بيان حول أحداث قرية مولي والجنينة (غرب دارفور) تتابع كُونفدرالية مُنظمات المُجتمع المَدني السُودانية، بكل أسف أحداث العُنف الدَموي الواسع، والتدهور لامني المريع، الذي ظلت تشهده مدينة الجنينة (ولاية غرب دارفور) وقرية مولي (جنوب مدينة الجنينة) منذ يوم التاسع من يناير 2016، والذي تصاعد خلال الأيام اللاحقة، حتى لحظة كتابة هذا البيان. تلقت الكونفدرالية تقارير متباينة حول تلك الأحداث، إلا أنها في مُجملها تُؤكد أن حياة أعداد كبيرة من المواطنين المدنيين قد أُزْهِقت، جراء أعمال حريق و عنف مُسلح أستهدف قرية مُولي، جنوبيالجنينة، و أن أعداد كبيرة من المدنيين العُزل، قد نزحت إلى مدينة الجنينة، بحثاً عن الحماية لدى السلطات الرسمية، و تظاهر الضحايا امام مكتب الوالي إستنكاراً لحالة التدهور الأمني و الاستهداف المسلح للمدنيين، وإستهجاناً لتقصير السلطات الرسمية في إتخاذ إجراءات فعالة و عملية لحماية المدنيين ضد الجماعات و المليشيات المسلحة. وأكدت تقارير، أن مدينة الجنينة قد شهدت مُظاهرات و إحتجاجات للمدنيين، و التي على صَداها تم اغلاق المدارس و مؤسسات الخدمة العامة، و كما شهدت مَدينة الجنينة، و ضواحِيها، على مدى الأربعة أيام السَابقة، إستخدام كثيف للأسلحة في مواجهة المدنيين، و أعمال عُنف و تدمير للمتلكات الخَاصة و العامة، راح ضحيتها عدد كبير غير مَرصُود على نحوٍ دقيق من القتلى، و عدد كبير من الجَرحى. إذ تُعرب كونفدرالية مُنظمات المُجتمع المدني السودانية، عن عميق قلقها للتطورات المُؤسفة التي تشهدها ولاية غرب دارفور، فإنها تؤكد أن حماية المدنيين، هي مسؤولية السُلطات الحكومية في المَقام الأول، و كذلك مُهمة بعثة قوات الأممالمتحدة و الاتحاد الافريقي (يُوناميد) و التي تتمتع بتفويض لحماية المدنيين، من الاطفال و النساء و المُسنين و الجَرحى. تستنكر الكونفدرالية، الاستخدام للقوة المسلحة، في مُواجهة المُتظاهرين المَدنيين، الذين لجأوا الى مدينة الجنينة، هرباً من أعمال الحَريق والدَّمار والقتل التي شهدتها قرية مُولي في التاسع من يناير. إن سياسة تصعيد العُنف، لا تؤدي إلى الاستقرار، ولا تؤسس للسلام، بقدر ما تُعزز الاحتقان، وأن سياسة الاستخدام للقوة المسلحة، في مواجهة المدنيين، قد يسهم في أن يخبو العُنف لمدة قصيرة، ولكن سرعان ما ينفجر مجدداً تطالب الكونفدرالية الحكومة بالآتي: فرض حالة من الانضباط المِهني والمُؤسسي لدى القوات الحَكُومية التي تتصدى للمُتظاهرين من المَدنيين العُزل في مَدينة الجنينة. إجراء تحقيق مُستقل عن أحداث قرية مُولي والجنينة، ونشر نتائجه على الملأ. تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم لمُحاكمات عادلة إنصاف الضَحايا وذويهم العمل على إعادة التأهيل النفسي والجسدي والاجتماعي للضحايا والمتأثرين ومجتمعاتهم. كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية الخرطوم في 14 يناير 2016