أورد الموقع الإخباري (كوارتز) ان النظام السودانى يصرف ما يقارب 4 ملايين دولار في اليوم على الحروبات المحلية. وأشار التقرير الذي أعدته تقارير النوبة (نوبا ريبورتس) إلى أن الحكومة السودانية تخصص ضمن موازنتها الرسمية 17 بليون جنيه سوداني (2.8 بليون دولار) للأمن والدفاع، أي ما يعادل ربع موازنة البلاد، وأكثر (25) مرة من المرصود للصرف على الصحة ، وأكثر عشرة مرات من المخصص للتعليم . ورجح باحثون اقتصاديون أن يكون الرقم المنفق فعلياً أكبر بكثير من ذلك ، بحيث يصل الى نحو (70%) من الموازنة . ونقلت (تقارير النوبة) عن باحثين محليين قولهم أن الحكومة تخفي عادة نفقاتها العسكرية في السجلات الرسمية تحت تصنيفات أخرى ، مثل بند (مصروفات الطوارئ) الذي يصل إلى حوالى (40) في المئة من الموازنة، من دون تحديد ما ينفق عليه. وقدّر الخبير الاقتصادى د. صديق أمبدة ، ان الصراعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق تكلّف البلاد ما يقارب أربعة ملايين دولار في اليوم ، ويذهب اقتصاديون آخرون إلى تقدير أرقام أقل مثل مليوني دولار، أو أكثر إلى حد خمسة ملايين دولار يومياً. وبلغت كلفة الحرب فى دارفور وحدها (30.9) بليون دولار فى الفترة ما بين 2003 الى 2009 ، بحسب الجامعة الامريكية . وأضاف البروفيسور حامد التجانى على الاستاذ بكلية السياسة العامة في (الجامعة الأميركية بالقاهرة) ان الميليشيات العسكرية التي تستخدمها الحكومة تستهلك حجماً كبيراً من الموارد المالية ، مضيفاً انه (عندما تتعسر الحكومة لناحية الدفع، تلجأ هذه الجماعات إلى نهب أسواق القرى وسلب ممتلكات سكانها). وأوضح ان الإنفاق على التعليم والصحة يبلغ (2.3 %) و(1%) على الترتيب ، ولفت إلى أن (النسب المذكورة ليست جديدة، حيث ظلت عند هذه المستويات طيلة العقدين الاخيرين). وجاء السودان كرابع أكثر الدول فساداً في العالم لعام 2015 ، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية المنشور 27 يناير 2016. وقالت مديرة قسم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (تقارير النوبة) غادة زوغاير ان السودان، إلى جانب ليبيا والعراق، من دول المنطقة التي جاءت مجدداً ضمن أسوأ عشرة دول من حيث مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية، في إشارة إلى تذيله أيضاً مؤشرات الأعوام الخمسة الماضية. وأكدت زوغاير ان (الصراعات المستمرة في هذه الدول تقف في وجه بناء مؤسسات الدولة ودعمها)، مضيفةً ان البلاد (لن تنجح في تحقيق الأمن على الأمد البعيد سوى من خلال تغيير الاتجاهات السياسية الحالية والعمل على مكافحة المحسوبية وبناء الثقة مع المواطنين). http://qz.com/615938/sudan-could-spend-up-to-70-of-its-budget-on-several-war-fronts-this-year/ http://www.alhayat.com/m/story/13959857