انهيار مباحثات اديس ابابا: الاصرار على الحرب ومنع الغوث الانساني واحتكار الحل السياسي 26 نوفمبر 2015 هذا ملخص اولي صادر عن المجموعة السودانية للديمقراطية أولا حول جولة المفاوضات المنفضة مؤخرا باديس ابابا. سنقدم نشره تفصيلية تتناول قضايا التفاوض الثلاث: ايصال المساعدات الانسانية، وقف العدائيات، والاجتماع التحضيري الخاص بالحوار القومي الشامل وذلك خلال الاسبوع القادم. أعلنت الوساطة الإفريقية في الثالث و العشرين من نوفمبر الجاري تعليقها للمفاوضات بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال من جانب، و كل من حركة العدل و المساواة السودانية و حركة تحرير السودان- مني مناوي من جانب اخر. حيث ناقشت عملية التفاوض المنهارة، والتي استمرت من 19- 23 نوفمبر 2015، ثلاث قضايا أساسية: ايصال المساعدات الإنسانية، وقف العدائيات، إلى جانب الاجتماع التحضيري الخاص بالحل السياسي السلمي. واستندت جولة المفاوضات الاخيرة، والتي تعد الجولة الثانية في مسار انهاء الحرب بدارفور، والعاشرة في مسار المنطقتين، استندت على قرارات اجتماعيّ مجلس السلم و الأمن الافريقي (456) و(539) والذين شددا على اهمية الحل الشامل لقضايا الحروب وازمات الحكم المتعددة في السودان عبر عملية تفاوضية واحدة بمسارين لوقف الحروب المتعددة، وعبر اجتماع تحضيري يدعو ويشرف عليه الاتحاد الافريقي عبر الآلية الافريقية رفيعة المستوى يمهد الطريق لحوار قومي شامل يحقق التحول الديمقراطي والسلام العادل. وعلى الرغم من ان جولة المباحثات استهدفت بصورة رئيسية الازمات الإنسانية الناتجة عن الحروب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان /جبال النوبة، لتصل الي وقف للعدائيات ولحل الأزمات الإنسانية في كلياتها وفي كافة مناطق الحرب ولتوقف القصف الجوي المستمر وتسمح بانسياب الغذاء والدواء لملايين الضحايا، الا ان المواقف السياسية لوفد الحكومة السودانية في مفاوضات المسارين قد اظهرت ان الاولوية عنده للاجندة الحربية باستغلال القضية الانسانية لبلوغ نصر عسكري فشلت في تحقيقه القوات الحكومية ومليشياتها على الارض. كما سعت الحكومة السودانية عبر الجولة الى تحقيق شرعية مفقودة لحوارها الجاري بالخرطوم والعمل على الحاق الحركات السياسية المسلحة بتلك العملية. وهو ما تاكد بعد يوم واحد انهيار المفاوضات وفشل وفد الحكومة في تحقيق ايا من مساعيه، حيث اعلن في 24 نوفمبر 2015 رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات، مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم محمود، ووزير الدفاع السوداني عوض ابن عوف بإنهاء قرار رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار من جانب الحكومة وعن اطلاق خطة عسكرية بنشر الجيش في مناطق الحرب الثلاث. انهيار مفاوضات الاسبوع المنصرم جاءت معلنة لاستمرار التضييق ومحاصرة حريات العمل السياسي والمدني. فعلى النقيض من التصريحات الحكومية بتهيئة المناخ وعملية الحوار الوطني المعروف بحوار الوثبة، شهدت العديد من المدن السودانية حملة اعتقالات متزايدة خلال الأيام الماضية شملت طلاب الجامعات وناشطين سياسيين ومدنيين، بما فيها اعتقال قيادات تحالف قوى الإجماع الوطني ومحاصرة اجتماع للقوى السياسية المعارضة داخل مقر حركة القوى الجديدة (حق)، اضافة للمنع من السفر ومصادرة وثائق السفر لقيادات مبادرة المجتمع المدني وقوى الاجماع الوطني. انفضت جولة مباحثات اديس ابابا في مشهد ابدت فيه مكونات الجبهة الثورية السودانية خلال المسارين التفاوضيين التزامها التام بمواقفها المشتركة والمتفق عليها، سواء في خارطة طريق الجبهة الثورية او مع قوى نداء السودان بعد اجتماعاتها في باريس بين 10 الى 13 نوفمبر، خاصة مواقفها المشتركة حول قضيتيّ وقف العدائيات للاغراض الانسانية كاحد متطلبات تهيئة المناخ للانتقال، والموقف من الاجتماع التحضيري والحوار القومي الشامل. وفي المقابل جاء اعلان الآلية الافريقية رفيعة المستوى تعليق مساريّ التفاوض، واعلانها في ذات الوقت عن قيام الاجتماع التحضيري باديس ابابا في الاسبوع الاول من ديسمبر القادم دون تحقق اي تقدم في الاتفاق على خطوات تنظيمه برفضه من الوفد الحكومي، ودون التوصل لاتفاق وقف للعدائيات وايصال المساعدات الانسانية، الامر الذي يضع جولات التفاوض والحوار القادمة امام التحدي واهمية ممارسة الضغوط الكافية لايجاد الحلول والمعالجات العاجلة قوميا واقليميا ودوليا.