دعا الكاتب الصحفي المعروف مهدي زين قادة الاحزاب السياسية المعارضة للخروج وقيادة الشارع في مظاهرات تناهض زيادة اسعار الغاز وقال في رسالة لرئيس حزب المؤتمر السوداني (رأيي أن يتقدم قادة الأحزاب الموجودون الآن داخل السودان الصفوف فَلَو أعلنوا أنهم سيقومون بقيادة المظاهرات بأنفسهم ووزعوا أنفسهم على الخرطوم وبحري وأمدرمان لانهار النظام في أيام معدودات). وتساءل مهدي زين (ماذا يعني وجود قادة أحزاب خارج السجن ولا يقودون مقاومة؟، مضيفا (في ظل أي نظام ديكتاتوري، ان السياسي إما أن يكون في السجن أو على رأس مظاهرة بينما قادتنا من الصادق المهدي الي عمر الدقير، من أقدم رئيس حزب الي أحدث رئيس حزب، لا هم في السجون ولا هم يقودون مقاومة!). ومن ناحيته قال الباشمهندس عمر يوسف الدقير (نعم واجبنا كقادة معارضة هو القيام بادوار اقتحامية تبث الوعي الايجابي في شرايين المجتمع وتحول الحزن الذي يتبدى في وجوه المقهورين والمفقرين الى حالة عصيان على من تسببوا في ذلك)، وزاد (يجب ان نحول مصطلح المقاومة الى ثقافة شاملة ترفض التصالح مع الظلم ومصادرة الحقوق، واستخدام كل الوسائل للمطالبة بكل حق سليب والاحتجاج على كل واقع كئيب). وأوضح عمر الدقير في رده على مهدي زين بانه ومن معه سيبذلون الوسع وما فوق الوسع للارتقاء لمستوى التحديات، وقال (ان ضمان النصر ليس شرطا لخوض المعارك العادلة وحتى لو فاتنا النصر فالمهم ألا يفوتنا شرف الموقف وقرائن التاريخ تؤكد انه مهما بدا الاستبداد قاهرا وظافرا فهو موعود بالهزيمة والزوال والمستقبل حليف الحقيقة والنصر معقود لواؤه لطلاب الحرية والحياة الكريمة). هذا وتنشر (حريات) ادناه الحوار الذي جرى بين عمر يوسف الدقير ومهدي زين عبر الكاتب الصحفي د. عصام محجوب الماحي في زاويته الصحفية الراتبة (يفرقنا انقلاب .. يجمعنا واتساب) تحت عنوان (رسائل من ولاية مينيسوتا الامريكية الى الخرطوم الافريقية عبر بوخارست الاوربية). ………….. رسائل عابرة للقارات من مينيسوتا الامريكية الى الخرطوم الافريقية عبر بوخارست الاوربية يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب: بقلم: د. عصام محجوب الماحي في رسائل بين عمر الدقير ومهدي زين: ضمان النصر ليس شرطا لخوض المعارك العادلة * قرأت مقالا كتبه مهدي زين بعنوان: هل نحن أحياء؟!، وكتبت له في حسابه بالواتساب: برافو. مقالك الاخير قوي خاطبت فيه الشعب باحتياجاته وحقائق الموقف. "هل نحن أحياء؟"، مقال يجب ان ينسخ ويوزع في كل اماكن التجمعات. سأطرح الفكرة للاستاذ إبراهيم الشيخ الرئيس السابق _ضع ما تريد من خطوط تحت كلمة السابق لتميزها جيدا_ ليقدمها لقيادة الحزب الجديدة. _ ثم كتبت لإبراهيم الرسالة التالية: تحياتي وتهنئة حارة للتداول الذي حدث في رئاسة الحزب. درس للاخرين. ارجو ان تقترح على الرئيس الجديد لحزب المؤتمر السوداني الباشمهندس عمر يوسف الدقير ان يوصي بنسخ المقال اعلاه (كنت قد ارسلت له مقال مهدي زين) ليوزع عند مخاطبة حزبكم للناس في اماكن التجمعات. او حتى دون مخاطبة. يجب نسخ المقال في صفحة واحدة فقط ويوزع في اماكن التجمعات كمنشور. ابدؤوا معركة توزيع منشورات. هل يمكن ان احصل على رقم الدقير؟ (لم يتأخر ود الشيخ في رده وأرسله لي على الفور). * كتبت لعمر الدقير: تحياتي يا حبيب. الشكر لحزبكم ولكما، ابراهيم وشخصك، لما قدمتموه من درس للطبقة السياسية بالتدوال الطبيعي في رئاسة حزب نعول عليه لينهض بكل قضايا حزب الوسط الحقيقي الذي تحتاجه البلاد فعلا. معك عصام محجوب الماحي. التقينا ايام الانتفاضة. كنت امثل الحزب الوطني الاتحادي في التجمع الوطني مع الاساتذة المرحوم د. علي ابوسن ود. علي عثمان محمد صالح. كما كنا لو تذكر نجتمع مع بعض ومعنا المرحوم محمد اسماعيل الازهري ممثلا للاتحادي الديمقراطي لإنجاح تحالفكم في الجامعة لخوض الانتخابات. على كل حتى اذا لم تتذكرني فإنني سعيد بالتواصل معك. لأعرفك بنفسي أكثر.. بعد الانتفاضة عملت في الصحافة الى ان غادرت البلاد في سبتمبر 1989 عدت في ديسمبر 1999 وعملت في صحف الرأي العام والوطن والرأي الاخر وإخبار اليوم ثم هاجرت مرة اخرى في ابريل 2002. انا الان مقيم في رومانيا. رقمك طلبته من الاستاذ ابراهيم الشيخ. اشكره كثيرا بان وثق فيّ وأرسله لي. اتابع نشاط حزب المؤتمر السوداني وخاصة مخاطبة شبابه للجماهير في اماكن التجمع. قرأت مقالا نشره في الاسافير الرحبة الاستاذ مهدي زين فكتبت لإبراهيم الشيخ الرسالة التالية. (أحلت اليه الرسالة اعلاه) ثم واصلت: هذا ما اردت ان يصلك. واليك المقال المذكور تجده ادناه. (وأرسلت له مقال مهدي زين). – كتب الي عمر الدقير: اهلا يا عصام.. اتذكرك جيدا وأتذكر تلك الايام النضرات. ليك التحية والتقدير. * كتبت له: سعيد جدا بان تذكرتني. صورتك في البروفايل تذكرني بتلك الايام الرائعة التي استعدنا فيها حريتنا وكرامتنا بعد عمل وطني عظيم شاركتم فيه وكان لكم فيه دور طليعي. – كتب إلي مهدي زين بعد ان احلت اليه رسالتي اعلاه لإبراهيم الشيخ: سلمت يا حبيب… رأيي هو أن يتقدم قادة الأحزاب الموجودون الآن داخل السودان، أن يتقدموا الصفوف. فَلَو أعلنوا أنهم سيقومون بقيادة المظاهرات بأنفسهم ووزعوا أنفسهم على الخرطوم وبحري وأمدرمان لانهار هذا النظام في أيام معدودات. فماذا يعني وجود قادة أحزاب خارج السجن ولا يقودون مقاومة؟ في ظل أي نظام ديكتاتوري، ان السياسي إما أن يكون في السجن أو على رأس مظاهرة. وقادتنا من الصادق المهدي الي عمر الدقير، من أقدم رئيس حزب الي أحدث رئيس حزب، لا هم في السجون ولا هم يقودون مقاومة! السياسي الذي يبني مواقفه على ردود الأفعال ولا يكون مبادراً لن يتقدم خطوة. * كتبت له: قولك لا قول عليه او فوقه. سأبعث رسالتك الى عمر الدقير فقد طلبت رقمه من ابراهيم الشيخ وأرسله لي وتواصلنا وتذكرنا ايام انتفاضة ابريل 1985 التي التقينا فيها. (احلت رسالة مهدي الى عمر الدقير) وتبادلنا التالي من رسائل: – عصام: وعدت مهدي زين بإحالة رسالته لي لك، وها انا قد فعلت. لا ادعوك الان كما قال في رسالته للخروج لقيادة المظاهرات والمخاطبات العشوائية الرائعة التي يقوم بها شباب الحزب. فكل شيء بأوانه واعلم شجاعتك وانك شخص مقدام. ولكن ارجو ان تبدأ معركة توزيع منشورات من صفحة واحدة كمقال مهدي مثلا وعليه حتى اسمه، لتحض على الثورة والتحرك.. مع مواصلة خطة مخاطبة الجماهير في المواقف العامة وأماكن التجمعات والأسواق. * الدقير: لك التحية مرة أخرى اخي عصام. وأرجو ان تنقل تحيتي للأخ مهدي زين وتقديري الكبير لكتاباته التي تستنهض الهمم لمقاومة الواقع الغاشم ورفض التأقلم السلبي معه. نعم واجبنا كقادة معارضة هو القيام بادوار