مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكبر تسريبات في التاريخ : 7 أسئلة تشرح لك كل ما يجب أن تعرفه عن وثائق بنما
نشر في حريات يوم 05 - 04 - 2016

ليلةٌ سيئةٌ قضاها 72 من قادة دول العالم الحاليين والسابقين، وعائلاتهم، وشخصيات عامة سياسية ورياضية بعد الكشف عن «أكبر تسريبات في التاريخ»: تسريب 11.5 مليون ملف يكشف كيف تُخفَى «الأموال القذرة» عبر جزيرة بنما، المشهورة بكونها إحدى «الملاذات الضريبية» التي يتجه إليها الطغاة، والفاسدون، ومن لا يحبون أن يسأل أحدٌ كثيرًا عن مصادر أموالهم وشرعيتها. من آل مبارك، إلى عائلة الأسد، وأموال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إلى بوتين، والقذافي، وسياسيي أوروبا.. تُظهر وثائق بنما أين تذهب ثروات العالم، وكيف تُخفى عن الأعين.
هي إحدى كبرى عمليات تسريب الوثائق للصحافة في التاريخ؛ إذ سلَّم مصدرٌ مجهولٌ 11.5 مليون ملف سري من سجلات شركة «موساك فونسيكا» ومقرها بنما (سنتحدث عنها لاحقًا؛ لا تقلق)، التي قدَّمت خدمات ل72 من قادة دول العالم الحاليين والسابقين (بعضهم قامت ضده ثورات واحتجاجات) تهدف في النهاية إلى إخفاء أموالهم عن أعين الضرائب والرقابة، وإلى عدم إثارة الكثير من الأسئلة عن مصادرها، وشرعية الحصول عليها.
تضم الوثائق مراسلات بريدية، وحسابات بنكية، وسجلات عملاء يرجع تاريخها إلى 40 عامًا، خاصة بعملاء الشركة الذين لم يقتصروا على «الطُغاة» المعروفين في العالم، ممن قامت ضدهم ثورات الربيع العربي أو عُرفوا بصلاتهم بقضايا فساد وتهريب أموال، بل ضمَّت القائمة 140 سياسيًّا، وأفراد عائلاتهم، وشركاءهم، ومسؤولين حكوميين في إفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية.
عملية التسريب قادها المصدر المجهول إلى الصحيفة الألمانية «زود دويتشه تسايتونج» (Süddeutsche Zeitung) منذ عامٍ تقريبًا؛ فقرَّرت الصحيفة مشاركتها مع الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ) وحوالي 400 صحافي عالمي من 107 مؤسسات صحافية في 78 دولةً لتحليل هذا الكم الهائل من البيانات (تذكَّر أنَّنا نتحدَّث عن أكثر من 11 مليون وثيقة) التي جاءت في 2.62 تيرابايت (ألف جيجابايت) من البيانات.
«موساك فونسيكا»، كما تصفها صحيفة «الجارديان» البريطانية، هي واحدة من أكبر أربع شركات على مستوى العالم في مجال «الخدمات القانونية» ومقرها جزيرة بنما، تُمارس عملها بصورةٍ حصريةٍ تقريبًا مع زبائنها من الشخصيات الدولية، أو رجال الأعمال، أو السياسيين وقادة الدول، لإدارة أموالٍ وأصولٍ بالمليارات عبر تحويلها إلى عدة محطات في شبكةٍ من الشركات الخارجية (خارج إطار قوانين دولهم) بأسماءٍ غير أسماء مُلَّاكها الحقيقيين (سنتحدَّث عن هذا بعد قليل)، تُقدَّر بأكثر من 214 ألف شركة، قبل أن تعود إلى المصدر بصورةٍ يصعب تعقُّبها، وتحديد المستفيد النهائي منها.
تأسَّست «موساك فونسيكا» بجهود مشتركة بين المحامي الألماني المولد «جوردجان موساك»، والمحامي البنمي «رامون فونيسكا»، الذي أنهي عمله مستشارًا لرئيس بنما «خوان كارلوس فاريلا»، قبل شهر.
دعنا نشرح، باختصار، قبل الحديث عن أسماء المتورطين وتفاصيل الأموال المشبوهة، لماذا يتجه كل هؤلاء إلى «موساك فونسيكا» و«بنما»، تلك الجزيرة الصغيرة لإخفاء أموالهم.
ستسمع كثيرًا في الأيام القادمة مصطلحين هما: «الملاذ الضريبي» (Offshore tax haven)، و«الشركات الوهمية» (Shell companies)؛ وهما بالضبط ما يجيب على سؤالك. تُدار عمليات غسيل الأموال المذكورة في وثائق بنما، عبر شبكة من الشركات الوهمية المتصلة بها في دولٍ تُعد ملاذات ضريبية.
