يد المستعربة السودانين من اهلنا, اصحاب الممالك و السلطنات السودانية من النوبين و الفونح و الفور …. هل هي الوحدة ذاتها ؟ ام انا واهم ؟.. واعشق السودان الواحد الحر الديمقراطي؟ .. و مؤمن بان حركة الثقافة السودانوية الوحدوية هي دوما حركة في اتجاه المستقبل المتصل تواترا حضاريا بالماضي و من ثم لايمكن النظر للتراكم الثقافي السودانوي علي اساس دوائر ثقافية منفصلة و منغلغة عن بعضها البعض.. صدقوني ان هذا لاعلاقة له بالتطور الثقافي و ان وجد ضالة عند الساسة النفعين و المطبلين للفرقة و الشتات حتي يسهل لهم هرس عظامنا مجموعة تلوة الاخري . لابد من الاقرار ان شعوب السودان تزاوجة و تشابكة في نسيج نسبها و صحب ذلك التشابك و التداخل في تعبيراتهم يصعب التفريق بين كوامنهم وطقوسهم اليومية , لقد اصبح من العسير جدا بحمد الله التفريق بين افراد الاسرة الواحدة تحت اي حجة ففي الاسرة الواحدة تجد الاصفر و الازرق و البيض و القمحي و فكلنا لا ادم و ادم من تراب فافضلنا الاهل السودان من هو يراعي حرماتهم و يصون كرامتهم و يعدل بينهم و يطورهم و يضعهم في مصاف الدول المتقدمة و بيعدهم من الاعانات و الاغاثات السامة و التسول اما سفارات الشعوب, فيعودون مقهورين مكسوري الخاطر.
نود الان ان نتناول بعض السمات الثقافية المتواصلة و المشبعة بسمات توحيدانا كشعب ممتده جزور ثقافتة الي ازمان بعيده , لكنها محتفظة باقاعتها القوية في حاضرنا, مثلا ناخذ حديث الدكتور حسن مكي عن تتويج ملوك سنار (و كان تنصيب الشيخ يتم و فق اداب سلطانية لعلها تاثرت بتقاليد النوبة الممزوجةبالتقاليد العربية) , هنا يتتضح لنا مدي استمرارية الثقافة السودانية القديمة التي جعلة لناخصوصة نتفرد بها من رصفائنا و جيراننا العرب و لالفارقة فبرغم من امتدانا لهذه الثقافات و لكن للنا خصوصيتنا و نكهتنا المميذة عن الاخرين وهذا مايجعلنا اندادا و رصفا لا اتباع للثقافات الاخريات و هذا مايميذ لغتنا الكوشية المروية عن المصرية القديمة و الاكسومية القديمة ايضا..
للغة و العاداة و الطقوس النوبية اثرها القوي في توحيدة الشعوب السودانية و هذا نراه في اهلنا في جبال الميدوب في جبال مرة بدارفور يذهبون الي تلة حيث يعتلون صخرة يذبحون فيها ذبيحتهم و من ثم يرسمون شارة الصليب علي جبهة الملك و يقوم الملك برسم الصليب علي وجهه وعلي الصخرة و هي دللالة اخري للترابط النوبي و المسيحي الطقوسي و يضيف البعض الي ذلكم التماثل اللغوي ايضا..فالجدير بالذكر انه يسود عند اهلنا الميدوب ان اصلهم من دنقلا لان طقوسهم هذه مطابقة لطقوس الاحدين التي تحدث عنهم الاسوني في التاريخ و كذلك شان اهلنا البرتي و برقد فلغتهم شبية جدا بالنوبية الشمالية و هناك بحوث معتبرة تؤيد ذلك.
و للتديل عن وحدتنا لابد من الاشارة الي عادات و طقوس الزواج التي توضح التواصل و تتشابه في الاداء ففيها الكثير من الظواهر الاحتفالية القديمة و كذلك يظهر الاثر النوبي و المسيحي بقوة ممستمرة في اربعين الولالدة حيث لاتخرج المراة من منزلها لا بعد مضي اربعين يوما و كذلك عند وفاة زوجها حيث تظل في منزلها حتي قضاء الاربعين و لعلنا نلاحظ تداخل هذه العادة مع العدة و هي اسلامية و عند الاربعين يحتفل الناس كل بالصورة التي يراها فهي تتفاوت من تلاوة قران الي الرقص العنيف الذي تزكر فيه محاسن الموتي و الكل يؤمن ان خولفت هذه العادة تصاب المراءة بالعين او الفال السئ و نضيف الي ذلك الذهاب للنيل عند الولادة و الطهور و الزواح و غسل الارجل و الايدي و الوجه (عريسنا مرق البحر ..يا عديلة و قطع جرايد النخل ) و هذه عائده الي قصة رسول ملكة كوش الكنداكة المزكورة في الكتاب المسيحي المقدس في سفر الاوبين او الاخبر 0-4:11-12 و لعله تمثلة ايضا في طقوس التعميد و كذلك عاد تغطيس الاطفال في بعض قري شمال السودان في الماء بينما ينادون ( اغطس غطاس حنا) و لعلهم يعنون حنا المعمداني و هذا في حد ذاته يوحد اهلنا في الشمال الاقصي باهلنا في الجنوب خاصة المسحين منهم هذا اذا افترضنا حدلا توحد المسلمين في كل البقاع السودان
