د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل لقاء اديس ابابا
نشر في حريات يوم 10 - 08 - 2016

عقدت قوى نداء السودان في العاشرة من صباح أمس الثلاثاء بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا لقاءً تفاكرياً مع الوفود التي قدمت من السودان والمهجر لمشاركة قوى النداء في مناسبة التوقيع على خارطة الطريق، تحدث في اللقاء ستة من قادة نداء السودان هم الإمام الصادق المهدي، والاستاذ ياسر عرمان ، الدكتور جبريل إبراهيم، والقائد مني أركو مناوي، والمهندس عمر الدقير، ، والدكتور أمين مكي مدني، وداخلهم عدد من الحضور الذي مثل طيفا سياسيا عريضاً.
وأكد قادة قوى نداء السودان في كلماتهم أمام الحضور الذي شمل طيفاً سياسياً عريضاً إضافة لرموز إعلامية واجتماعية، أكدوا على أن التوقيع يشكل مجرد خطوة نحو عملية الحل التفاوضي، مشددين على ضرورة بدء عملية تعبئة جماهيرية تشرك الشعب في العملية، مما يشكل ضغطاً على النظام يدفعه نحو دفع استحقاقات حوار ذي مصداقية ينجز التغيير المطلوب، أو نحو الانتفاضة الشعبية. وأكدوا أن التوقيع لا يعني بحال (استردافهم) في حوار الوثبة كتمومة جرتق.
وأكد جميع المتحدثين على ضرورة الحفاظ على وحدة المعارضة وتوسيع مظلة نداء السودان لاستيعاب كل المنادين بالتغيير.
وقال المهدي إن التوقيع يفتح فرصة (لو استطعنا انتهازها بقوة سنعزل النظام ونحاصره وأمامنا إحدى الحسنيين إما أن نقنع النظام بأن يعطي الشعب حقوقه أو أن ينتزع الشعب حقوقه، فهذا التوقيع لا نعتبره نهاية بل بداية ولا هو انكسار بل انتصار، وليس أمراً عمل بشكل "دكاكيني" في غرفة ولكن في زفة.) مؤكداً أنه كذلك فرصة للعمل الدبلوماسي وعزل النظام الذي انتهز عدم توقيع قوى النداء ونجح لأول مرة في تحسين علاقاته مع المجتمع الإقليمي والدولي.
وأكد عرمان على بطلان دعاية النظام بأن الحركة تطالب بجيشين كمقدمة لتقسيم السودان، وقال إنهم لم يطالبوا لا بجيشين ولا بحق تقرير المصير ولكنهم يطالبون بجيش قومي ولن يفككوا جيش الحركة ما لم تتم تصفية الجنجويد والمليشيات وتكوين جيش قومي، قائلا (المؤتمر الوطني والاسلاميين الراغبين في الشمولية هم اكبر ملاك سلاح في السودان والمؤتمر الوطني اكبر حزب مسلح في السودان حتى أنيابه ولن نسلم سلاحنا الا يسلم سلاح الجنجويد والمليشيات ويسلم سلاح المؤتمر الوطني والاسلاميين ونعمل جيش جديد لكل السودان، جيش ليس حق الحركة الشعبية ولا حق المؤتمر الوطني).
وخاطب جبريل، رئيس حركة العدل والمساواة الحضور الكبير من حزب الأمة بأنهم يميلون لعودة المهدي، ولكن (نرى أن تعطوه مهلة لأن مهمته قد تكون اكتملت عندكم ولكنها لم تكتمل عندنا.) الشيء الذي أمن عليه عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان مؤكداً على أن المهدي لعب دوراً رئيسياً في نداء السودان وفي مواجهة الانقسامات وسط الصف المعارض.
كما تحدث في اللقاء أيضا طيف من الحضور منهم الدكتور غازي صلاح الدين رئيس تحالف قوى المستقبل للتغيير، والفريق إبراهيم سليمان ، والفنان طارق الأمين ضمن وفد المبدعين والمثقفين الذي حضر، والأستاذة جليلة خميس من مبادرة المجتمع المدني والتي تحدثت باسم النساء في مناطق النزاع، والأستاذة إيمان عبد الباقي ممثلة أسر شهداء سبتمبر، والسيد يحي الحسين من حزب البعث السوداني، وآخرين.
(حريات) حضرت اللقاء المهم وسوف تنقل لاحقاً كلمات المناقشين، وفيما يلي تنشر تلخيصاً لكلمات قادة قوى نداء السودان:
الإمام الصادق المهدي : رئيس حزب الأمة القومي
شكر الحضور على تكبد مشاق الحضور لمشاركتهم التوقيع على خارطة الطريق، وقال إن التوقيع الذي قامت به الحكومة في مارس كان في غرفة، ولكن بفضل حضوركم ومشاركتكم كان توقيعنا على خارطة الطريق في زفة.
وقال المهدي: الحقيقة أن الفترة ما بين مارس الماضي والآن فترة فيها صراع سياسي ودبلوماسي كبير. كان النظام أحرص ما يكون على الا يحدث توقيع من جانبنا ليستمتع لأول مرة في حياته بنوع من العلاقات الطبيعية مع الأسرة الدولية والأسرة الأفريقية، وحرصوا جداً على أن يقرر لقاء القمة الأفريقية في كيجالي إيقاع عقوبات على من لا يوقع على الخريطة، بصورة ينفرد فيها بما ظنه حسن النية مع الاتحاد الأفريقي، وطبعاً نحن حرصنا في المقابل ألا يحدث نقاش في هذا الموضوع أبداً والسيد ثابو امبيكي مشكوراً تجاوب معنا واستطاع أن يهزم هذه الفكرة على أساس ألا تناقش القمة الافريقية الموضوع ما لم يقدم تقرير منه لهم، مع أن النظام السوداني ارسل مندوبين للحكومات المختلفة لكي يحقق هذا الموقف من التوقيع.