الملاذات الضريبية
في العالم دول ومقاطعات معروفة بكونها «ملاذات ضريبية»، تنشط فيها عمليات غسيل الأموال، وإخفاء الثروات والمستفيدين منها؛ فيكون من السهل فيها إنشاء شركات وحسابات بنكية وهمية تساعد في التهرُّب من الضرائب والرقابة على التربُّح من الوظائف الرسمية أو العلاقات بالسياسيين والشخصيات الدولية. بنما من بين هذه الملاذات بكل تأكيد، ومنها أدارت «موساك فونسيكا» شبكة شركاتها الوهمية في دولٍ أخرى، هي نفسها «ملاذات ضريبية»، مثل سويسرا، وقبرص، والجزر البريطانية، والجزر الكاريبية.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن جزر الملاذات الضريبية.. الممر الآمن للتهرب الضريبي؟
الشركة الوهمية
شركة لا تُدير عملًا حقيقيًّا؛ فليس لديها منتجٌ أو خدمةٌ فعلية تُقدَّم للجمهور. عملها الحقيقي هو إدارة الأموال التي تصلها وتحويلها من مصدرٍ إلى آخر، مع إخفاء هوية مالكي الأموال الفعليين وتسجيل كافة الأوراق والمراسلات بأسماء القائمين على إدارة الشركة. أين ستحب أن تنشئ شركة وهمية إذا قرَّرت ذلك؟ بالتأكيد في دولٍ لا تبذل السلطات فيها جهودًا كبيرةً في الرقابة والتحقُّق من هوية مالكي الشركات، وأعمالها، والمستفيدين من أموالها.
يمكنك الضغط على هذه الخريطة التفاعلية لمعرفة عدد الشركات في كل دولة، وعدد المستفيدين منها بحسب «وثائق بنما».
السؤال الأكثر سخونةً هنا (وربَّما الأكثر رعبًا)، والذي ما تزال التقارير الصحافية وخيوط المعلومات تتشابك لكشف المزيد عنه، هو عن هوية المتورطين في عمليات تهريب الأموال وغسيلها في بنما، الملاذ الآمن للفساد والتهرُّب من الضرائب.
دعنا نُفصِّل أهم الشخصيات والقضايا في قائمة الصفقات المشبوهة التي ضمَّتها «وثائق بنما»، حسب موقع الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية الذي يُمكنك الدخول إليه وتصنيف ما كشفته الوثائق بحسب الدولة أو المنطقة:
مصر
علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، كانت لديه شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية تحت اسم Pan World Investment، وقد قام ببعض الإجراءات التنظيمية التي تخص شركته بين عامي 2012 و2013؛ إذ تعرضت شركته لسلسلة من الغرامات لخرق القوانين الخاصة بمكافحة غسيل الأموال، وطالبت جزر العذراء البريطانية شركة «موساك فونسيكا» بإغلاقها.
وعمومًا، فإنَّ علاقة علاء مبارك بشركة Pan World Investment وبشركاتٍ أخرى خارجية (offshore) معروفةٌ من بعد قيام الثورة المصرية في عام 2011. يقول الصحافي أسامة دياب في تقريره المنشور بموقع «مدى مصر» في مايو (أيار) 2014 بعنوان «سياحة ضريبية على شواطئ الكاريبي»:
«ومن المستفيدين من الشركات المؤسسة في الملاذات الضريبية رجل الأعمال حسين سالم المعروف بقربه من الرئيس الأسبق حسني مبارك، فقد امتلك سالم حصة في شركة غاز شرق المتوسط- التي كانت مسئولة عن تصدير الغاز لإسرائيل والأردن وأسبانيا- عن طريق شركة أخرى مسجلة في جزر العذراء البريطانية Mediterranean Gas Pipeline المملوكة لشركة أخرى مسجلة في بنما Clelia Assets Corp. والشركة الأخيرة كانت تمتلك حصصا في 18 شركة مصرية عن طريق صندوق استثمار مسجل في جزر الكايمان تحت اسم Egypt Fund بحصة تقدر ب 3 مليون دولار، ويشارك عائلة سالم في هذا الصندوق الاستثماري السري أحمد عز بشخصه وجمال وعلاء مبارك من خلال صندوق آخر مسجل في ملاذ ضريبي آخر وهو جزر العذراء البريطانية وتدعى Panworld Investments، طبقا لوثيقة صادرة من مكتب مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع حصلت عليها مدى».
