عندما يبحثُ أحدُهم عن تاريخ أو أمجاد أو إرتباط أحداث تاريخية خاصةً المتعلقة بالانبياء و الرسل بمنطقة ينتمى هو إليها فهذا يعنى أنه يحاول أن يضيفَ بُعداً جديداً لتاريخ أجداده و أن أحساساً بالفخر و الزهو قد إنتاب أحمد بلال عثمان وزير الإعلام فى نظام الخرطوم عندما سرد قصةً من خياله عن سيدنا موسى علية السلام و علاقته بجزيرة توتى . كثيراً ما تحدثنا نحن الافارقة فى السودان أن سيدنا موسى أُلقىّ به فى اليم فى شمال السودان حيث إلتقطته إمرأة فرعون فى طيبة أى الأُقصر حالياً . و لكن أن يأتى أحمد بلال عثمان بمثل هذا القول فهو أمرٌ مُستغرب حوله لأن الرجل ليس من الذين يتشرفون بإنتماء حقيقى لتاريخ هذا الوطن الأفريقى الأسود . و هنا أذكر واقعةً حدثت لى مع أحمد بلال عثمان تؤكدُ ما ذهبتُ إلية , وكانت فى مدينة دنقلا قبل أعوامٍ خلت و حينها أتى أحمد بلال وزيراً إتحادياً ضمن وفدٍ أظنه لرئيس الجمهورية أو نائبة الأول , وأُرجح الثانى , و كنت حينها مكلفاً من قِبل مدير إذاعة دنقلا الأستاذ المرحوم عباس ساتى بتغطية النقل المباشر للإحتفال , قبل بداية الإحتفال و بعد دخول الوفد إلى خيمة الإحتفال بدأتُ فى إجراء لقاءات قصيرة فى الصف الاول قبل إنطلاقة البرنامج المُعد , و أثناء تجوالى بين المسئولين كنت أُجرى حواراً مع أحدهم بجوار أحمد بلال و بما أننى كنت أعتمد على ذاكرتى من الصحف و التلفزيون فى معرفة أسماء المسئولين فقد لمحت الشخص التالى و كان أحمد بلال و أعتقدتُ حينها أنه عوض الجازفقمت بتعريفة بعوض الجاز بعد أن إنتقلت إلية و إكتشفتُ الخطأ مباشرةً بعد أن أصبحت أمامه و لكنه غضب غضباً شديداً للتعريف السابق و رد منفعلاً ( أنا أحمد بلال يا أخوى , حسع أنا بشبه عوض الجاز ) و حينها ضحكت فى دواخلى حيث أن الرجل يتأفف من أنف عوض الجاز الأفريقى الأفطس إلا ما كان الإمر يحتاج لكل هذا الإنفعال و الغضب . تذكرتُ هذا الحدث و أنا أقرأ تصريحة الذى أدلى به للصحافة بعلاقة توتى بسيدنا موسى علية السلام و نسى أحمد بلال أن سيدنا موسى و أهل توتى هم أجداد عوض الجاز الذى أنكر هو ان يكون شبهه . عوض الجاز الذى ينتمى لقبيلة الشايقية و هم من الافارقة المستعربة ربما هو نفسه إن إستطاع أن يتخلص من ملامح وجهه لإدعى أنه عربى كما أنكر أحمد بلال إنتمائه لعوض الجازو بالضبط هذا ما يعانية هذا الوطن من إنكار لهويته الإفريقية رغم ملامحه التى لا يمكن تغييرة و يدعى أبناؤه رغماً عنه (أى الوطن ) أنهم أعراب !. تحياتى نايف محمد حامد