ثم قال: أولاً يلزمنا جدا إخراج وثيقة أساسية ترد على السؤال لماذا لم نوقع في مارس ولماذا وقعنا الآن؟ هناك أسباب عندما امتنعنا عن التوقيع وعندما زالت الأسباب حصل التوقيع، وستصدر هذه الوثيقة بشكل محدد لأن النظام وأجهزة إعلامه مصرون على تصوير التوقيع على انه انكسار وهذا غير صحيح. فلا بد من بيان هذا الأمر.
التوقيع سوف يفتح الطريق للآتي: يمكن أن ننطلق بصورة أساسية لعمل تعبوي كبير جدا يضع النظام في النهاية أمام خيارين، إما الاستجابة لهذه المطالب او أن التعبئة ستقود للانتفاضة، ما ينبغي عمله هو الاستفادة من هذه الخطوة للتعبئة الشعبية والدبلوماسية.
اننا مع تحفظنا على الحوار في الداخل، فوجئنا بان الحوار في الداخل نفسه غرف من مفاهيم الأجندة الوطنية، ومعنا الأستاذ بركات الحواتي هنا والذي كان جزء من هذا الحوار والذي حرص في إطار الحوكمة أن يضع هذه التوصيات. طبعاً نحن لسنا طرفا في هذه التوصيات ولكنها تساهم في خلق الرأي العام الذي يدعم موقفنا.
وبصرف النظر عن المواقف من الحوار. فإن الذين ايدوا اتجاه التحول وعدد منهم موجودون الأستاذ محجوب محمد صالح، والأستاذ عبد الله ادم خاطر والأستاذ طه علي البشير والأستاذ نبيل أديب من الذين وقعوا على مذكرة ال52، هؤلاء يجب الا يعتبروا ان مهمتهم انتهت بتقديم المذكرة بل أرجو ان يقيموا هيئة قومية لدعم التحول الديمقراطي والسلام في السودان. أو دعم الحوار الوطني باستحقاقاته.
إن التوقيع يعطينا فرصة للقيام بهذه المهمة التي لو استطعنا انتهازها بقوة سنعزل النظام ونحاصره وأمامنا إحدى الحسنيين إما أن نقنع النظام بأن يعطي الشعب حقوقه او أن ينتزع الشعب حقوقه، فهذا التوقيع لا نعتبره نهاية بل بداية ولا هو انكسار بل انتصار، وليس امرا عمل بشكل "دكاكيني" في غرفة ولكن في زفة.
التوقيع أيضاً يعطينا فرصة للعمل الدبلوماسي. هناك مستجدات تجعل الأسرة الدولية تتعامل مع النظام، مستجدات تجعله مشغولا بالهجرة غير القانونية، مما جعلهم ينظرون للطغاة كنوع من الحلفاء لضبط هذه المسالة، قلنا لهم سوف تكتشفون ان من تتعاملون معهم هم اسباب الهجرة غير القانونية والارهاب. ولكن يهمنا الا تكون العلاقة معهم على حساب الشعب السوداني، قولوا له سنراقب مدى استجابتك لمطالب الشعب السوداني في السلام وفي التحول الديمقراطي، ونعاملك على أساسها، ووعدوا بهذا الموقف مما يعطينا فرصة للعمل في هذا المجال لنلاقيهم ونعبيء دبلوماسيا في نفس الاتجاه وكلها تصب في خانة ان نستثمر هذه الفرصة لتحقيق أهدافنا.
سيكون التحدي أمامنا في المرحلة ليس فقط لنداء السودان بل لنا جميعا كل الشعب السوداني هو كيف ينتهز الشعب هذه الفرص ليسترد حقوقه، هذه مناسبة جيدة لتستمعوا لزملائي في نداء السودان وان نستمع منكم لأية ملاحظات فالرأي يكتمل بهذا التشاور.
أشكركم مرة أخرى على هذه التلبية التي عزتنا وعززت موقفنا.
هذه هي مقومات لحركة شعبية أوسع من الحزبية، حركة شعبية لحزب السودان الذي ارجو أن نعزز مواقفه. حقيقة النظام السوداني باخطائه واقصائه وعزله خلق مكونات لهذا الحزب، والمصائب يجمعن المصابين.
دكتور جبريل إبراهيم : رئيس حركة العدل والمساواة
أرحب بالحضور الكريم وأعتقد أن حضوركم شرفنا كثيراً، وأعطى المناسبة بعداً جديداً الحضور كان ممثلا لكل السودان بالوان طيفه السياسي وانتماءاته الجهوية أيضا وهذا في غاية الأهمية، الحمد لله الخطوة التي تمت انتظرها الناس لفترة طويلة، وبذل فيها جهد كبير منذ مارس المنصرم، سفريات ولقاءات ومراسلات، في النهاية قوى نداء السودان وصلت لقناعة بان ملاحظاتها اخذت في الاعتبار ولا يمكن تجاوزها بأي حال، وان عندها من الادوات ما يمكنها لتنفيذ ما تريد، لذلك قررت أن توقع. عندما قررنا الا نوقع لم نستاذن من المزايدين وعندما قررنا ان نوقع أيضا لم نلتفت للمزايدات، نحن نعلم ما نفعل وما بعده، لذلك نحن مطئنين جدا للخطوة التي اقدمنا عليه، لكنه ليس الخطوة الأساسية. حقيقة الأمر هي البداية، خارطة الطريق مجرد وصف لخطوات أساسية التي يجب ان تلي خطوة التوقيع على خارطة الطريق، الخطوات التالية اصعب بكثير من مرحلة خارطة الطريق.