و في جبال النوبة تقوم الام برسم علامة الصليب علي وجهها و وجه ابنها اذا كانت عازمة لزيارة مكان لاول مرة مع مولدها ان هذا اعتقاد قوي للحماية من العين , كما اننا نجد نفس هذه العاده تقوم بها نساء كتم بمرتفعات دارفور عند قبيلة التنجر فانهم يدعون الصليب برشام و هذا يعود بي للذاكرة عندما تتدهورة مملكة كوش حينما هاجمها الملك عيزانا ملك اكسوم مماجعله يخلد هجومه علي كوش و تشتيت جيوشها واسر البعض و منهم الاحمر و الاسود وكل هذا مسجل في مسلة اكسوم الشهيرة و لعل الاخوة في مركز الدراسات و البحوث الثقافية , ان يتعمقوا اكثر وان ياتوا لنا بالخبر اليقين فلايمكن ان يتحرر من لايعرف قدرنفسه … غير ان الذي يهمني هنا تاكييد ارتباط اصولنا الشمالية و الغربية و الجنوبية و الشرقية وترابطها ثقافيا , وهذا يقوي من توجهنا الوحدوي و لربما تلفزيوننا القومي يساعد علي ذلك و يضحي اكثر قومية مماكان عليه سابقا و فقصة الملك عيزانا تفترض و حدة اصول النوبة في الشمال و جبال النوبة وعدم تشتيتهم و تفريقهم مرة اخري الظروف الاحترابية بالاضافة للهجرات القديمة للظروف الطبيعية. …و يدعم ذلك وحدة اسماء القري و المدن في الشمال مثال مدينة او قرية عبري الشمالية و الاخري في قلب جبال النوبة الشرقية.
كذلك هناك نمازج للوحد حتي بين اهلنا حول الخرطوم و الانقسنا ففي جنوب الخرطوم توجد منطقة تسمي سوبا كما هو الحال في جنوب الانقسنا, توجد سوبا الاخري !! و نلاحظ ان الاطفال في سوبا الخرطوم يلعبون و يمارسون نوع غريب من الحليفة مثال , (( احلف بسوبا دار الجد و الجبوبة… اللي يطفح الحجر و بغطس المركعوبة)) و ياله من نمط حلفية و لعل طريقة الحلفية توجد ايضا في بعض مناطق ضواحي الرصيرص عند اهلي الهمج عندهم ان يقف المرء عند كومة من النفايات المحروقة و يقدم له ملح و رماد وديقيق من الذرة تتزوقهم و يكسر قطعة من الخشب علي راسه ثم يؤدي القسم و هذا ان دل انما يدل علي تعظيم للمملكة سوبا المندثرة ماديا و الباقية بتواصلها الروحي الثقافي موحدة اهلنا في السوبتين و هذا قليل من كثير فنحن من نسيج واحد و كما قيل ( ان الاسماك المية هي و حدها التي تسبح مع التيار)… وهذا ينطبق علي بعض ساسة بلادي الذين يعمقون الفرقة بين ابنا الوطن.
وما علينا الا الايمان بان لنا ثقافة متميذة و فريدة برغم اندماج ثقافات اخري فيها ,ان نعلم هذا الاندماج جاء وفق شروط ثقافتنا السودانوية وليس املاء من الاخرين فنحن لنا ملوكنا الذين حكموا و تحكموا في دولا عظمي في زمانهم فاذكر منهم بعانخي ، ترهاقا ،شبتاكا و شبكة, يابني وطني ان علينا اللامعان في الجزء المملوء من الكوب وليس فارغه وهنا تكمن الوحدة و التقدم الانسجام و التناغم الثقافي الوحدوي
و اخيرا لعل اكثر ما يوحدنا هو حبنا لانسان السودان الذي تعلمنا من مردود جبايات و ضرائب صناعه ورعاته و مزارعية و عماله وتجاره الشرفاء و ليس تجار التصاديق و الكوتات و محتكري قوت الشعب ، ان مايوحدنا هو ان نبر اهل السودان الذين تقاسموا البؤس و الفقر والتشرد , هذا لان الالام هي التي توحدنا لكي نجابه معا . يا اهلي ان الفقر و الحاجة تتطلب منا الوعي الثاقب للخروج من متاهة الفرقة و التشرزم فكلنا نعاني و نتالم و نجوع اي كلنا سواء امام قهر جلادينا فهلا دفعنا الظلم و القهرا في وحدة شعبية ذات مصير واحد , ارجوا ان يعم السلام قريبا ارض دارفور ملوك الزمان احدي حضارات السودان كما ارجوا ان يلتئم جرحنا في شرق عثمان دقنة البطل الذي قاوم الاستعمار من اجل كل السودا ن و هو القائل لقادة الاستعمار ردا علي سوائل احدهم و هوفي معتقلة قال لهم بطل الشرق (( اذا اخليتم سبيلي ساعود و احاربكم)) …. ايجوزا ان يهمل احفاده وترمل حفيداتة و من من؟؟ منا نحن اخوتهم .. اه ياسودان!!! اما ان لنا ان ننعم بسلام شامل و دائم تنموا و تترعرع فيه ثقافتنا و نعود مرة اخري قبلة للناس.
عاش نضال الشعب السوداني
المجد والخلود للشهداء
و العزة و الكرامة لكل مقهوري شعوب السودان
و عاش السودان حرا ديمقراطيا مزدهرة حضارته
عبد الباقي شحتو علي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.