1- ***- في سلسلة التوثيق عن كل ما يهم المواطن السوداني في معرفته عن خفايا احداث تاريخية سودانية هامة وقعت في بلده، ايضآ من اجل جيل جديد لابد ان يعرف ما خفي عنه من معلومات ووقائع تاريخية لم تدرج في المناهج الدراسية ولا تدرس في المدارس والجامعات، رأيت ان افتح اليوم ملف تاريخ الجيش السوداني منذ عام 1902 الي العام الحالي 2016- (اي خلال مدة 104 عامآ)، بهدف ان نعرف ونلم من خلال هذا السرد التاريخي الطويل كيف كان حال هذا الجيش في الزمن القديم ايام الحكم الثنائي ومابعد الاستقلال حتي عام 1989؟!!..وكيف اصبح الان في زمن حكم عمر البشير؟!! 2- اولآ: حروب "قوة دفاع السودان" في المكسيك: ************************** (أ)- تقول كتب التاريخ، انه في عام 1863 طلبت حكومات بريطانياوفرنسا واسبانيا من خديوي مصر محمد سعيد باشا الذي كان حاكمآ علي السودان وقتها القيام بارسال فرقة عسكرية من السودانيين الي المكسيك لتاديب الحكومة المكسيكية التي اساءت بصورة كبيرة للرعايا الفرنسيين والبريطانيين والاسبانيين هناك، ونهبت ممتلكاتهم واموالهم واغتالت الكثيرين من الجنود الاسبانيين، بعد موافقة الخديوي علي الطلبالاوروبي سارع بتكوين (اورطة) عسكرية قوامها 453 ضابط وجندي. (ب)- ***- غادرت (الاورطة) العسكرية ميناء الاسكندرية في يوم 8 يناير 1863 ووصلت الي مدينة (فيراكروز) المكسيكية في يوم 23 فبراير 1863، وقعت هناك معارك ضارية استمرت زمنآ طويل. ***- جاءت بعض المعلومات في كتب التاريخ ان (الاورطة) العسكرية قد حققت نجاحات عسكرية باهرة. وهنا لابد من وقفة هامة ازاء هذه المعلومات (المغلوطة) التي جاءت اعلاه عن طلب الحكومات الاوروبية الثلاثة وارسال اورطة عسكرية الي المكسيك. (ج)- ***- اولي الحقائق التي وردت في كتب التاريخ المكسيكي، انه في عام 1863 اندلعت مظاهرات شعبية عارمة في كل مدن المكسيك ضد الاستعمار الاسباني الذي بقوة السلاح، وطغي العسكر فيه وفسدوا في البلاد، كانت انتفاضة شعبية اطاحت بالحاكم الاسباني وتشكل "مجلس ثورة" يدير البلاد، حملت الجماهير السلاح بهدف حماية الثورة. انزعجت حكومات فرنساوبريطانيا واسبانيا علي مصالحها في المكسيك، وكان خوفها الاكبر ان تمتد الثورة الشعبية المكسيكية الي باقي دول القارة اللاتينية، لهذا قررت الحكومات الثلاثة صاحبة المصلحة في المكسيك قمع الثورة بشدة، والتوجه للخديوي بطلب ارسال جنود الي هناك بهدف اعادة الامور الي قديمها…. (د)- ***- الحقيقة الثانية، ان (الاورطة) العسكرية التي ارسلها الخديوي قد فشلت فشل ذريع في مهمتها العسكرية ولحقتها هزائم مرة، انتهي الامر بان قتلوا معظم جنود وضباط (الاورطة)، ومن بقي منهم احياء تم اطلاق سراحهم بعد عام من الاعتقال وكانوا اغلبهم من السودانيين، الذين عاشوا بعدها هناك في المكسيك وتزوجوا من نساء البلد وانجبوا الكثيرين من الابناء والبنات…ما زالت اجيالهم حتي الان تحمل السحنة السوداء والشعر المجعد والعضلات المفتولة التي تمامآ كما عند اهل دارفور. (ه)- ***- مع الاسف الشديد، ان القوات المسلحة السودانية قد كذبت في سردها عن دور الضباط والجنود في المكسيك ولم تذكر الحقائق، ما وقع هناك في المكسيك، وزورت بلا خجل التاريخ بمعلومات خاطئة. ثانيآ: قوة دفاع السودان في صحراء ليبيا: ********************* (أ)- ***- لعبت (قوة دفاع السودان) دورآ عسكريآ كبيرة اثناء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، واشتركت مع القوات البريطانية في معارك طاحنة ضد القوات الالمانية في منطقة (طبرق) و(العلمين) و(السلوم) واستطاعت ان توقف زحف الجيش الالماني بقيادة ثعلب الصحراء (رومل) ومنعته من دخول مصر، كان حلم (رومل) ان يحتل منطقة قناة السويس ليمنع مرور سفن بريطانياوفرنسا