قالت وزارة الداخلية التونسية إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على جهادي بصدد صناعة طائرة عمودية في مرحلة متقدمة من تصنيعها في ورشة ميكانيك تقع في مدينة بن عروس جنوب العاصمة، كما أعلنت أنها أحبطت مخطط هجمات جهادية بواسطة المتفجرات تزامنا مع رأس السنة الجديدة يستهدف مراكز أمنية ومنتجعات سياحية. وأكدت الوزارة مساء الجمعة أن "وحدات الدرك بمدينة بن عروس تمكنت من ضبط صاحب ورشة ميكانيك سيارات بصدد صنع طائرة هيلكوبتر في مرحلة متقدمة من تصنيعها طولها حوالي ثلاثة أمتار ونصف وتتسع لشخصين". وأضافت الوزارة أنه ب"التحري مع المعني صرح انه راودته فكرة صناعة طائرة عمودية وساعده في تجسيدها ابنه من خلال الإطلاع على مكوناتها على شبكة الانترنت إضافة إلى مساعدته على تركيبها بورشة الميكانيك". وأقر الجهادي بأنه ساعده في صناعة الطائرة أحد أبنائه الجهاديين الذي انخرط منذ العام 2013 في خلية جهادية تنشط بالعاصمة وتتولى تجنيد الشباب وتسفيره إلى سوريا للالتحاق بمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. وعثرت الأجهزة الأمنية خلال مداهمتها لمنزل صاحب الورشة على كتب تحرض على تبني الفكر التكفيري الجهادي بالاضافة الى أناشيد دينية تحرض على الجهاد والقتال بالعراق وسوريا. وهذه هي المرة الأولى التي تعثر فيها الأجهزة الأمنية على ورشة لتصنيع الطائرات العمودية من قبل الجهاديين التابعين للتنظيم الأمر الذي بدا مؤشرا قويا على أن جهاديي تونس باتوا يسعون إلى الدخول في مرحلة متقدمة من نشاطهم من خلال انشاء خلايا متخصصة في صنع أخطر أنواع الأسلحة والطائرات والمتفجرات داخل البلاد. وقادت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية إلى إقرار هذا الجهادي بأن صنع الطائرة تقف وراءه خلية تابعة لتنظيم الدولة تتكون من 14 جهاديا فيما أكدت وزارة الداخلية أنه تم تفكيك الخلية وألقت القبض على 7 من عناصرها من بينهم ابن صاحب الورشة وإصدار برقية تفتيش في 7 آخرين. وأضافت وزارة الداخلية أنه تم إحالة ملف الخلية الجهادية إلى القضاء ب"تهمة الاشتباه في انضمامها إلى تنظيم إرهابي". وأقر الجهادي صاحب الورشة بأن فكرة صناعة الطائرة العمودية راودته منذ فترة وساعده في تجسيدها ابنه من خلال الإطلاع على مكونات صنع الطائرات العمودية على شبكة الانترنت إضافة إلى مساعدته على تركيبها بورشة الميكانيك التي يديرها بمدينة بن عروس. وأدلى الجهادي خلال التحقيق معه بأن أحد أبنائه يتبنى الفكر التكفيري الجهادي "سافر إلى سوريا منذ حوالي ثلاث سنوات والتحق بمقاتلي تنظيم الدولة في سوريا والعراق وقام بتفجير نفسه هناك". وقالت وزارة الداخلية إن الطائرة العمودية التي كان الجهادي بصدد صناعتها يبلغ طولها حوالي ثلاثة أمتار ونصف وتتسع لشخصين مضيفة أن "صناعة الطائرة بلغت مراحل متقدمة وأنه تم حجزها بناءً على تعليمات النيابة العمومية". وتزامن عثور الأجهزة الأمنية على ورشة لصناعة