نيويورك -(الأممالمتحدة)-»القدس العربي»: غادر وفد من مجلس الأمن الدولي مكون من جميع الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، إلى جنوب السودان الجمعة في أعقاب، تجديد المجلس لولاية بعثة الأممالمتحدة في البلاد، حيث شدد على الحاجة الملحة لمهام البعثة المتعلقة بحماية المدنيين، وضرورة تعزيز التعاون مع الحكومة الانتقالية. ومن المتوقع أن يعقد الوفد، الذي يرأسه الممثلان الدائمان لبعثتي السنغال والولايات المتحدة، اجتماعات مع الرئيس سلفا كير وأعضاء الحكومة الانتقالية، وذلك بهدف تعزيز مختلف الرسائل الواردة في عدد من القرارات التي أصدرها المجلس حول جنوب السودان. كما يعتزم الوفد أيضا مناقشة سبل مواصلة بعثة الأممالمتحدة العمل مع الحكومة لتحسين الوضع الأمني والإنساني في جنوب السودان، بما في ذلك قوة الحماية الإقليمية، وهي عنصر رئيسي في ولاية البعثة الجديدة. وسيقوم الوفد بزيارة مواقع حماية المدنيين، في جوبا ومنطقة حماية مجاورة لقاعدة البعثة في واو، حيث سيلتقي مع النازحين داخليا ويطلّع على الأوضاع الإنسانية والأمنية السائدة. ويلتقي أعضاء الوفد أيضا مع منظمات المجتمع المدني وقادة المجتمع المحلي ومجموعات النساء والشباب للاستماع إلى وجهات نظرهم مباشرة حول الوضع الأمني واحتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها، وأثر الصراع على المجتمعات. وكان المجلس أعرب في قراره الأخير عن بالغ القلق إزاء الوضع الأمني واستمرار أعمال العنف في البلاد، فضلا عن العواقب الإنسانية الوخيمة. كما أبدى قلقا بالغا إزاء التقارير التي تفيد بارتكاب العنف القائم على نوع الجنس على نطاق واسع، والصدامات العرقية، وهو ما يعتزم طرحه خلال هذه الزيارة على جميع الأطراف، وحثها على الالتزام بوقف فوري للقتال في جميع أنحاء البلاد. وينظر إلى الزيارة أيضا كتأكيد على دعم المجلس الكامل لبعثة الأممالمتحدة، وكذلك التزام الدول الأعضاء برؤية نهاية للعنف في جنوب السودان، والعودة إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام، حتى تبدأ البلاد مرحلة التعافي من سنوات من الصراع، والتخفيف من معاناة الشعب. وأبرزت ممثلة الأمين العام الخاصة لجنوب السودان ورئيسة البعثة، إيلين مارغريت لوي أهمية هذه الزيارة قائلة إن زيارة مجلس الأمن هي «فرصة يطلع خلالها بشكل مباشر، على بعض التحديات التي تواجه شعب جنوب السودان – وخاصة أولئك الذين يلتمسون الحماية في المواقع المدنية للبعثة – والتفاعل أيضا مع عامة شعب جنوب السودان والمجتمع المدني والمجموعات النسائية، وغيرهم، والاطلاع على صورة من حياتهم اليومية، والوضع الأمني، وحقوق الإنسان، وغيرها من التحديات التي تواجههم بشكل يومي». وأضافت إنها تأمل أن يكون هناك مناقشة بناءة بين مجلس الأمن وحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية قائلة «نحن نأمل أيضا في أن تشكل الزيارة فرصة للمجلس يستمع فيها من الحكومة ذاتها عن أي تحديات أو مخاوف تشعر أنها تواجهها في توفير الدعم اللازم، وذلك في ما يتعلق بتنفيذ ولاية بعثتنا الجديدة، ولكن الأهم من ذلك، تنفيذ اتفاق السلام». وأعربت لوي عن أملها في أن توفر الزيارة دفعة لإجراء مناقشات صريحة حول الكيفية التي يمكن للحكومة والأممالمتحدة العمل معا لصالح شعب جنوب السودان. وقالت إن الزيارة تتزامن مع تقديم الأمين العام التقرير الأول عن التقدم المحرز في تنفيذ الولاية الجديدة. «وآمل في أن يكون المجلس مهتما بالاستماع لنا وللحكومة – حول التقدم الذي أحرزناه خلال مناقشاتنا، على وجه الخصوص، نشر قوة الحماية الإقليمية لجوبا. ولكن بغض النظر عن التوقيت، فأي زيارة لمجلس الأمن هي حدث هام، لأنها تظهر التزام مجلس الأمن الراسخ بجلب السلام لشعب جنوب السودان، السلام الذي هم في أمس الحاجة إليه». القدس العربي