ليتفق الناس على خلق او ايجاد البيئة أو المناخ المناسب لاجراء حوار متكافيء ومنتج ليس امرا سهلا. هذه الخطوات محتاجة لإسكات البنادق من جهة، وتوصيل الاغاثة، واخلاء السجون من الأسرى والمساجين والمعتقلين بصورة كاملة، وإطلاق الحريات بضمانات كافية وليس مجرد كلام في الهواء الطلق ولكن بترتيبات تضمن للناس أنهم يستطيعون مخاطبة مجتمعاتهم واشراك المواطن من الحوار لأننا لا نريد أن نجعل من الحوار مناسبة اخرى ليجتمع النخب لاجراء محاصصات في العمل السياسي ولتقرير مصير الشعب في المستقبل، هذه المرة نريده ان يكون حوارا من القواعد وهذا لا يمكن ان يتم بغياب الشعب وبغياب اعلام حر يستطيع أن يتعاطى مع الأطراف كلها، إعلام يعكس وجهة نظر القادة ووجهة نظر النخب وفي نفس الوقت يعرف الراجع من الشعب ماذا يرى وماذا يفعل فيما يقول القادة، بدون ذلك لن يكون هناك حوار حقيقي هذا بدون اعلام حر في غياب المخاطبات الجماهيرية والحريات التي يكفلها الدستور وانتزعت بواسطة قانون الامن ، هذه الخطوات ليست سهلة ، وليس بالسهولة ان يقبل النظام بإطلاق الحريات وتعطيل قانون الأمن الوطنى واخلاء السجون بالكامل من السياسيين، والقبول بوقف العدائيات بطريقة تضمن لتوصيل الإغاثة للناس في كل المواقع، لو حصل هذا لخلقنا جزء من المدخلات الأساسية للحوار.
الذين غابوا عن الحوار طوال هذه الفترة لا يقبلوا بأن يستردفوا، يمشوا ملحقين مجرد إلحاق كتمومة جرتق، أو إضافة رقم للأرقام المشتركة في الحوار، لا بد أن يكون دخول الناس في الحوار مؤثراً قادراً على تغيير مخرجات الحوار وقادراً على ضمان تنفيذ مخرجات الحوار وبغير هذا لن يدخل أحد في الحوار.
أن يتوهم الناس ان التوقيع على خارطة الطريق سيجعل من الموقعين جزء من حوار قاعة الصداقة هذا شطح بالخيال مساحات بعيدة غير واقعية، الآن لكي نعيد تشكيل الحوار لكي يكون صوتنا له معنى وضمان تنفيذ مخرجات الحوار بالطريقة والآلية التي نريده امرا ليس بالبساطة لو صار هناك حوار وتفاوض جاد سيتفكك هذا النظام ويعاد ترتيبه من جديد، وما افتكر النظام يقبل ذلك بسهولة لذلك الخطوات القادمة اعقد وأصعب من مجرد خارطة الطريق.
من جانب آخر في المرحلة القادمة لدينا تفاوض حول وقف العدائيات وتوصيل الاغاثات لكل المتضررين في جميع انحاء السودان، إلى الحديث في القضايا السياسية في المناطق المتاثرة بالحرب، إلى الوصول لكيفية تشكيل القوى الأمنية أو المسلحة في البلاد بصورة تضمن قوميتها وحيدتها.
هذا لا يعني أن الذين وقعوا وقعوا اعتباطا. نحن حقيقة جادين لو كان هناك نظام لديه استعداد لدفع استحقاقات الحوار ما عندنا سبب نقاتل، ما نرجوه ونسعى له لو كنا نطلبه عن طريق الحوار فلن يكون لدينا سبب للقتال، البنحله باليد ما بنحله بالاسنان. لكن الأمر ليس بالبساطة التي توصلنا لما نريده.
ما تم كما قال الإمام ليس أمراً يعمل في فنادق وينتهي الأمر. اذا لم يتفاعل بها الشعب ويضغط بها في اتجاه مطالب المجتمع في النهاية حوامتنا هذه لن تاتي بنتجية، نحن محتاجين لتفعيل حقيقي لمجتمعنا السوداني ككل، وقواعده لكي تتفاعل وهذا يلقي على عاتقنا مهمة إرسال رسالة للناس ونريد منهم في المقابل انفعالا وتفاعلا منهم بما يطرح، وهذا يرمي عليكم كحضور مسؤولية. حينما تعودوا للبلد نريدكم ان ترسلوا رسالة واضحة حول ماسمعتم، وأن ينفعل به الناس ويناشدونا بمطالبهم والمطلوب منا ومنهم لتحقيق تكامل الأدوار الذي بدونه فإن ما يتم في قاعات التفاوض لا يوصل لنتائج عملية، محتاجين لتكامل وتنسيق الأدوار بصورة جيدة للمضي قدما، وهذا يحتاج لوحدة المعارضة ككل. يجب ألا تقف الخطوة التي اقدمنا عليها البارحة عند نداء السودان، بل تفتح وتوسع لتستوعب كل قوى المعارضة السودانية الراغبة، ولديها استعداد للضغط مع بعض ليصلوا للأهداف المرجوة. ينبغي أن تتاح لهم الفرصة ليكونوا جزء من المكون المعارض ليكون في النهاية المؤتمر التحضيري الذي نريد اقامته.
كلما كبرت كتلة المعارضة وتماسكت، وكلما كانت المعارضة اقل تماسك تضعف فرصة تحقيق انجاز اكبر. لذلك ينبغي فتح الفرصة للجميع بمن فيهم اخوانا في قوى المستقبل للمضي خطوة لقدام.
خياراتنا لا زالت مفتوحة لا يظن أحد أننا لأننا وقعنا على خارطة الطريق انتفى خيار الانتفاضة، هذا غير صحيح، الخيارات كلها مفتوحة ولازم نعد لها بصورة جيدة. ونحن نوقع اخوانا الذين يتكلمون عن الانتفاضة لو طلعوا الشارع بلقونا قدامهم وليس وراءهم بحال. كل وسائل التغيير بالنسبة لنا مفتوحة وسائرون فيها ولا نتنازل عنها.
