دخلت الاوضاع السياسية في السودان اليوم مرحلة جديدة وحقبة تتميز باتهامات دولية من الوزن الثقيل وجديدة تماما علي تاريخ الصراع علي السلطة والحرب الاهلية الوحيدة التي استمرت عقود طويلة وانتهت بتقسيم قسري ومتعجل للسودان وانفصال جنوبه عن شماله والحرب الاخري الجارية في دارفور واجزاء من كردفان وذلك بعد ان تناقلت وكالات الانباء العالمية منذ الساعات الاولي من صباح امس الخميس اخبار التقرير المصور المصحوب بشهادات بعض خبراء هذا النوع من الحروب المحرمة بموجب القوانين الدولية والانسانية الذي صدر عن منظمة امنستي انترناشونال الذي اتهمت فيه الحكومة السودانية باستخدام الاسلحة الكيمائية في الصراع الدائر في اقليم دارفور منذ يناير 2015. وكاننا لارحنا ولاجينا فقد ذهبت كل المعالجات والمؤتمرات وحملات العلاقات العامة ومحاولات التجميل السياسي لايجاد حل لقضية دارفور ادراج الرياح وهاهو فصل جديد في قضية دارفور يبدأ بهذا الفصل الجديد من الاتهامات الخطيرة و الفوق العادة. جاء في الموقع الرسمي لمنظمة امنستي انترناشونال ان ادلة قد تجمعت حول هذا الموضوع بعد استخدام صور للاقمار الصناعية الي جانب 200 تحقيق ميداني مع الناجين اضافة الي قيام الخبراء المختصين بتحليل عشرات الصور المروعة التي توضح بعض الاطفال "الرضع" المصابين حسب ما جاء في افادات تيرانا حسن مديرة برنامج الاستجابة للازمات في منظمة العفو الدولية وشهادتها في هذا الصدد: "من الصعب التعبير بالكلمات عن حجم هذه الهجمات ووحشيتها. إن الصور وأشرطة الفيديو التي شهدناها في سياق بحثنا مروعة حقاً ففي أحد الأشرطة طفل صغير يصرخ من الألم قبل أن يموت ويظهر العديد من الصور الأطفال الصغار وقد غطت أجسادهم الجروح والبثور. كان بعضهم غير قادر على التنفس ويتقيأ دماً." ووجهت السيدة تيرانا في هذا الصدد اتهاما مباشرا للحكومة السودانية باستخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين في منطقة جبل مرة وقالت ان مابين 200 الي 250 شخص في منطقة جبل مرة لقوا حتفهم لهذا السبب كما اتهمت المنظمة المجتمع الدولي ومنظماته بالتوقف عن مراقبة الاوضاع في اقليم دارفور الذي يعيش تحت اوضاع وتدابير حربية غير طبيعية بسبب الحرب الدائرة بين حكومة الخرطوم والمليشيات المسلحة المعارضة للنظام. واستطلعت شبكة الصحافة السودانية احد القيادات السودانية المعارضة في كندا حول تقرير المنظمة الدولية واحتمالات الموقف علي ضوء هذه التطورات وذهب الي نفس ماذهبت اليه المشرفة علي الاستجابة للازمات في المنظمة وقال: " باحتمال استغلال الحكومة السودانية انشغال العالم في مناطق الصراعات والحروب الاهلية الجارية في بعض اجزاء اقليم الشرق الاوسط باستخدام اسلحة غير تقليدية لاجبار مقاتلي الحركات المسلحة المتحصنين بالجبال والمغارات في منطقة جبل مرة من الذين يصعب الوصول اليهم عبر وسائل الحرب التقليدية من مدرعات واليات او هجمات جوية تستخدم فيها قنابل دخانية مسيلة للدموع لاستدراجهم لفضاء يمكن الطرف الحكومي من التعامل معهم. " يتلاحظ من خلال الافادات والادلة التي اوردتها منظمة امنستي انترنشاونال في هذا الصدد استعانتها بخبراء مهنيين ومختصين في مجال الحرب الكيميائية بصورة تستبعد شبهة الانحياز او وجود اجندة او دوافع اخري من خلال الادلاء بشهادتهم التي اكدوا فيها حقيقة استخدام تلك الاسلحة المحرمة دوليا في الهجمات علي المدنيين هناك وعملت المنظمة علي سد اي ثغرة توحي باختلاق تلك المعلومات او فبركتها وذلك حتي اشعار اخر يستمع فيه الناس الي افادات من الحكومة السودانية التي لم يصدر عنها اي رد فعل علي اي مستوي حول تلك الاتهامات . القوي السياسية السودانية والحركات السياسية والمسلحة في اقليم دارفور لم يصدر عنها اي رد فعل حول هذا التطور وتقرير منظمة امنستي الدولية حتي لحظة كتابة هذا المقال. Chemical-weapon attacks in Darfur sudandailypress.net