قالت ألين مارغريت لوي الممثلة الخاصة للأمين العام في جنوب السودان إن البلاد تواجه خطر الوقوع في هاوية الحرب الأهلية، في ظل الوضع الأمني الهش وتدهور الاقتصاد. وفي إفادتها لأعضاء مجلس الأمن الدولي تحدثت مارغريت لوي عن آخر التطورات والحوادث الأمنية في أنحاء جنوب السودان. وقالت "إن تدهور الاقتصاد، والصراع الذي يتزايد في تشعبه، وما يصحب ذلك عادة من النزعات العرقية، كل ذلك وضع (جنوب السودان) على ما يحتمل أن يكون منزلقا باتجاه مزيد من الانقسام ومخاطر اندلاع حرب أهلية كاملة قد تجعل من التلاحم الوطني أمرا شبه مستحيل. يتعين فعل المزيد من قبل الحكومة الانتقالية لوضع حد لهذه الحوادث الأمنية التي تسهم في بيئة العنف وانعدام الاستقرار، وتؤدي إلى التشرد وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل." وشددت رئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان على ضرورة إسكات الأسلحة كيلا تتفاقم معاناة شعب جنوب السودان. كما أكدت أهمية بذل مزيد من الجهود للتصدي للصراعات المحلية المتزايدة، والخطاب العرقي المتعصب، والتحريض على العنف. وقالت إن ذلك يتطلب انخراط القادة المحليين والدينيين وممثلي المجتمع المدني، مضيفة أن بعثة الأممالمتحدة تقوم بدعم وتيسير أنشطة بناء الدولة. "سأكون مقصرة إذا لم أذكر أن الوضع الإنساني الصعب، الناجم عن الأوضاع الأمنية وتدهور الاقتصاد، يسوء يوما بعد يوم. ما يقدر بأربعة ملايين وثمانمئة ألف شخص يعانون الآن من انعدام حاد في الأمن الغذائي…إن زملاءنا العاملين في المجال الإنساني يفعلون أقصى ما يمكنهم للوصول إلى المحتاجين، ولكنهم يواجهون عقبات تتعلق بالحركة والإجراءات الروتينية والأنشطة الإجرامية." وفيما تستعد مارغريت لوي للانتهاء من ولايتها في نهاية الشهر الحالي بعد ترأسها لبعثة الأممالمتحدة لمدة عامين، قالت الممثلة الخاصة إن الفرق بين نجاح وفشل اتفاق السلام ينجم عن التزام الأطراف بالسعي إلى تطبيق الاتفاق بشكل جامع وشامل بدعم قوي من الشركاء الإقليميين والدوليين. وحثت ألين مارغريت لوي جميع الأطراف، وخاصة قادة جنوب السودان، على عدم إغفال الهدف النهائي المتمثل في تحقيق مستقبل سلمي ومزدهر لشعب جنوب السودان.