اخوانا في حزب الأمة وهم غالب الحضور ميالين ان الأخ الامام يرجع الداخل، نحن بنتفكر حقو تدوه مهلة لأن مهمته قد تكون اكتملت عندكم ولكنها لم تكتمل عندنا. ولو نحن ما عملنا انجاز في المؤتمر التحضيري بتماسك كبير جدا للمعارضة وبضغط كبير على النظام سيرجع للداخل ويجد الوضع كما ترك بدون تحول يذكر، لازم نحدث تغيير حقيقي فلو عاد يرجع بانجاز لا يرجع بدون انجاز وتحولات حقيقية في مجال الحريات. من غير انجاز كبير في مجال الحريات فإن عودته الآن تكون خسارة وليست ربحا لنا بحال من الاحوال.
نقول لأهلنا في معسكرات النازحين واللاجئين نحن اقدمنا على هذه الخطوة رغبة في ان نخفف من المعاناة التي تعيشونها، لو استطعنا ان نوقع اتفاقا لوقف العدائيات وتوصيل الإغاثة لكل المتضررين، والسماح لكل المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة لتوصيلها لكل مناطق السودان فهذا خدمة لهم. لذلك ونحن نقدم على هذه الخطوة هم في مقدمة بالنا وشواغلنا التي جعلتنا نسير نحو هذه الخطوة.
انا سعيد بوجودكم معنا ومطمئن للخطوة التي اقدمنا عليها واطمئن الجميع أننا لن ندع حاجة فطيرة تمر، اذا لم تنضج نتركها في النار حتى لا نضطر أن نعيدها للنار مرة أخرى.
مني أركو مناوي : حركة تحرير السودان
أضيف صوتي للمتكلمين، ومواصلة للقائنا أمس فإني سعيد جدا وأشكركم على الحضور الكبير من السودان لمناشدة وتشجيع الذين اقدموا للتوقيع على خارطة الطريق.
اكثر ورقة عملت إزعاج للمجتمع السوداني بعد اتفاقية السلام الشامل وجعلت المجتمع السوداني يراقب بشكل دقيق حتى ان بعضا منا يحفظونها عن ظهر قلب كسورة الفاتحة، هي وثيقة خارطة الطريق.
دائما أنظر للمشكلة السودانية أساسها المشكلة المسكوت عنها أكثر من التي يعبر عنها. فكل متكلم يريد أن يكسب ود الناس ويخاطبهم بحيث أنه يدخل قلوبهم، ولكن طبيعتي مختلفة لاني اتاثر بالوضع الموجود في السودان لذلك اتحدث في الواقع الموجود والذي حينما تتحدث فيه هو واقع منفر جدا ولذلك حديثي يكون منفراً لذلك دعوني اتحدث بصراحة. مشكلتنا ليست في البشير اي الراس بل في النظام عموماً، فهو مؤسسة مبنية على أساس خاطيء ونريد تفكيكه والبناء من جديد. إن الاستعمار مسؤول عن الجرائم ما قبل 60 عاماً ولكن بعد ذهابه لا زال عقله يحكمنا في السودان، وطريقة التصنيف التي وضعها لا زالت تعمل ولذلك نريد أن نزيلها ليصير المواطن في الجنينة وبورتسودان ونمولي وحلفا شيئاً واحداً. وأين هي نمولي الآن؟ باتفاق او بقرار سياسي سوداني وبمباركة من القوى السياسية السودانية انفصل السودان، لاختلافات في اللون بين أسود ولون أفتح، وأفريقي وعربي، ومسيحي ومسلم، ولا زال نفس الإشكال الذي فصل السودان موجوداً في الخرطوم، فالانفصال لم ينه الأسباب التي أدت للانفصال بقدر ما أنه ذهب بناسه. البعض يقول إن الجنوبيين اقتتلوا شماتة. إن سبب اقتتال الجنوب في الخرطوم، صحيح كان ينبغي للقادة مراعاة ظروف بلادهم لكن الأسباب الرئيسية في الخرطوم.
بالنسبة لخارطة الطريق التي وقعناها أمس لا زال موقفي كما كان في 23 مارس. نحن لم نضف شيئاً سوى بيان خارجي، قالوا لنا اعملوا بيان خارجي ليعتمد ويصير جزءً من الاتفاقية. لقد وقعنا اتفاقية أبوجا فيها أكثر من 500 صفحة ولم تعتمد فهل يعتمدون بياناً خارجياً؟ لكن حبنا لهؤلاء الجماعة (قوى نداء السودان) هو الذي دعانا للتوقيع، لا نريد أن ننفصل عنهم، فلو تركناهم سننقص من المعارضة وليس أنفسنا لذلك أحببنا أن نكون معهم. إن مقالتي حتى أول أمس لمن قرأها أنني ضد ما وقعنا عليه أمس.
الأجدى لو كنا صامدين واستقطبنا الآخرين لتقوية المعارضة، ناس دكتور غازي طرقوا بابنا ليكونوا معنا في الصف قلنا ليهم لا، الآن لديهم منبر كبير يتسابق نحوه المؤتمر الوطني والمجتمع الدولي.
أنا سعيد بقدومكم وقد جئتم للعمل معنا وتشجعونا وتنصحونا لترسيخ السلام في السودان لوضع حد لما عشناه في الستين سنة منذ الاستقلال ونضع لبنة اساسية ونبني للاجيال القادمة. حينما كنت في الخرطوم قلت في يوم من الأيام في ندوة في حزب الأمة إن عملي في القصر مساعد حلة وهذا لا يعني أني كنت أطبخ أو اقطع بصل للبشير لكن ما يعمله علي عثمان والبشير لم يكن ظاهرا في القصر، أحيانا لا يأتي البشير للقصر لمدة 3 شهور، ويقومون بشغلهم في البيوت. لا توجد دولة في السودان. دكتور غازي كان حينها مسؤولاً عن ملفنا وشاهد من اهلها على ذلك، ليست هناك دولة، كانت حزب وبعدها قبلية، فالاستعمار اسس لك القبلية واحتفوا بها وصار الناس مراتب، نريد أن نعمل مساواة ونبدا من المواطنة المتساوية ينص عليها في الدستور وتطبق.