اقتحامية تبث الوعي الايجابي في شرايين المجتمع وتحول الحزن الذي يتبدى في وجوه المقهورين والمفقرين الى حالة عصيان على من تسببوا في ذلك.. يجب ان نحول مصطلح المقاومة الى ثقافة شاملة ترفض التصالح مع الظلم ومصادرة الحقوق، واستخدام كل الوسائل للمطالبة بكل حق سليب والاحتجاج على كل واقع كئيب. سنبذل الوسع وما فوق الوسع لنرتفع بأنفسنا الى مستوى التحديات. ضمان النصر ليس شرطا لخوض المعارك العادلة.. وحتى لو فاتنا النصر فالمهم ألا يفوتنا شرف الموقف وقرائن التاريخ تؤكد انه مهما بدا الاستبداد قاهرا وظافرا، فهو موعود بالهزيمة والزوال.. المستقبل حليف الحقيقة، والنصر معقود لواؤه لطلاب الحرية والحياة الكريمة. نسأل الله التوفيق. – عصام: تحياتي يا صديقي الرائع. عدت من العمل متأخرا مرهقا. لم اجد سبيلا إلا وتناولت الغداء والعشاء جمع تأخير للأول وتقديم للثاني، ثم لم تأخذ مني مشاهدة التلفيزيون وقتا فنمت. لم تكن مفاجأة ان اصحى بعد تلك الغفوة الطويلة ثم أجد حسابات الواتس مخضرة بالرسائل، فأذهب اول ما اذهب لحسابك واقرأ رسالتك القوية التي تبعث الامل وتجدد الثقة في ان هنالك قيادة سياسية تستحق المتابعة وهي في سبيلها ان تنطلق لتحقيق تطلعات الشعب. حقا المطلوب ان نشد من ازرك ونقف معك ولو بأضعف الإيمان: الامنيات والدعاء لك بالتوفيق وتحقيق ما تصبو، فأنت رجل شجاع وشخصي سلم اسلحته واعتزل العمل السياسي التنظيمي منذ 1996. ما اجمل ان يحدث لي ذلك -قراءة مثل رسالتك- وقد اصبحت الاشياء الرائعة، في الفترة الأخيرة، تحدث قليلا. شكرا لك. احلت رسالتك للصديق مهدي زين بدون تعليق واسمح لي ان أحيل له رسالتي هذه ايضا. * على الفور كتب إلي مهدي زين بعد ان قرأ رسالتي: أخي دكتور عصام أقدر كثيراً جسارة شباب حزب المؤتمر السوداني وحضورهم الدائم في الشارع السوداني وإدراكهم الواعي لقضية شعبهم وتحملهم في سبيلها الجلد والسجن والتعذيب ولا أشك أبداً أن في ذرى المجد مقعداً لهذا الحزب الوليد الذي "فات الكُبار والقدره" لأن في خطوات نضاله التي يخطوها وخطواته التنظيمية التي يتبعها ما يُنبئ بأن حزباً عظيماً سيسعد به الوطن، ولكن ما أُعيبه على أحزابنا المعارضة كلها ومن بينها المؤتمر السوداني أنها لم ترتق لجسامة وعظم الوضع الراهن الذي يعيشه شعبنا، لم نسمع في التاريخ أن قامت حكومة بمضاعفة أسعار سلعة أساسية ثلاثة أضعاف سعرها الرسمي وهي معدومة أساساً مما يعني أن سعرها في السوق الأسود سيتضاعف بنفس المتوالية، ثم لا تسمع إلا بيانات من هذه الأحزاب، واليوم يصر الرئيس في تحدي واضح على بقاء هذه الزيادة ويدعي في نفس الوقت أن الدولة قررت الخروج من سوق المواد البترولية والغاز، كيف يُعقل هذا؟ أليس هذا قمة الازدراء بعقولنا، اذا خرجت الدولة من سوق المحروقات فكيف تصر على زيادة سعر شيء لا تملكه؟ لماذا لا تكون الشركات المستوردة لهذه المواد هي التي تفرض الزيادات وتدافع عنها؟ متى تعتقد أحزابنا أن الخروج الي الشارع سيحين وقته ان لم يكن هذا هو الوقت المناسب في كارثة مثل هذه؟ نحن يا سيدي في زمان ليس فيه نقابات فكلها في يد الحكومة، وليس لدينا نقابات ظل أنشأتها المعارضة خلال ربع قرن من الزمان، وهذا أكبر دليل على سلبية أحزابنا، وفي ظل هذا الفراغ النقابي لا تريد الأحزاب ولا قياداتها أن تتحرك ولو من باب زرع الخوف في النظام ليتراجع عن قراراته!!! – عصام: ايضا لا قول لي فوق قولك. ابصم عليه ملء ارادتي وبكامل قناعتي ولا املك تجاهه إلا ان احيله لصديقنا الدقير ليتأمل فيه ويدخل بما قلت للهيئة القيادية لحزبه ويضعه على منضدة اجتماعها ويسأل: ما قولكم؟ دعنا ننتظر ونرى. * ولم انتظر حتى صباح اليوم التالي، فكتبت للدقير: تحياتي يا صديقي. ارجو ان لا تكون قد تكاثرت عليك رسائلي. ستستقبل يومك برسائل اتمنى ان تجد فيها ما يفيدك وبالتالي يفيد الحزب والوطن والمواطن. انها رباعية اعلم انها لا تغيب عنك فلم تعد ملك نفسك، لا انت ولا حزب المؤتمر السوداني. انكما للوطن وللمواطن تعملان. (ثم احلت له رسالة مهدي زين الأخيرة وتعليقي عليها). * ارسل الي مهدي زين مقاله الأخير بعنوان "ما اشبه الليلة بالبارحة، فيل السلطان وغاز الفرعون!"، فكتبت له: قوية. يا لحضورك الرائع بالحمم الحارقة التي تقذفهم بها وتحرق حشاهم. كل يوم تزداد كتاباتك تجويدا. أعلم انك تسمح، وأريد ان اطلب من عمر الدقير ان يسمح لي بنشر رسائلكما التي تبادلتموها عبر حسابي تحت ترويسة اكتب احيانا عبرها: يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب. – جاء رده سريعا: لا مانع يا حبيب. * بعد يومين كتبت للصديق عمر الدقير: تحياتي صديقي العزيز الباشمهندس. عملا بالأصول، كما طلبت من صديقي مهدي زين ووافق، ارجو ان تسمح لي بنشر رسائلكما التي تبادلتموها من مينيسوتا الى الخرطوم "فيا_ عبر" بوخارست. تلك الرسائل الرائعة تسجل نفسها في العمل العام في الفضاء الواسع الذي انعم الله علينا به في ظل تضييق الحريات الذي يعيش فيه الوطن السودان منذ اكثر من ربع قرن. (لم يستغرق منه الامر غير قراءة الاسطر المعدودات فتبادلنا الرسائل التالية) – الدقير: لا مانع يا صديقي .. كن دائما بخير. * عصام: كنت واثقا من انفتاحك وتقييمك، ومع ذلك فاجأتني بسرعة ردك. تشكر فأنت تضيف كل يوم ما يطمئن بان الغد معك سيكون أفضل. بالتوفيق ان شاء الله. – الدقير: انهم يريدون استئصال امتيازنا الآدمي في الاعتراض والتمرد السلمي ومصادرة حقنا الدستوري في التعبير عن رؤانا.. يريدون تحويلنا إلى ضحية خرساء محرومة حتى من حقها الطبيعي في الأنين. الفقرة اعلاها جزء من تصريح ادليت به نشرته صباح اليوم (الجزيرة) حول منع المؤتمر الصحفي. * عصام: فقرة قوية حصرت وجمعت واختصرت، لتعبر عن راهن الوضع في السودان. – الدقير: لكنهم حتما لن ينالوا مرادهم. * عصام: قافلة الشهداء التي ضمت الشاب صلاح قمر لن تسمح بان تظل جريمتهم بعيدة عن العقاب والحساب. يا لرخص دماء وأرواح المواطنين وشباب البلد عند اهل الحكم الظالمين. (ثم احلت الرسائل التي تبادلتها مع الباشمهندس عمر الدقير للأستاذ مهدي فتواصلت رسائلنا) – مهدي: التحية للمؤتمر السوداني وشبابه الذين يتحدثون بنبض الشارع، ويتقدمون كل يوم بثبات يكسر حواجز الخوف ويزلزل أركان الطغاة ويكسر أنوفهم.. سيظل يا دكتور سؤالي قائماً لبقية الأحزاب المعارضة.. أين أنتم من نبض الشارع، وفي قعر أي بئر تتوارون، وأي ظرف تظنون أنه أنسب لخروجكم من هذا التيه لقيادة العمل السياسي والالتحام بشعبكم؟ *عصام: دعني احيل سؤالك لبقية الأحزاب علنا حتى لا يبقى بيننا في الواتساب. ولكنني اسأل بدوري: هل يقرأون؟ هل يتابعون ما يكتب؟ هل يتفاعلون؟ هل هم فعلا موجودون؟