شهر مايو من العام الماضي- حسب متحدث باسم المؤتمر الوطني- إن الدبلوماسية السودانية أحبطت محاولات لنقل ملف قضية النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى مجلس الأمن الدولي، وأظن أن الحديث كان تهيئة لتدويل كامل، فمنذ ذلك الوقت بل ومنذ بداية مهمة الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي لم يتغير شيء، فمنذ عام 2009م الفترة التي تسلم فيها ثابو أمبيكي ملف السودان بداية بالوساطة بين شريكي نيفاشا التي انتهت بإقامة دولة جنوب السودان، منذ ذلك الوقت حتى تاريخ اليوم عربة الحل السوداني لم تخرج من مطبها بل زاد المطب عمقاً، كثيرون يرمون بفشل سياسيينا في الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي الذي تتمدد مهمته يوماً بعد يوم، هؤلاء يتناسون أن الوسيط لم يأت بشيء من عنده، هي أزمتكم والحل عندكم. دعوا عنكم الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي، عدد المبعوثين الأمريكيين إلى السودان الذين بدأوا يفدون بعد قصف مصنع الشفاء 1998م، عدد المبعوثيين وصل إلى ستة وكأن أزمة الشرق الأوسط لا تساوي شيئاً مقابل الأزمة السودانية، هؤلاء غير المبعوثين تحت مسميات ومهام أخرى، منذ تفجر الأزمة في دارفور انفجرت أعداد المبعوثين، مبعوث خاص للأمم المتحدة، وممثل للجامعة العربية، ثم ممثل للاتحاد الأفريقي، ثم رئيس لجنة حكماء، ثم وسيط في مفاوضات الدوحة التي هي في الأصل تحتضنها وساطة قطرية، ماذا فعل كل هؤلاء لدارفور بما في ذلك الأممالمتحدة، وماذا حدث، وأين تقف دارفور الآن، هل بحاجة إلى مبعوث آخر؟. فإن كنا وجدنا العذر للوساطة الأفريقية حيث إن الملف الذي تعمل فيه معقد بحجم تعقيدات اختلاف وجهات النظر بين المعارضة المتعددة التوجهات من جهة والحكومة من جهة، هناك معارضة مسلحة وأخرى مدنية تُشبك مع المسلحة وأخرى ترفض بشكل قاطع أي تشبيك مع المعارضة المسلحة، ومعارضة معنية بقضية منطقتها وأخرى مهمومة بحل شامل، كل هذا التعقيد يُمكن أن يوجد العذر لفشل مهمة أمبيكي التي تزيد فشلاً فوق فشلها كل يوم، فأنى لنا نجد العذر للمبعوثين الأمريكيين المعنيين بتقريب وجهات نظر بين حكومتين؟. القضية لا تتصل بشخص المبعوث بقدر ما هي متصلة مباشرة بنا نحن، نحن أصحاب الأزمة صانعوها ومهندسوها وبالتالي مفاتيح حلها بيدنا، على المؤتمر الوطني أن لا يغتبط كثيراً فلن يفلح كل مرة في إحباط محاولات التدويل ما دام أنه تمترس في محله، كما على بعض قوى المعارضة التي تجتهد في الحج إلى الخارج أن تصب جهودها في الداخل، وتعيد تنظيم صفوفها، ومخاطبة قضاياها، وقضايا الشارع من الشارع، الأزمة أزمتنا، والحل بأيدينا.