محمد عبدالماجد (1) قلة الحيلة علمتنا أن نتقبل خطأ (هندسي) يحدث في شبكة توصيل المياه. ويمكن أن نتقبل إضافة مواد غير صحية الى المياه، بل يمكن أن نتقبل اختلاط مياه الشرب بمياه التصريف الصحي. يمكن أن نتعايش مع الأخطاء الطبية في حدود إحداث (الفشل الكلوي) او بتر أحد الأطراف. ونتقبل في رضاء تام انتشار (السرطانات) وسوء التعامل معها نتاج ضعف في مكافحتها وفي علاجها. كل هذه الأشياء نسلِّم بها ونتقبلها بقناعات تامة. (2) ما لا نتقبله ولا نرضى به أن تصل الأخطاء الطبية لأغلى ما يملك الإنسان لتبدل نور حياته الى حلكة من الظلام. لا نتقبل أن تحدث أخطاء طبيبة تؤدي الى أن يفقد الإنسان (بصره) بسبب الإهمال او بسبب عدم التعقيم او سوء التخزين في الدواء او لأسباب ترجع للمحاقن التي تحتاج الى تعقيم عند الاستعمال. أياً كانت الأسباب. الراجح حسب تصريحات (طبيبة) أن المادة التي استخدمت لحقن العيون هي مادة (الافاستانين) ، التي تستخدم لشفط المياه من العين ، مرجحةً فساد المادة وعدم صلاحيتها. بعد فساد فسائل النخيل.. ها نحن الآن أمام فساد مادة (الافاستانين). كل هذه الأسباب تتحمل مستشفى مكة للعيون او يمكن أن نقول بعد هذه الأخطاء مستشفى مكة (للعمى) مسؤوليتها. (3) وزير الصحة بولاية الخرطوم د. مأمون حميدة، أعلن الخميس الماضي ، التزام مجلس إدارة مستشفى مكة للعيون بتحمل تعويضات المرضى المتضررين البالغ عددهم 45 مريضاً، مؤكداً أن القطع بإصابة المرضى ب(العمى) يحتاج إلى ثلاثة أيام للتأكد منه. هل يمكن تعويض (نور العيون)؟. التعويضات المادية والتعاملات (البنكية) أمام هذه الخسائر لا تُجدي. هؤلاء المرضى لم يفقدوا نخيلهم .. ولم يفقدوا أراضيهم..ولم يفقدوا أبقارهم او جولاتهم الخلوية. هؤلاء الذين يتحدث عنهم وزير الصحة وتلتزم مستشفى مكة بتعويضهم قد يكونوا فقدوا نور بصرهم وأصبحوا عُمياً بسبب هذه الأخطاء. نحن أمام إتلاف (90) عيناً. حميدة قال إن المصابين أغلبهم مصابين بالسكري وتم إعطائهم حقنة (أفاستين) والآخرين حقنتين وتعرضوا لآلام شديدة عقب إجرائهم للعملية..هذا التصريح يلمح فيه أن الإصابة بالسكري كأنها هي السبب فيما أصاب أولئك المرضى. إن كان المصابون مرضى بالسكري فإن ذلك يستوجب عقاباً أكبر، لأن مرضى السكري يحتاجون الى معاملات (طبية) خاصة عند إجراء عمليات لهم. وزير الصحة وهو مختص في مجاله قال في تصريحات صحافية : (نحن لا نجزم بتعرضهم للعمى إلا بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام وإنما حصل لهم تدهور شديد في العين). على أولئك المرضى أن ينتظروا ثلاثة أيام ليعرفوا إن كانوا قد أصيبوا بالعمى أم لا؟. كأننا نترك الأمر للظروف .. لتحكم بما تشاء على تلك الأخطاء الطبية. الوزير أشار الى احتمالية إصابتهم بعدوى داخل العملية او نتيجة لسوء التخزين. مأمون حميدة بعد كل هذه الأحداث وتضرر (45) مريضاً من أخطاء طبية يحدثنا عن (الاحتمالية). ماذا ترك مأمون حميدة للأحزاب المعارضة بعد هذا التصريح؟. إنه تصريح لا يخرج من الحركات المسلحة. (4) هذا العمود لا علاقة له بفسائل النخيل التي أُحرقت في الشمالية. (نقلاً عن الانتباهة).