من العبور. كتبت الصحف البريطانية كثيرآ وبفخر واعتزار عن الدور السودان. (ب)- ***- بعد الحرب انتهاء الحرب عام 1945 قامت ملكة بريطانيا بتكريم الضباط والجنود الذين شاركوا في الحرب ومنحتهم اوسمة ونياشين. ثالثآ: قوة دفاع السودان في اثيوبيا: ******************* (أ)- ***- شاركت (قوة دفاع السودان) عام 1945 في حروب ضارية ضد القوات الايطالية التي كانت تحتل اثيوبيا وقتها، شهدت منطقة (كرن) انواع من الكر والفر بين الجيشين السوداني والايطالي، استطاعت القوة السودانية ان تحسم المعارك لصالحها بتفوق كبير. (ب)- ***- كرمت ملكة بريطانيا ايضآ الضباط والجنود السودانيين علي بسالتهم وتفانيهم في الحرب ومنحوا الانواط والميداليات. رابعآ: الجيش السوداني في مصر: ****************** عندما وقع العدوان الثلاثي علي مصر في يوم 29 اكتوبر عام 1956، سارعت الحكومة في الخرطوم علي الفور بارسال ضباط وجنود الي مصر حيث عسكروا في منطقة قناة السويس ودافعوا عنها، مكثوا هناك قرابة السبعة شهور مابارحوها الا بعد استتاب الامن تمامآ في مصر. خامسآ: الجيش السوداني في الكويت: ***************** في اوائل اعوام الستينات هدد الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم بضم الكويت الي الاراضي العراقية بالقوة ، كانت الكويت دولة ذات سيادة ولها احترامها ومكانتها عالميآ وبصورة خاصة عند العرب، بعد ان فشلت كل الوساطات العربية في اثناء عبدالكريم عن تهديده عندها طلبت الجامعة العربية من حكومات الدول الاعضاء حماية الكويت عسكريآ، بالفعل كان السودان من اولي الدول التي سارعت بارسال قوة عسكرية ضاربة الي الكويت. مازال اهل الكويت يتذكرون هذا الجميل السوداني بكل فخر، وفي نفس يتحسرون علي نظام البشير الذي مسح الجميل السوداني بفعل اخر قبيح. سادسآ: الجيش السوداني في الكنغو: ****************** في عام 1961 تم ارسال ضباط وجنود سودانيين ضمن قوات عاملة بالامم المتحدة الي دولة الكنغو التي عصفت بها رياح الحرب الاهلية، كان علي القوات السودانية حماية الاهالي من هجمات تشومبي الذي انشق عن قوات الرئيس الشرعي للبلاد باتريس لوممبا، ادت القوة العسكرية عملها وعادت للخرطوم. نال هذا العمل العسكري استحسان الدول الافريقية. سابعآ: الجيش المصري في مصر: ***************** اثناء معارك (حرب العبور) عام 1973 بين مصر واسرائيل سارعت الحكومة بارسال ضباط وجنود الي صحراء سيناء وانضموا مع الجيش المصري هناك. وجد هذا الدعم قبولآ طيبآ من الشعب المصري الذي اثني كثيرآ علي هذا التعاضد والتازر الاخوي. ثامنآ: الجيش السوداني في اليمن: ***************** لا احد حتي الان في السودان يفهم ما سر هذا التعتيم القوي علي اخبار القوات المسلحة السودانية في اليمن وقتالها ضد الحوثيين، في الوقت الذي تقوم فيه كل الدول المشاركة في الحرب بنشر اخبار قواتها بلا حجب او اخفاء الحقائق؟!!… ***- لماذا تخاف الحكومة من نشر اخبار ضباطها وجنودها والكل عرف ان السودان يشارك في الحرب؟!!… ***- بسبب هذا التعتيم الغير مبرر، وفي ظل الحجر ومصادرة اي اخبار عن القوة السودانية انطلقت اشاعات كثيرة في السودان قللت كثيرآ من دور القوة في اليمن واضاعت هيبتها. ***- لاول مرة في تاريخ القوات المسلحة السودانية منذ عام 1902 يكون هناك تعتيم عن دور القوات المسلحة خارج السودان!! تاسعآ: القوات المسلحة السودانية في سوريا: ********************** لكي نعرف حقيقة دور القوات السودانية في سوريا، علينا جميعآ (شعب.. حكومة.. نواب..احزاب..منظمات) ان نطالع يوميآ ما تبثه المحطات العربية، وبدون هذه هذه المحطات الفضائية لن يعرف احد (حتي البشير نفسه!!) الي اين وصلت الامور بالجيش السوداني في سوريا وكيف حاله؟!! [email protected]