* عام جديد حل علي السودان ولكن يغير جديد، فقد سبقنه سبعة وعشرون عاماً، وفي كل كان أهل السودان يرذلون…!!! * ففي نهاية ميزانية كل عام وقبل ظهور الميزانية الجديدة تفرض ضرائب جديدة، لا لسد العجز في الميزانية الجديدة انما لانقاذ القديمة التي تترنح، بسبب الترضيات وشراء الذمم والفصائل المسلحة، التي تحارب النظام طمعآ في كيكة السلطة، التي تمخضت عنها مخرجات الخوار…!!! * وقد قدم من قبل العديد من وزراء المالية ميزانيات لفظت أنفاسها قبل ان تبدأ، ليتم انقاذها في غرفة العناية المكثفة بدربات رفع الدعم في أول شهر من بدايتها…!!! * ورغم أن نظريات الاقتصاد البدائية تمنع أي فرض لضرائب خلال السنة المالية، الا أن النظام الحاكم الذي لا يعترف بأي من نظريات الاقتصاد، يفعل ما يحلو له، والنظام الحاكم في أول سنين عمره لم يقدم أي ميزانية، ولم يتعب نفسه باعدادها، ولكنه في الآونة الأخيرة درج علي تقديم ميزانيات، لا يحترمها، رغم اجباره مجلسه المسير اجازتها، وبعدها يقوم بفرض ضرائب جديدة، بعد اجازتها، وهذا الاجراء، ما هو الا اعلان لسقوطها، ولم تنقض شهورها الأولي بعد…!!! * عام جديد حل علينا وقد تم أستقبال سارقي أموال الشعب بالفرح الغامر الذي عبروا عنه بالتهليل..الله أكبر.. وكبرت كلمة تخرج من أفواههم…!!! * في عام قبل أن يبدأ تحدي فرعون النظام شعبه بالخروج الي الشارع، وان فعل فسيسومنه سوء العذاب…!!! * هذه كانت بشارة الفرعون للأمة، كيف لا وقد جاء الي السلطة بالبندقية، ففي مفهومه أن البندقية هي أداة الحسم والردع، وأن القلم لا يستطيع مقارعتها…!!! * فالعام الجديد ينبئ بصراع غير متكافئ، صراع بين البندقية والقلم، هذا المفهوم في نظر الفراعنة فقط، ولكن التاريخ يقول غير ذلك، فالمولي عز وجل جعل للقلم مكانآ عليا، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم.فالبندقية اداة قمع والقلم أداة علم…!!! * ان غاب القلم سادت البندقية، وسيادة البندقية تعني فشل السياسة، وفشل السياسة يعني الحرب بأي شكل من أشكالها، عالمية، اقليمية أو أهلية، ولكم عاني السودان من الحروب الأهلية بسبب فشل السياسة…!!! * فالقلم والبندقية لا يلتقيان، فهما يسيران في خطين متوازيين، كما انها (البندقية)لا تلتقي لا مع السياسة ولا مع الحرية، علي عكس القلم الذي لا تكتمل السياسة والحرية بدونه…!!! * بفعل البندقية أختفت كل وسائل وركائز الاقتصاد، وساد الفساد، وعمت الأمية، وتفتت الأمة، واختفت التنمية، فالبندقية عدو الاقتصاد والتنمية، وراع للفساد ومرعآ خبيثآ لانحلال الأخلاق…!!! * يهل علينا العام الجديد والسكة الحديد قد بلغ عمرها المائة وعشرين عامآ كأول مؤسسة هندسية تدخل السودان، ويأتي العام الجديد ومحطة الخرطوم قد بلغت المائة وسبعة عشره عامآ، وكان أول قطار دخل محطة الخرطوم في الأول من يناير عام 1900من القرن الماضي، ماذا فعل النظام بمحطة الخرطوم اليوم، وهي أكبر محطة توزيع في السودان ان لم أقل في أفريقيا، جاؤا بخبراء عالميين في هندسة السكة الحديد، وطلبوا منهم دراسة مكان آخر لمحطة الخرطوم، بحجة أنها وسط البلد..!!في حين أن كل محطات السكك الحديدية في كل مدن العالم في وسط المدينة، ومطاراتها خارجها، عدي الخرطوم التي يتوسطها المطار، الذي لم نسمع أحدآ يتحدث عنه وعن توسطه المدينة…!!! * في تقرير الخبراء جاء أن موقع محطة الخرطوم أنسب موقع لمحطة السكة الحديد، فمن هذا الموقع يمكن توجيه القطارات في جميع الاتجاهات وهذا الموقع لا تستمتع به في كل أوروبا سوي عشرة مدن فقط…!!! * ولعل الذي زار مدنآ أوروبية كلندن أو موسكو علي سبيل المثال لا الحصر لعرف سر تعدد محطات السكة الحديد فيها…!!! * المؤتمر الاسلامي عقد مؤتمرآ بالخرطوم بخصوص انشاء خط حديدي يربط داكار ببورسودان، أي ربط غرب أفريقيا بشرقها، كم من الدول كانت ستعتمد علي السودان كممر لصادراتها ووارداتها؟، وكم من الوظائف سيوفرها هذا الخط ؟وكم من الأسر كانت ستبيع منتجاتها علي طول هذا الخط؟