وقعنا على خارطة الطريق بخيرها وشرها، وخطواتنا القادمة تكون بالترحيب بكل التنظيمات الراغبة في العمل معنا ولا نقصي أحداً. نوسع تحالفنا ونفتح الأبواب ونحطم كل الطبل.
هناك خطوات عملية تدخلنا في السلام الشامل: وقف الحرب والتي يجب أن تقف، لكن لا تقف لصالح المؤتمر الوطني بحجة ان يجد فرصة ليعمل تشوين من جديد.
لقد حدثت اتفاقيات سلام كثيرة منذ 1972 وحتى اتفاقية الدوحة ولكنها اتفاقيات لم تكن فيها مراقبة شعبية.
البعض يضحك على لساني حينما اخاطب الناس، وكنا نتحدث فحكى احدهم أن موسى محمد احمد، وهو يتحدث العربي بشكل جيد لغته "ادروب"، حينما القى خطاب احد الكبار قال الناس ديل ما عندهم زول تاني يجيبوه؟ أي حتى لساني ذاته تريد أن "تطرنه" كلسانك؟ هذه لغة امه تريد ان تغيرها!
نحن محتاجين للكثير من الشغل لتحقيق المساواة. ونحن سعيدين بكم ونستقوى بكم.
عمر الدقير: رئيس المؤتمر السوداني
المجد للسودان وطنا يسري مع الانفاس، وفي مسلك الدماء يجري، التحية لجميع أهله شيباً وشباباً واطفالاً، الرافلين في العز والشموخ والإباء رغم انتمائهم إلى وطن ملثوم مثخن بالجراح ينزف على طول الطريق منذ أن رفرف علم استقلاله وذلك بسبب اضطراب عقل السياسة. من حيث المبدأ لا يُرفض اعتماد الحل السياسي عبر الحوار كوسيلة لتجاوز الواقع المازوم وانجاز تغيير حقيقي وليس شكليا، لكن الحوار ليس حجرا كريما ولا أيقونة ولا تميمة تعلق لدرء الشرور، بل هو وسيلة لتحقيق غايات لا تدرك الا باستحقاقات محددة. التوقيع الذي تم أمس ليس أكثر من محاولة جادة منا في نداء السودان لفتح الباب للدخول في الإجراءات التمهيدية التي تؤسس لحوار حقيقي جاد ذي مصداقية، وهذا بتحقيق مطلوبات معينة بح صوتنا في تردادها وهي وقف الحرب وإغاثة المتضررين منها وضمانة الحريات الأساسية، وإخلاء السجون من الموقوفين سياسياً ثم الاتفاق على إجراءات الحوار نفسه، رئاسته واجندته والاهم من ذلك قبل الدخول في الحوار بأن مخرجاته تنفذ عبر حكومة انتقالية يشترك فيها الجميع تكون بمثابة عقل جماعي يضع مداميك جديدة للواقع الجديد المطلوب. إذا تم هذا مرحب، واذا لم يتم فستكون هناك استحالة حقيقية للدخول في أي لحوار.
والتوقيع هذا لا يعني بحال الحاقنا بحوار الوثبة مع احترامنا لمن شارك فيه، ولكنه حوار لم نشترك فيه ونعتقد انه تم في سياقات غير صحية بدليل أن الإمام الصادق كان جزء منه في البداية وخرج لأنه اعتقل، والدكتور غازي صلاح الدين خرج من هذا الحوار وحتى لما عاد أمس بخلوا عليه حتى بفرصة لكي يقول رأيه لأنهم توقعوا أن يكون رأياً معارضا. كانت هناك لجنة اسمها لجنة الحريات ولكن انتهاك الحريات يتم بشكل يومي في السودان وكأن الأمر لا يعنيها، وهناك حرب مستمرة واعتداء على الحريات: الرقابة على الصحف ومصادرتها وانتهاك لمراكز المجتمع المدني واغلاقها، والمتحاورون في قاعة الصداقة كان الأمر لا يعنيهم، الحوار الذي تم كان اشبه بمن يرفع السيف في وجه منافسه ثم يدعوه بمعسول الكلام إلى حوار هاديء وموضوعي، والسيف اذا رفع ابطل الخيار ولم يترك مجالا لحوار. لذلك نحن غير مستعدين ان نمشي الا لحوار في سياقات جديدة، بمناخ جديد وبتاسيس جديد وبإدارة جديدة وهادينا هو العبور لواقع جديد ووضع مداميك جديدة لبناء وطني ديمقراطي جديد يسود فيه السلام والعدالة وتفكيك دولة التمكين لصالح دولة كل الشعب.