الطائرة مع إحباطها لمخطط هجمات كبرى وضعته خلية تتكون من 25 جهاديا بمدينة سبيبة التابعة لمحافظة القصرين معقل أخطر الجماعات الجهادية الموالية لتنظيم الدولة والمتاخمة للحدود الغربية مع الجزائر. وقالت وزارة الداخلية إن التحقيقات أثبتت أن جهاديي الخلية كانوا بصدد الإعداد للقيام بهجمات بواسطة المتفجرات تزامنا مع رأس السنة تشمل مناطق سياحية ومراكز أمنية ومدنيين بمحافظة القصرين وغيرها، مضيفة أن الخلية يقودها جهادي عائد من صفوف تنظيم الدولة بسوريا. وحجزت الأجهزة الأمنية سيفين معقوفين و350 كلغم من مادة الأمونيتر و100 لتر من مادة أسيد سيلفوريك والعشرات من الكتب التي تحرض على الجهاد. كما أعلنت الوزارة أنها فككت خلية تتكون من 3 جهاديين تابعين ل"جند الخلافة" التابع لتنظيم الدولة في الحي الشعبي سيدي حسين السيجومي المتاخم للضاحية الغربية لتونس العاصمة. وأدلى الجهاديون الثلاثة خلال التحقيق معهم من قبل الأجهزة الأمنية بأنهم كانوا يخططون للقيام بهجمات في قلب العاصمة تونس تزامنا مع رأس السنة الميلادية الجديدة بواسطة المتفجرات والأحزمة الناسفة. وأظهر كشف السلطات الأمنية التونسية خلال الأشهر الماضية لمخازن تضم أسلحة خطيرة ومتفجرات في عدد من المناطق تقع في أقصى جنوب البلاد وفي وسطها وفي أقصى شمالها أن الخلايا الجهادية "لغمت خارطة البلاد بمخابئ للذخيرة والمتفجرات والعبوات الناسفة لتفخيخ السيارات" . وتقول السلطات الأمنية إن مخازن الأسلحة والذخيرة والمتفجرات والعبوات الناسفة التي عثرت عليها تقع في كل من محافظات مدنين أقصى جنوب البلاد ومحافظة سوسة الساحلية ومحافظة القيروان وسط البلاد ومحافظة صفاقس ومحافظة نابل ومحافظة بنزرت الواقعة في أقصى شمال البلاد. ويظهر التوزيع الجغرافي لمخازن الأسلحة أن الجهاديين لغموا خارطة البلاد بالمتفجرات من أقصى محافظة تقع في الجنوب وهي محافظة مدنين إلى أقصى محافظة تقع في الشمال وهي محافظة بنزرت مرورا بالمحافظات التي تقع في وسط البلاد مثل محافظاتسوسةوصفاقسوالقيروان وقفصة. ويؤشر عثور الأجهزة الأمنية على صناعة طائرة عمودية وعلى مخابئ أخطر أنواع الأسلحة ومتفجرات لتفخيخ السيارات على أن الخلايا الجهادية التابعة لتنظيم الدولة تسعى إلى إحداث"نقلة نوعية خطيرة" في هجماتها. ويقول خبراء إن تلغيم الخلايا الجهادية للخارطة الجغرافية بمخابئ أسلحة خطيرة تضم المتفجرات والعبوات الناسفة لتفخيخ السيارات يكشف أن تلك الخلايا تخطط لتوجيه ضربات أكثر خطورة على كيان الدولة ومؤسساتها من هجماتها السابقة في مسعى إلى الزج بالبلاد في الفوضى. ويقلل الخبراء الأمنيون والعسكريون من مخاطر هجمات الجهاديين على الدولة وأجهزتها، غير أنهم يحذرون في نفس الوقت من أن سعي الجهاديين إلى القيام بهجمات نوعية وخطيرة بواسطة المتفجرات وتفخيخ السيارات يستوجب حشد كل الجهود الأمنية والعسكرية والسياسية في إطار خطة إستراتيجية واضحة تكون كفيلة بإحباط أية هجمات محتملة.