العراق
إياد علاوي، الثري ورئيس الوزراء السابق الذي عاد من المنفى في عام 2004 بعد إطاحة صدام حسين، ساعدته «موساك فونسيكا» بين عامي 1985 و2013، في تشغيل شركته المسجلة في بنما (IMF Holdings)، وتأكَّدت إدارته لأصوله وعقاراته (الكثير منها في إنجلترا) عبر عدة شركات خارجية مجهولة.
السعودية
عَبر سلسلة من الشركات الوهمية في جزر العذراء البريطانية، أخرج ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، عبر شركات خارجية، عددًا من الرهون العقارية لمنازل فاخرة في لندن (تبلغ قيمتها على الأقل 34 مليون دولار)، بالإضافة إلى امتلاك «يخت فاخر بطول ملعب كرة قدم».
رامي وحافظ مخلوف ابنا خال بشَّار الأسد
«لسنواتٍ، كان على أيَّة شركة أجنبية تسعى إلى القيام بأعمال تجارية في سوريا أن تحصل على موافقة «رامي»، الذي كان يتحكَّم في قطاعات اقتصادية رئيسة في البلاد، مثل النفط والاتصالات السلكية واللاسلكية. أمَّا حافظ، وهو الجنرال المسؤول عن جهاز المخابرات والأمن السوري، فيُشتبه في مساعدته شقيقه الأكبر في ترهيب المنافسين». تعرَّض ابنا خال بشَّار الأسد إلى عقوبات مالية دولية؛ ويبدو أنهما استخدما حسابات خارجية متعددة لتهريب ثروات من سوريا وتجنُّب تجميد أصولها. في أوائل عام 2011، توضح رسائل إلكترونية أنَّ عاملين بشركة «موساك فونسيكا» قد ناقشوا عقوبات الولايات المتحدة ومزاعم الرشوة والفساد التي وُجهت إلى أفراد من عائلة مخلوف. وقبل شهر يونيو (تموز) من العام نفسه، قطعت الشركة علاقتها بالشقيقين لهذا السبب.
الأردن
علي أبو الراغب، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني السابق، امتلك شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية قبل استقالته من منصبه في عام 2003 (جرى تعطيل أعمالها في عام 2008)، ثمَّ شركة أخرى في الجزر ذاتها، وأخرى في دولة سيشل.
وحتَّى ديسمبر (كانون الأول) 2014، امتلك أبو الراغب ثلاث شركات في دولة سيشل، وعمل أبناؤه في إدارة شركات أخرى بعضها امتلك حسابًا في بنك عربي للاستثمار في الأردن.
الإمارات
بحسب الوثائق، تظهر علاقة رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبو ظبي، خليفة بن زايد آل نهيان، ب30 شركة على الأقل في جزر العذراء البريطانية أسَّستها «موساك فونسيكا» وأدارتها لصالح رئيس دولة الإمارات، وزوجته، وابنه، وابنته. كان «آل نهيان» يتحكَّم عبر هذه الشركات بعقارات سكنية وتجارية في أحياء لندن الفاخرة، تُقدَّر بقيمة 1.7 مليار دولار على الأقل.
قطر
وتكشف الوثائق علاقة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بشركة «موساك فونيسكا» عبر إرسال محامي الأمير خطابًا للتفاوض لشراء إحدى الشركات في جزر العذراء البريطانية مقابل فتح حساب في بنك الصين ب«لوكسمبرج».
وذكرت «وثائق بنما» أيضًا علاقة رئيس الوزراء القطري بين عامي 2007 و2013 حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالشركة عبر امتلاك شركة في جزر العذراء وثلاثة أخريات في جزر الباهاما، لكنَّه حل تلك الشركات بعد عدة أعوام وبدأ في عام 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق في لوكسمبرج.
روسيا
تحدَّثت الوثائق عن شبكة معقدة من الشركات والصفقات تنتهي إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبر أصدقاء وشركاء، من بينهم شركات باسم صديق بوتين، عازف آلة التشيلو الشهير «سيرغي رولدوغن»، الذي كسب مئات ملايين الدولارات من صفقات مشبوهة. كما هيمنت شركات مسجلة باسمه على أكبر شركة لصناعة الشاحنات وجزء كبير من قطاع الإعلانات التلفزيونية الروسية. لكن تقول الوثائق إن شركات «رولدوغن» ليست إلَّا غطاءً لإخفاء المالك والمستفيد النهائي، بوتين نفسه.