التوقيع لا يعني بحال تركنا لخياراتنا سنكون في وسط الجماهير ونصعد من عملنا الجماهيري نطالب بكل حق سليب ونحتج على كل واقع كئيب وهذا لا تراجع عنه، والشعب السوداني قادر بإذن الله على ان يعبر هذا الواقع المازوم بارداته الحرة سواء كان عبر حل سياسي ينتج تغييرا حقيقيا او عبر حراكه السياسي المستند الى ميراث مجيد وعريض في الانتفاض وفي التغيير عبر المقاومة السلمية. ولذلك نحن نراهن على وحدة القوى المعارضة ونعتقد أن اي تنظيم معارض هو توأم لنا وليس عدوا حتى ولو اختلفت الأطروحة نظل نحن في قوى المعارضة شركاء ونطالب باكبر قدر من التوحد والالتفاف حول قضية التغيير. البلاد الجديدة تظل وعدا لكل شعب حي والشعب السوداني شعب حي يضج بالحياة والحيوية سيعبر وكل الذين يودون القعود به سواء كانوا من الحكومة أو المعارضة سيتجاوزهم، وسيملك زمام امره ويعبر الى الوطن الذي يشتهي والذي يستحق ويحلم به. الشعب السوداني يحلم بوطن لا يشهق مريض شهقته الاخيرة لأنه لا يملك ثمن الدواء، وطن لا يساق فيه الضمير والراي الى السجن او يعتقل انسان بغير جريرة، وطن لا يشتبك فيه اطفال جوعى مع القطط في حاويات القمامة، ذلك هو الحلم ومهما كانت خيبات الماضي ومهما كانت قسوة الحاضر لا بد لهذا الحلم والوصول لهذه اللحظة التاريخية التي يتحول فيها هذاالحلم الى واقع تحتشد فيه كل معاني الحياة الكريمة.
ياسر عرمان : الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان
شكرا جزيلا قادة نداء السودان وقادة حزب الأمة والأنصار الذين مثلوا أعظم دور ماضياً وحاضرا ومستقبلا. نحن أتينا لأديس أبابا بذهن صافٍ وواضح ونحن نعرف ماذا نريد والى اين نسير، واحب اشكر الذين جاءوا ومدونا بمدد كبير جدا واوضحوا لنا أننا سائرون في الطريق الصحيح، الذين جاءوا من السودان ناس مهمين جاءوا في ظروف صعبة يمثلون نموذجاً لأن السودانيين يؤيدون الطريق الذي نحن فيه سائرون. أحب أحيي الدكتور غازي صلاح الدين وقادة قوى المستقبل، وطه على البشير وهو يمثل قوى مهمة جداً لناس محل تقديرنا، ومجموعة مهمة من المثقفين والمبدعين على راسهم عالم عباس وعبد العزيز بركة ساكن وطارق الأمين هم مجموعة من المبدعين، والإبداع اذا لم يهتم بوقف الحرب والسلام والطعام والمواطنة لا يكون له وجود كبير في السودان نشكرهم على الحضور، والأستاذة إيمان عبد الباقي اخت الشهيدة سارة عبد الباقي تمثل ناس مهمين في قلب اهتماماتنا، كذلك استاذنا محجوب محمد صالح ونبيل اديب واخشى ان أنسى ناس مهمين جدا لكن من ذكرتهم يمثلون ناس كثر من المجتمع المدني والسياسي، وآخرون مهمون لم اذكرهم من الصحفيين والاعلاميين منهم مناضلين جاءوا ليس فقط كعمل ولكن مهمومين بقضية التغيير، وأحب اعتذر لشخصين مهمين لنا هما رئيس الحركة مالك عقار وعبد العزيز الحلو الذين كانوا معنا في اجتماع حتى الصباح لكن سافروا ويعتذرون لكم لديهم مهام أخرى.
توقيع امس توقيع مهم جدا نحن حنمشي في معركة جماهيرية وشعبية. الحوار هو مع الشعب اولا قبل ان يكون مع البشير وحكومته، وبالتالي الحوار سيفتح نوافذ وابواب، الحل السلمي جزء من اليات النضال بالنسبة لنا، امس حققنا مهمتين كبريتين، الأولى المؤتمر الوطني نجح ونعترف له بأن يضعنا في مواجهة مع المجتمع الإقليمي والدولي مواجهة اخذت طاقات وعمل كبير منا وبالتالي نحن ارجعنا الامور لنصابها وانقذنا علاقتنا مع المجتمع الدولي، وكانوا يحاولون ارباكنا ولا يريدونا ان نوقع.
الثانية أننا حينما رفضنا التوقيع في مارس كان المقصود من خارطة الطريق أن تكون حدث وليست عملية المقصود ان نوقع ونمشي الخرطوم، هم أخذوا هذه الفكرة نتيجة لاحباطات كثيرة والفكرة اخذوها من التوقيع الذي حصل في الجنوب وقع رياك مع الوساطة وحكومة الجنوب رفضت التوقيع، لقد صارعنا قوى ضخمة كبيرة وفي النهاية حولنا الكلام لعملية، بدليل الآن سنبدأ بوقف العدائيات. ما في حوار يتم بدون وقف عدائيات وحريات. هذا العمودان الرئيسيان لأي حوار وطني، بالتالي سرنا في عملية ، نحن نعرف ماذا نريد وما يريد الشعب السوداني وسنمشي في طريق الشعب السوداني لا تخوف لدينا.
في العدائيات لدينا منبرين، رؤيتنا واضحة لا نصل لوقف العدائيات في المنطقتين بدون دارفور هذا موقف واضح لدى الحركة الشعبية هذا قرار استراتيجي ان وقف العدائيات يكون في النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور. وقف العدائيات مهم جدا للبشير وحكومته يصب في مصلحة الاقتصاد الجنيه السوداني 16 جنيه للدولار، وفي تحسين علاقته الدولية، لديه تفاوض مع الأمريكان نعرفه تفصيلا حول موضوع الارهاب ، لكن هذا الموضوع يمر بنا، لا نعطيهم هذا الكرت ما لم يعطوا الشعب السوداني الحريات والأكل ويمشوا في طريق السلام.
نحن نفس الناس الذين يحاربون في الارض هم الذين يجدونهم في الهوتيل. قضيتنا واضحة لدينا قضيتين.
الحركة الشعبية لم تطالب بحق تقرير المصير ولم تطالب بجيشين، وديل اكبر حاجتين كانوا في نيفاشا وميشاكوس حق تقرير المصير وجيشين، لا نريدهما فأين المشكلة؟ مشكلتنا الجيش بتاعنا لا نسلمه للبشير لأن هذا ضمانة ذاتية لاي اتفاق اذا سلمناه له طوالي حيكفتنا في الخرطوم لن نقبل له الا اذا تم الاتفاق ، جيشنا لا نسلمه الا اذا تم تنفيذ الحل السياسي والحل الشامل. لو كنا دايرين حل جزئي للمنطقتين في ال14 جولة كنا وصلنا حل للمنطقتين وكنا حكمنا المنطقتين لكن المطلوب تحل القضية السودانية.
