* وسائل التواصل الإجتماعي هي صحافة اليوم التي لا غنى عنها.. وحينما يحذر مجلس الصحافة من التعامل معها في الأخبار؛ فهو يمارس دور من يحرث البحر؛ إذ لا أحد يلتفت لمثل هذا الهراء إلَّا ساخراً أو مستغرباً.. فالصحافة الورقية الموجهة رغم أنف المجلس؛ ما عادت سُمعتها تعزز رواجها.. والتنظيم الحاكم ببراثنه الأمنية الناهشة في عظم المهنة؛ هو الذي يتمنى أن تعدم الصحف (طفاي النار) الآن قبل الغد؛ لولا أن غالبية كائناتها تسبِّح بحمد السلطان وطفيلياته التي تحرس المطابع..! * المجلس يحذر من نشر معلومات وأخبار وسائل التواصل الاجتماعي لأنها فاقدة للمصداقية وتفتقد للمعايير الصحفية..! هكذا جاءني الخبر عبر (الواتساب)! * أما كونها فاقدة للمصداقية فهذا تعميم مُخِل يدل على تحامل صريح.. وأما افتقادها للمعايير الصحفية فهذه ما عادت حجة تقنع (ديك)؛ لأن المعيار المحترم هو الحقيقة فحسب؛ وبأي أسلوب مبين..! * نحن لا نرغم مجلس الصحافة أو إتحاد الصحفيين للتخلي عن نمط تفكير السلطة (المليشاوي) فالسلطة ولي نعمة هؤلاء وظلهم الظليل. * لنسألهم: كم خبر (صحيح) يُمنع نشره من الصحافة الورقية بأوامر الأمن أو بهواجس رؤساء التحرير فقط؛ أي من غير تعليمات؟! * وكم حوار أو تقرير أو تحقيق (مهني) تعصف به أيدي خدَّام النظام المرتجفين في ليل الجرائد؟ُ! * مجلس الصحافة (شبيه إتحاد الصحفيين) ظل مثل الشيطان الأخرس إزاء أوضاع المهنة المُهددة بأفعال الدولة الأمنية لا غير؛ وليس بوسائل التواصل الاجتماعي التي ربطت الناس بالأحداث؛ وكان لها السبق في كثيرها..! * على سبيل المثال لا الحصر؛ نجد أخطر الأخبار المتعلقة بمجرمي الحرب في السودان وكافة أشكال الإنتهاكات والفساد تصل للمتلقي بوسائل الإعلام الحديثة؛ لا الورق..! * حين يصدر مجلس الصحافة (الورقي) تصريحاً يحدد فيه وسائل التواصل الاجتماعي كمهدد رئيسي لمهنة الصحافة؛ وليس من ضمن المهددات؛ فهذا يبرهن على خفة ساذجة ويؤكد فشل المجلس وتوأمه المشوّه إتحاد الصحفيين؛ أكثر مما يؤكد سوء مواقع الانترنت..! باعتبار الإثنين جزء من أزمة الصحافة في العهد الشمولي..! أضف لذلك؛ فإن التصريح يقوِّي الشعور بالخيبة؛ المتوفر أصلاً تجاه هذا المجلس.. فحديثه يجدِّف بعيداً عن النكبة المُسببَة للصحافة؛ وهي لا تنفصل عن مجموع نكبات وكوارث الوطن الذي تديره عصابة ظلامية مستبدة. * بالنظر لحال الصحافة السودانية المتدهور؛ لا سند وجيه يتكيء عليه المجلس في تحميل الإعلام الجديد ما لا يحتمل إزاء نكسات الصحف؛ فالمشكلة أكبر في تعقيداتها المتصلة بأطراف عدة.. ولا يزيد تصريح المجلس عن ما نسميه (عدم الموضوع) أو قلة الحيلة؛ بالنظر ل(فيل) القضايا الماسَّة لكيان وهيبة الصحافة.. وكأن المجلس أراد أن يذكرنا بقولٍ شائع يُنسب لبعض السالفين؛ كما يُنسب للسيد المسيح بهذه الصيغة: (يرى القشة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه)..! خروج: * العالم مقبل للاحتفال بيوم حرية الصحافة (3 مايو).. اليوم الذي ينبغي فيه لجماعة مجلس الصحافة واتحاد الصحفيين السودانيين؛ أن يطأطئوا رؤوسهم تحت عرش الطغيان..! أعوذ بالله الجريدة الصفحة المحظورة.