خيّم تمدد تنظيم (داعش) في ليبيا والمخاطر التي بات يمثلها التنظيم على مصالح دول جنوب أوروبا على جانب كبير من اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الثلاثاء والأربعاء في بروكسل. وبحث الوزراء تطورات المواجهة الروسية التركية في سورية، ومستقبل الانتشار الأطلسي في أفغانستان وقرارًا بضم الجبل الأسود للحلف، إلا أن سبل مواجهة «داعش» في ليبيا تطرح للمرة الأولى في حضور الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني. ويريد مسؤولو الحلف خلال اللقاء الذي يضم 28 دولة معرفة الجهد الفعلي الذي تستعد كل دولة عضو المساهمة به في التحالف القائم في سورية والعراق، وأيضًا التوجه نحو التركيز الفعلي على ما يجري في ليبيا خاصة في مدينة سرت الساحلية التي حولها التنظيم لعاصمة فعلية له. وكشف اعتقال اثنين من الفرنسيين في تونس يوم 13 نوفمبر الماضي كان يخططان للتوجه إلى ليبيا البعد الأمني، الذي بات تأخذه الأوضاع في ليبيا بالنسبة لدول جنوب المتوسط كوجهة إضافية للمقاتلين الأجانب. ويجد الحلف نفسه في موقف دقيق لكونه كان وراء سقوط النظام السابق مباشرة عبر عملية «الحامي الموحد» العام 2011، ولم يتمكن من تأمين الشروط الأمنية الضرورية لتجنب الانفلات الحالي. ويشجع الدبلوماسيون الأوروبيون والأطلسيون جهود المبعوث الأممي الحالي مارتن كوبلر، ويراهنون على التحركات الجارية في عدة اتجاهات لتقريب وجهات نظر الأطراف الليبية والدفع بحكومة الوفاق الوطني، لكن مخاطر التهديدات الأمنية وتداعياتها على المصالح الأطلسية والأوروبية باتت محور التحركات أيضًا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ يوم الإثنين عشية اللقاء الوزاري الأطلسي، إن الحلف يقوم بمعاينة دقيقة لما يجري في جواره الجنوبي، ويقوم بالإعداد لنشر قوة التدخل السريع الجديدة وقوامها 40 ألف رجل للرد على التحديات. ويقول دبلوماسيون إن قوة التدخل السريع الموجهة أصلاً للجوار الشرقي سيتم الركون إليها نحو الجوار الجنوبي. فيما قام «ناتو» بتكثيف المراقبة في جزيرة صقلية جنوبإيطاليا بالفعل. ويخشى المسؤولون الأمنيون من استعمال «داعش» لمدينة سرت كقاعدة لتنفيذ هجمات شبيهة بما تم تسجيله في باريس، أو أن تتحول إلى قبلة للمقاتلين الأوروبيين وتحويل الساحل الليبي لقاعدة انطلاق للاجئين في وقت تحتدم فيه أزمة اللجوء في القارة. وقال السفير الأميركي في الحلف قبل الاجتماعات الوزارية، دوغ لوت إن الحلف يتوقع مساهمة إضافية من كل دولة في مواجهة هذه التهديدات. وأشار السفير البريطاني آدم تومسون إلى أن العالم تغير بشكل دراماتيكي خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة وإن التهديدات التي يواجهها الحلف غير متعرف عليها بالكامل.