الموضوع الثاني المؤتمر الوطني والاسلاميين الراغبين في الشمولية هم اكبر ملاك سلاح في السودان والمؤتمر الوطني اكبر حزب مسلح في السودان حتى أنيابه ولن نسلم سلاحنا الا يسلم سلاح الجنجويد والمليشيات ويسلم سلاح المؤتمر الوطني والاسلاميين ونعمل جيش جديد لكل السودان، جيش ليس حق الحركة الشعبية ولا حق المؤتمر الوطني، وهذه هي قضيتنا الرئيسية، قلناها لإبراهيم محمود اكثر من مرة قلت له أنت مسلح حتى الانياب وقادة الجيش السوداني الان تابعين لحزب وليس للشعب السوداني، الآن حميدتي يظهر كل يوم في التلفزيون استفزازاً للجيش وقادته الوطنيين ويقول قبضت الاثيوبيين وامنت الحدود، نحن لا نقبل بهذا الكلام لأنه اذا هزمونا فبها لكن ان نعطيهم في هوتيل فلا. يعملواجيش لكل السودانيين يعطي ضمانات للشعب السوداني، ونحن مستعدين جيشنا ما دايرينه، دايرينه فقط ليعيد بناء االقطاع الامني كله، الامن يجعل محمد عطا وجماعته مسؤولين عن المليشيات المسلحة، البوليس مسلح حتى انيابه، امبراطورية بوليس تقبض الناس، رؤيتنا واضحة، وهم بيعملوا دعاية اننا دايرين جيشين لتقسيم السودان ونحن لا نريد جيشين.
الحكم الذاتي: نحن مع وحدة السودان، لكن الناس في جنوب كردفان والنيل الأزرق لن يرجعوا للعصر القديم، وتكوين وفدنا لمفاوضات جنوب كردفان والنيل الأزرق طلبنا من الإمام الصادق وحزب الأمة بممثل قدموا لنا دكتور حامد البشير، وطلبنا من المؤتمر السوداني ومن قوى سياسية أخرى وهم معنا ليكونوا جزء من العملية، نحن لا نريد أن نبني اي مستقبل للنوبة بعيدا عن المسيرية والحوازمة والفلاتة فالمستقبل لجميع القبائل في جنوب كردفان ونفس الشيء في النيل الأزرق، وهذه رؤيتنا وسنستمر فيها، الحكم الذاتي رؤية ممكن نتناقش حولها فلسنا أسرى مصطلحات ومستعدين أن نتحاور. لكن من العيب أن يتفاوض الناس في النيل الازرق والنوبة مع الدولة ليعترفوا بلغتهم، أو بلغة المساليت أو البداويت في الشرق واللغة التبداوية اقدم من اللغة الفرنسية والإنجليزية فكيف يستأذنوا من حاكم في الخرطوم ليكتبوا بلغتهم؟
وقف العدائيات جزء من الحوار، الحوار يحتاج حريات ووقف عدائيات. المهم هو أن وقف الحرب ووقف قتل البشر مقدم على الحريات، نحن بنتكلم عن حقوق طبيعية والبعض يتكلمون عن حقوق مدنية: حق التعبير والتنظيم، الحقوق الطبيعية ومنها حق الحياة مقدم على حق التنظيم والتعبير وغيره.
هذا الحوار مهم وموافقة المؤتمر الوطني عليه مطلب قديم للقوى السياسية. الانقلاب الذي تم اصلا كان بعد اتفاقنا مع الامام الصادق المهدي على الاجتماع في يوم 18 سبتمبر 1989م في اثيوبيا.
نحن كقوى سياسية لا نريد الانفراد بصفقة مع الخرطوم ولو طلبناها لوجدناها منذ زمن، نريد حلا شاملا مع كل القوى السياسية السودانية.
بالتالي أضم صوتي لصوت دكتور جبريل بالنسبة للإمام الصادق المهدي فقد لعب دوراً محورياً مركزياً، وهذا قلناه كثيرا ولا نجامله والقضايا التي لا نتفق فيها معه نقولها له، لقد لعب دوراً رئيساً ومركزياً منذ التوقيع على اعلان باريس، وهذا ظللنا نقوله ونعمل معه وهو واحد من أعمدة السياسة السودانية واعمدة السياسة السودانية قليلين، حتى ناس حزب الأمة مرات بتضايقوا بقولوا لينا لماذا تركزون على الامام؟ نقول لهم حزب الأمة موجود لكن الإمام عنده حاجات تانية عنده سحر وهذا ليس مجاملة. المهم الإمام اذا مشى الخرطوم المؤتمر الوطني سيتحكم في حركته ولو طلبناه لاجتماع يمكن ألا يستطيع الحضور، وأيضا سيفقد البعد الدولي واهم حاجة في وجوده في الخارج لأول مرة أنه صار لاعبا رئيسيا في البعد الدولي وهذا كان اضافة للقوى السياسية ولنداء السودان، لذلك نرى أن يرجع مع الحريات ويعطي اشارة قوية للشعب السوداني، ففي باريس اتهموه انه يريد أن يصعد الحرب والآن هو ماشي في اتجاه السلام والحريات، نفضل ان يمشي بعد ان يحصل تغيير وهو يحمل حاجة حقيقية للشعب السوداني فقد عدى فترة طويلة في الخارج، ونحن نقدرها، ووجوده مهم لنا مع الانقسامات في المعارضة السودانية لأسباب كثيرة، هذا الانقسام موجود في داخل كل الأحزاب والحركات، فهذا النظام فايرس ضرب الحياة السياسية وشغال، والإمام ساهم مساهمة حقيقية في توحيد الناس.
