اعتذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن دعوة مركز الرئيس الامريكى السابق جيمى كارتر لحضور ورشة حول الحوار الوطنى بنيروبى . وأجملت الحركة الشعبية فى بيان أمس 9 ديسمبر أسباب اعتذارها فى تضامنها مع الدعوة للعصيان المدنى 19 ديسمبر ، ولاستمرار منع السلطة للاغاثة الانسانية و استخدام السلاح الكيميائى ضد المدنيين ، وحملة الاعتقالات ضد القادة السياسيين والناشطين . وأكدت مصادر مطلعة ل(حريات) ان عناصر فى الادارة الامريكية المنصرفة تريد استعجال نصب آلية سلمية فى السودان لقطع الطريق على الادارة الجمهورية الجديدة المعروفة بعدائها الشديد لحركات الاسلام السياسى ، وأوضحت المصادر ان هذه الدوائر المستعجلة تعبر عن المجتمع الاستخبارى الامريكى الذى يجاهد للحفاظ على النظام القائم فى السودان – مع تشذيبه بازاحة بعض الوجوه واجراء اصلاحات جزئية – وذلك لضمان استثمارهم فى حركة الاخوان المسلمين السودانية كأهم مزرعة للمخابرات الغربية طيلة الحرب الباردة ولضمان استمرار التعاون فى مكافحة الارهاب ، وهو المشروع الذى عرف ب(الهبوط الناعم) ، وعلى تواضعه اصطدم بعناد عمر البشير وعدم استعداده لتقديم أى تنازلات ، بل وامعانه فى سياساته المعتادة بتنظيم انتخاباته المزورة واجهاض الحوار برفض الاجراءات التمهيدية لخلق بيئة مواتية وبتعديل الدستور لزيادة سلطاته وتقنين مليشيا الجنجويد والالغاء العملى للحكم اللامركزى وبتشديد اجراءات القمع واستخدام السلاح الكيميائى ضد المدنيين …الخ ، لكن هذه الدوائر لا تزال تصر على مشروعها الفاشل ، وتريد وضع الادارة الجمهورية الجديدة امام الأمر الواقع بنصب آلية ما بين النظام والقوى المعارضة قبل تسلم الادارة الجديدة . وأوضحت المصادر ان لقاءات دونالد بوث المكوكية فى الخرطوم ومع القوى المعارضة ، ودعوة مركز كارتر ، والزيارة المرتقبة لثابو امبيكى للخرطوم ، تندرج فى اطار هذه الخطة . واشارت المصادر الى ان الحركة الشعبية ، رغم الضغوط الهائلة التى تتعرض لها ، نجحت حتى الآن فى افشال هذه الخطة ، فعمليا لن تقوم عملية سلام دون مشاركة القوة الرئيسية التى ترفع السلاح . (نص بيان الحركة الشعبية أدناه): الحركة الشعبية تعتذر عن حضور ورشة مركز كارتر بنيروبي وتدعو لدعم عصيان 19 ديسمبر تلقت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان دعوة من مركز الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر لحضور ورشة حول الحوار الوطني لقوى المعارضة، وكان نفس المركز قد عقد ورشة مماثلة لأحزاب الحكومة، وقد شكرت الحركة الشعبية مركز كارتر لهذه الدعوة الكريمة واعتذرت عن حضورها للأسباب الآتية:- أولاً: إستمرار إستخدام الحكومة للطعام كسلاح ورفضها السماح بفتح الممرات الإنسانية، وإستهدافها بشكل عنصري مواطني المنطقتين، وإستمرار القصف الجوي والمدفعي ضد المدنيين. ثانياً: قيادة الحركة الشعبية قد قررت وقف كل الإتصالات السياسية مع النظام، وأن تكون القضايا الإنسانية قبل السياسة. ثالثاً: ضرورة التحقيق حول تقرير منظمة العفو الدولية في إستخدام السلاح الكيميائي في دارفور ووجود مؤشرات حول إستخدامه في المنطقتين. رابعاً: إستمرار التجهيزات الحكومية لشن هجوم واسع في المنطقتين وسننزل به هزيمة ماحقة. خامساً: إعتقال القادة السياسيين والناشطين، لاسيما قادة نداء السودان وحزب المؤتمر السوداني والشيوعي والبعث وحركة الإصلاح الآن، والناشطين منهم معتقلي مركز تراكس والصحفيين والتضييق على الحريات الصحفية والإعتداءات على طلاب الجامعات والنساء والشباب وكذلك الإعتداءات التي تمت على الصيادلة والأطباء والمعلمين والمحاميين، وهذا المناخ ليس بمناخ للحوار. سادساً: تتضامن الحركة الشعبية مع الدعوات التي أطلقتها قوى 27 نوفمبر وتدعو جماهيرها وجماهير الجبهة الثورية ونداء السودان للعب دور في تفعيل الدعوة لعصيان 19 ديسمبر القادم، وتدعو الحركة الشعبية للإسراع بقيام مركز قيادي موحد لجميع قوى 27 نوفمبر، وأي إشارات سلبية يدفع بها البعض للتفريق بين هذه القوى ما هي الا مصيدة من مصائد المؤتمر الوطني. أخيراً، الحركة الشعبية تثمن عالياً دور حركات الشباب ومنابر التواصل الإجتماعي وتدعوهم للعمل مع جميع القوى الحية والتعلم من بعضنا بعضا، وأن نتعلم من شعبنا أولاً، وإن معركتنا ستكون طويلة وشاقة مع هذا النظام وتحتاج لرص الصفوف لإصطفاف وطني عريض، وستلعب قوى نداء السودان دورها المنوط بها في النداء المقدس من أجل أن يحرر شعبنا نفسه من طغمة الإنقاذ. مبارك أردول المتحدث باسم ملف السلام الحركة الشعبية لتحرير السودان التاسع من ديسمبر 2016م .