@ انتشار مرض السرطان في السودان أصبح قضية تجاوزت حدود الرأي العام لتصبح قضية الساعة الآن ، تستحق أن تجد التعبئة من كل وسائل الإعلام و إهتمام الجميع ، مسئولين و مواطنين لان الاأمر استفحل وأصبح معدل الاصابة بالمرض لا يصدق وكل التقارير الواردة من مركز علاج السرطان في ولاية الجزيرة يفيد بأن هنالك يومياً 10 حالات جديدة تتردد علي مستشفي ودمدني في مركز أبحاث السرطانات الذي لا يف بمتطلبات المرضى الذين تتزايد أعدادهم من كافة ولايات البلاد لجهة أن مركز ودمدني ، الثاني علي نطاق البلاد بعد مستشفى الذرة بالخرطوم . تعتبر الولايات الشمالية ممثلة في نهر النيل والشمالية من أكثر المناطق المتأثرة بانتشار هذا الداء اللعين وتأتي ولاية الجزيرة في المرتبة الثانية ثم ولايات كسلا والبحر الأحمر ودارفور على حسب الاحصائيات التي ينشرها تباعاً مركز ابحاث السرطان بولاية الجزيرة. @ علي الرغم من عدم وجود أسباب مباشرة للإصابة بهذا الداء اللعين إلا أن ما يجمع عليه العلماء من مسببات رئيسية لها علاقات بهذا المرض منها الأكسدة و الإشعاعات و بعض الثأثيرات الكيميائية ،ما يؤكد ذلك ، المناطق التي ينتشر فيها السرطانات هنالك قواسم مشتركة لتأثيرات مرتبطة بالبيئة المتهم الأول في انتشار هذه السرطانات، و من خلال الكثير من الشواهد و الافادات و كلها تشير الى إشتباه بأن هناك من قاموا بالتخلص من بعض المخلفات الخطرة والتي تعرف بالنفايات المسرطنة لاحتوائها على مواد مشعة تم دفنها في مناطق متفرقة من البلاد وفي فترات سابقة منذ الفترة المايوية حيث انتشرت اخبار قيام بعض الجهات بدفن نفايات في صحارى بيوضة والعتمور في الشمالية وفي غرب البلاد بطريقة سطحية ولعل أخطر تلك الافادات . دفن النفايات أصبح بزينس (الملينيوم) كالمتاجرة بالبشر وسرقة الآثار وتجارة المخدرات . @ تتداول الوسائط هذه الأيام مقاطع صوتية لصحفي بجريدة الانتباهة و معه تيم قاموا بزيارة لمنطقة وادي بشارة بنهر النيل و هنالك وجدوا العجب ، مقبرة لنفايات مشعة بشهادة الوكالة الذرية للطاقة التي فحصت العينة . قيام شركة ألمانية عام 1984 بدفن تلك النفايات وهنالك مستندات ووثائق قدمها أحد المحامين حول المناطق التي تم فيها الدفن بالإضافة إلى اسماء متورطين و خرط و الأهم من ذلك إعتراف السفارة الالمانية بان ذات الشركة قامت بدفن عناصر مشعة في دولة زائير وجراء التصعيد الشعبي هناك أجبرت السلطات الألمانية الشركة المتورطة بتشييد 18 مستشفي في زائير . ترى سفارة المانيا ضرورة التصعيد الشعبي و الاعلامي حتي تجبر الشركة المتهمة بالمساهمة الفاعلة في درء آثار المرض و هذا حق أصيل و لكن لماذا لم تجد هذه القضية الحظ الكاف من التناول الإعلامي حتى نأخذ حقوقنا من هذه الشركة مثلما فعلت زائير؟ @ علي صعيد انتشار السرطانات في الولايات الشمالية بسبب دفن النفايات المسرطنة هنالك إفادة في غاية الأهمية من البروف كمال حمد مدير مستشفى الذرة بأن (أي أنساني يتوفى في الشمالية ما لم يكن بحادث حركة أو ذبحة فإن الوفاة حتماً ، ستكون بالسرطان ). هذه شهادة إختصاصي دامغة ومن أبناء المنطقة لا تحتاج لتوضيح . انتشار السرطانات في الجزيرة مرتبط بالمبيدات المستخدمة في مشروع الجزيرة التي ربما أصبحت مكوناُ أساسياً للتربة وانتقلت للنبات والحيوان علاوة على تاثير مقبرة النفايات بالحصاحيصا والتي دفنت فيها حوالي 500 طن من المبيدات الفاسدة بطريقة عشوائية كانت نتيجتها انتشار كثيف للمرض لدرجة أن نسبة الوفاة بالسرطان وصلت الي 80% . انتشار السرطان في السودان يتطلب تجاوب و إهتمام جاد من الحكومة و اعلان حالة الطوارئ و مناشدة المجتمع الدولي للعون حتي لا نصبح ذات يوم ولا نجد مواطنين في الشمالية و في الجزيرة . السرطان مرض لا يفرق بين مسلم و كافر ولا بين مؤتمر وطني أو حركة شعبية ، كلنا عرضة للإصابة بهذا المرض ولكن متي يصحي بريش ؟. @ يا أيلا .. حكومة الامل والتحدي.. العصر فاجتنبوها ! الجريدة