فات علي أن أحيي وارحب بشخص مهم جدا يمثل تيارا مهما هو الاستاذ يحي الحسين والبعثيين السودانيين الذين وقفوا مع السودان وساروا في طريق توحيد السودان وساروا في الطريق الذي سار فيه الإمام المهدي وجون قرنق وغيرهم وورفضوا الكلام الذي يقوله لنا السنهوري وغيره لذلك نشيد بوجوده.
بالنسبة لنا الحوار الوطني مهم لعملية إعادة بناء السودان من جديد، والطريقة الاسلم لها ليس البندقية ولا حتى الانتفاضة بل الأسلم الحوار بين كل المجموعات السياسية للاتفاق بين كل مكونات السودان خاصة بعد حدثين كبيرين الأول هو انفصال الجنوب والحدث الثاني هو الابادة الجماعية وهما حدثان كبيران يستحقان وقفة لاعادة تعريف الهوية السودانية، بالتالي الحوار محاولة للسير في اتجاه إعادة تعريف المشروع الوطني ونعمل بلد جديدة تاخذنا جميعا مع بعض.
نحن مهتمين بالجنوب، ولدينا هوى قديم ومقيم مع شعب جنوب السودان ونؤمن أن الجنوبيين سيبنون الدولة التي تشبه تضحياتهم وما قدموه حتى في بناء الدولة السودانية الأم. لذلك الحوار الوطني في السودان سيعمل على ان يترك اثارا ايجابية لمساعدة الجنوب وليس فقط بأن الجنوب والشمال يعملوا اتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين هي واحدة من آمالنا وتطلعاتنا إن لم ننجزها سينجزها من يأتي بعدنا، هي احلام لن تموت ولن تضيع .
وحدة المعارضة مهمة ولكنها يجب ان تكون على اسس سليمة وصحيحة سنعمل كلنا لها، اشكركم جزيلا اعطيتونا طاقة وشحنا بطاقتنا من الرصيد الذي قدمتوه لنا، ولن نخيب آمالكم ليس لدينا عنتريات ولا تحدي مع المؤتمر الوطني لكن نريد منه بعد 27 سنة أن يعترف بحق شعبنا في التغيير والحريات والمواطنة والسلام والطعام.
د أمين مكي مدني : رئيس مبادرة المجتمع المدني
الحقيقة سعيد جدا ويشرفني التحدث في اللقاء. الكلام عن التوقيع مهم جدا لأسباب كثيرة تعرض لها المتحدثون لكني قدمت منذ حوالي سبعة ثمانية ساعات من الخرطوم، والحقيقة دهشت حينما سمعت بحكاية واقعة التوقيع ولم اجد لها تفسيراً، اليوم استمعت لعدد كبير من الاخوة وكنت اتساءل وبعضهم شرح لي بعض المسائل، حقيقة افتكر اذا كنت آخر من خرجت من الخرطوم ومحتار في موضوع التوقيع، وبيننا أخونا استاذنا محجوب محمد صالح يعرف ماذا يعمله الاعلام المنحرف، الحقيقة مجرد الكلام عن القدوم والتوقيع بدات فيه التفسيرات عن الناس الساقطين والمستوزرين وكايسين السلطة وكذا وكذا، حقيقة افتكر هناك رسالة عاجلة مهمة ينبغي أن ترسل، بحمد الله هناك عدد كبير منا موجود هنا وراجع الخرطوم لكن الحاجة الإعلامية تحتاج لرسالة ولبيان فصيح يظهر ملخص جلستنا هذه ومعنى والآفاق التي يتكلم عنها الناس والدفعة التي يمكن أن تعطي للشخص المقهور في الحرب في القهر في الغلاء في المرض وكل هذه الاشياء.
الحاجة للثقافة القانونية، اننا لا نتكلم أبداً عن العدالة الانتقالية، الآن نتكلم عن تحول ديمقراطي وانتهاكات ولكن ليس عن آليات نريدها لتحقيق العدالة، والعالم كله يتكلم عنها، ومهما حصل من هروب بالطائرات أو محاولة رشوة بعض الأفارقة والعرب وغيرهم لكن موضوع العدالة الجنائية الدولية مستمر، واندهش كثيرا جدا ان الناس تتكلم عما يقوله المرحوم د حسن الترابي في "ونسة"، مع أن هناك ارواح ازهقت وعارفين من ازهقها في أديس أبابا وأرواح أزهقت وعارفين الذي أزهقها في الخرطوم، وارواح شحنت في طائرة وبعث بها للسفير في إيران ليدخلها أفغانستان. لا أحد يتكلم عن ذلك.
ولدينا مشكلة لدى الحديث عن رئاسة الحوار. نحن لا نتكلم عن الرئاسة لكن هناك من يفترض ان الرئاسة عند الرئاسة. هذه أيضا نقطة مهمة.
كلام أخونا مني مهم جداً وتعليق الأخ ياسر مهم جدا وهذا موضوع تحدي حقيقي لمستقبل أيامنا في السودان، مستقبل بقاء السودان، كرامة الإنسان وحرياته ومساواته وحقوقه. بالتالي لازم هذه الأشياء تكون واضحة، اختم بالقول انه من واجبنا ان نعمل ولو نصف صفحة رسالة من هذا اللقاء الى أهلنا في السودان تمشي عن طريق ناس الإعلام، الواتساب والكاميرات الآن موجودة، لكن الصورة الرائجة حتى أمس مختلفة، شخصياً زالت الغشاوة حول لماذا حدث التوقيع بعد ما سمعته اليوم، لكن كيف لواحد في الفاشر ومروي وطوكر أن يسمع ان هناك توقيع حصل ولا يفهم لماذا حصل وأبعاده وتداعياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.