علمآ بأن السودان المستفيد الأكبر من هذا الخط، لأن حوالي ثلثيه يمر عبر السودان…!!! * وطلب البشير من رئاسة المؤتمر ان يكون السودان المقر الرئسي للمشروع وقبلت رئاسة المؤتمر، ولكن شيئآ غريبآ ظهر بعد ذلك، وقد لاحظت عمليات هدم في خطوط محطة الخرطوم وعمليات ازاله لبنايات السكة الحديد، وبيع لأراضيها وازالة منازلها، وكان سوء الختام ان تحولت محطة السكة الحديد بعد أن كانت توزع القطارات والبضائع شمالآ وجنوبآ وشرقآ وغربا، أخذت توزع الحافلات الي الصحافة والشقلة والحاج يوسف من ياتري يخطط لهذا البلد…!؟ * ان وجود القصر الجمهوري في بداية شارع القصر ووجود محطة السكة الحديد في نهايته يحمل مغزآ عظيمآ ودمار السكة الحديد انما هو دمار للسودان وخيانة عظمي لمن أشار اليه وخيانة عظمي لمن وافق عليه وخيانة عظمي لمن سكت علي ذلك. ومثل أولئك كمثل الاعرابي الذي نذر علي نفسه ان شفي من مرضه أن يبيع ناقته بدرهم، وكان أن شفي وعليه الايفاء بالنذر، ولكن هان عليه أن يبيع ناقته بذلك الثمن البخس، وكانت له قطة وفقرر الحاقها بالناقة وحدد لها سعرآ بالف دينار والناقة بدرهم، شريطة شراء الناقه والقطة معآ، ليت من فعل ذلك بالسكة الحديد حذا حذو ذلك الاعرابي، لكن فسادهم أعماهم، فبيعت أراضي السكة الحديد وبقيت وحدها دون خطوط توزيع، فقبل أكثر من ستين عامآ كانت محطة الخرطوم توجه واحد وعشرين قطارآ في اليوم الي بورسودان وتستقبل ذات العدد منها، هذا بالاضافة الي القطارات التي توجهها الي الجنوب والغرب والشمال، والآن اذا عرض النظام السكة الحديد بدرهم هل ياتري سيجد مشتريآ…!!!؟ * وما حدث للسكة الحديد حدث أيضآ للخطوط البحرية والنيلية والطيران، ولا أعتقد أن هذا التخريب حدث عن جهل، بل هو مخطط، فدمار أي بلد يبدأ بقطع أوصالها، وهذا لا يتأتي الا بشلل وسائل نقلها، وشلل وسائل النقل يضعف التواصل بين أجزاء الوطن الواحد، وتنعدم بذلك العلاقة الاقتصادية بين اطراف الوطن الواحد، فالدين يمثل الرابطة الروحية اما التواصل فتمثله الرابطة الاقتصادية، وقد كانت في الماضي علاقات اقتصادية واسعة بين التجار في العاصمة الاقتصادية والتجار في الشمال والشرق والغرب والجنوب، وفي معظمها كان الدين هو المنظم لهذه العلاقات، واليوم بعد أن انقطعت هذه العلاقات بسبب انقطاع التواصل، سادت الدعوات الانفصالية والجهوية، رغم أن سكان السودان اليوم في غالبيتهم العظمى يدينون بالاسلام، ورغم ذلك يقتلون بعضهم البعض…!!!؟ * لن يحل قضايا السودان حوار طرشان كالذي يحدث الآن بما يسمي بالحوار، فهو ليس حوار، انما خوار، فالسودان يحتاج من يبنيه، والبشير وبطانته، ليسوا رجال بناء، وبعد ثمانية وعشرين عامآ، وهي مدة كافية لبناء وطن جديد ناهيك عن بلد يذخر بالموارد الطبيعية، والأراضي الزراعية التي بزراعتها استطاع البشير ان يصلح حالته المادية، بل وحالة عشيرته الفقراء، حسب ما جاء علي لسانه…!!! * ما الحل وقد هل علينا عام جديد وما هو الا تكرار لسبع وعشرين سبقنه؟ بالقلم تستنهض القوي القادرة علي المواجهة، والقادرة علي حفظ الأمن الذي اذا انفرط عقده (لاقدر الله) فان حال سوريا واليمن وليبيا سيكون رحمة مقارنة بما سيحدث لدينا، فالسودان مليئ باللاجئين ولا استبعد أن من بينهم منظمين، وتواجدهم بالسودان فيه خطر علي أمنه، ثم انه ليس لديهم ما يخسرون، هذا بالاضافة الي النعرات القبلية التي استشرت وزرعت الأحقاد، هذه قضايا لن تحلها حكومة محاصصة بين الأحزاب والفصائل المسلحة وما يسمي بالمؤتمر الوطني، ولو كان فيهم خيرآ لما تركوا بلدهم يقف علي حافة الانهيار، والحل المتاح الآن يتمثل في استلام السلطة بواسطة الجيش وهو الذي يمثل كل بقاع السودان وهو منه واليه، على أن يكون هناك ميثاق بينه وشعبه تتشكل بموجبه حكومة كفاآت تبني ما دمر علي يد هذا النظام، وهذا ليس بالأمر المستحيل، ان صدقت النيات، فكم من دولة دمرتها الحرب تمامآ أعادت بناء نفسها في اقل من عقدين من الزمان، واصبحت من أقوى اقتصادات العالم…! * الفترة الانتقالية خمس سنوات كافية لأعادة بناء المشاريع الزراعية والسكة الحديد، وستأتي الينا الاستثمارات من الخارج، لأن فساد النظام كان العقبة الكؤود امام الاستثمار…! * بعد السنوات الخمس تجري انتخابات عامه وعلى أساس جديد، ليس فيها طائفية ولا تعصب ديني ولا خداع باسم الدين كما يحدث منذ ثمانية وعشرين عامآ، والدين هو المنظم للحياة والبحث اليوم جاري للحياة والدين لن يكون له الأثر المطلوب ما لم تكن هناك حياة…!!! [email protected]