شخصيات أخرى
ومن ضمن قادة الدول المتورطين الرئيس الأرجنتيني «ماوريسيو ماكري»، ورئيس وزراء أيسلندا «سيغموندر دافيد غونلاوغسون»، وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس الأوكراني «بترو بوروشنكو».
وضمَّت القائمة رؤساء سابقين مثل رئيس وزراء جورجيا السابق «بيدزينا إيفانيشفيلي»، ورئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء أوكرانيا السابق بافلو لازارينكو.
وذُكِر أيضًا أقارب ومعارف عدد من الرؤساء، مثل زوجة وأبناء وأخت الرئيس الأذربيجاني «إلهام علييف»، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وابنة رئيس الوزراء الصيني السابق «لي بينغ»، وأخت الملك الإسباني المتنحي «خوان كارلوس الأول»، وأصدقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، بالإضافة إلى ستة أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني وثلاثة أعضاء سابقين في مجلس العموم البريطاني.
ومن الأفراد المذكورين في وثائق بنما من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «ميشيل بلاتيني»، و«جيروم فالكه»، ورجلا الأعمال الأرجنتينيان «أوغو وماريانو جينكيس»، اللذان تورطا في قضية فساد الفيفا في عام 2015، إضافةً إلى عضوي لجنة الآداب في الفيفا «خوان بيدرو دامياني» و«أوجينيو فيغيريدو».
ويظهر أيضًا «ليونيل ميسي»، نجم نادي «برشلونة» الإسباني، في الوثائق التي تُعزز من أزمته مع القضاء الإسباني الذي يواجه أمامه، هو ووالده، اتهامات بالتهرُّب الضريبي من ملايين الدولارات عبر تحويل أمواله إلى شركات خارجية.
جاءت المحاولة الأدق لتقدير حجم الأموال في هذه «الملاذات الضريبية» في كتاب «ثروة الأمم المخفية» (The Hidden Wealth of Nations) لأستاذ الاقتصاد في جامعة UC Berkeley الأمريكية «جابرييل زاكمان»، وقدَّر فيه إجمالي الأموال في تلك الملاذات ب7.6 تريليون دولار أمريكي.
وأظهر بحثٌ قدَّمته مجموعة «النزاهة المالية العالمية» (Global Financial Integrity) أنَّ تهريب الأموال إلى الخارج قد كلَّف الدول النامية 7.8 تريليون (ألف مليار) دولار أمريكي بين عامي 2004 و2013 فحسب.
وبحسب البحث، لم تنجُ أيَّة دولة عربية من تهريب الأموال إلى الخارج بطرق غير شرعية (كما يظهر في الخريطة الواردة في البحث)؛ فهُرِّب أثناء تلك المدة من مصر حوالي 40 مليار دولار، ومن العراق 105 مليارات دولار، ومن السعودية 29 مليار دولار، ومن سوريا 48 مليار دولار. يمكنك الاطلاع على القائمة كاملةً من هنا.
إنَّ عملًا ضخمًا مثل هذا يُضاف، بكل تأكيد، إلى رصيد الصحافيين الذين قضوا عامًا كاملًا في تحليل هذا الكم الهائل من البيانات، وعرضها للجمهور في صورةٍ، لكن السؤال دائمًا يكون: وماذا بعد؟
تحدُّث الكثيرون في الدول العربية، بعد ثورات «الربيع العربي» عن «الأموال المنهوبة» وكيف نستعيدها من الخارج بعد ظهور صلات تربط الحُكَّام السابقين، وعائلاتهم، ومعارفهم، بأنشطة غسيل أموال وتهريبها، لكن دون جدوى حقيقية في كثير من الأحيان بعد ضياع الأمر بين «لجان تقصي الحقائق» و«جهود الحكومة للتعاون مع السلطات الأجنبية لاسترداد الأموال»؛ فهل تكون «وثائق بنما» أمرًا مختلفًا يستدعي التحرُّك الجاد؟
في أيسلندا، قرَّر رئيس الوزراء إنهاء مقابلة تليفزيونية بعد سؤال عن كشف علاقته بصفقة إنقاذ البنوك الأيسلندية من الإفلاس وكونه متربحًا منها. فهل تحدث مقابلات تليفزيونية أصلًا في عالمنا العربي تتساءل عن علاقة المسؤولين الحاليين والسابقين بالقضية؟
– يمكنك الاطلاع على البيانات والوثائق المنشورة كاملةً، وتصنيفها بحسب الشخصيات والدول عبر موقع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين من هنا.
https://panamapapers.icij.org/
http://www.sasapost.com/panama-papers/
(أحمد الخطيب – ساسة بوست).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.