مع وصول ارستيد نونسى الخبير المستقل عن حقوق الانسان للسودان الى البلاد ، أفرجت السلطات عن القس / حسن عبد الرحيم، والناشط المدني / عبد المنعم عبد المولى. واعتقل جهاز الأمن كل من حسن عبد الرحيم كودى تاور وعبد المنعم عبدالمولى وكوة شمال وبيتر جاسيك في ديسمبر 2015م، ووجهت لهم تهماً عديدة أهمها (التجسس) (المادة 53 من القانون الجنائي)، و(إثارة الكراهية بين الطوائف) (المادة 64). وحكمت محكمة الانقاذ بالخرطوم شمال 29 يناير 2017 على التشيكى / بيتر جاسك بتهم التجسس ونشر معلومات كاذبة واثارة الكراهية بين الطوائف وانتهاك القانون (الانسانى) السودانى وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة وبالغرامة 100 مليون جنيه . كما ادانت القس / حسن عبد الرحيم كودى ، والناشط الدارفورى عبد المنعم عبد المولى ، بتهم الاشتراك الجنائى وحكمت عليهما بالسجن 12 عاما . وتتركز القضية ضدهم فى ان بيتر جاسك قدم مبلغ 5 ألف دولار لعلاج شاب من دارفور – على عمر – بعد اصابته بجروح فى تظاهرات عام 2013 . وأصدر عمر البشير 26 فبراير 2017 قرارا بالإفراج عن بيتر جاسيك ، وذلك بعد وصول وزير خارجية جمهورية التشيك إلى السودان في نفس اليوم. وبعد نحو (17) شهرا فى الاحتجاز أطلق سراح حسن عبد الرحيم وعبد المنعم عبد المولى ، ظهر الخميس 11 مايو. وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة التضامن المسيحى العالمية ميرفن توماس (نرحب بالإفراج عن القس عبد الرحيم والسيد عبد المولى، ويسرنا أن يتمكنوا أخيرا من العودة إلى أسرهم بعد 17 شهرا من الاحتجاز. غير أن قضيتهم تبرز قلقنا البالغ إزاء سيادة القانون في السودان وتسييس نظام العدالة الجنائية من قبل أجهزة الامن التي تتابع القضية ضدهم. وما زلنا ندعو الحكومة إلى مراجعة وإصلاح صلاحيات هذه الهيئة وإنهاء استهداف الأقليات الدينية والإثنية لأسباب زائفة ). ويأتي الإفراج عن الاثنين في وقت يزيد فيه الضغط الحكومي على الأقليات الإثنية والدينية في السودان. وفي 7 مايو، هدمت آخر كنيسة متبقية في منطقة سوبا الاراضى في جنوب شرق الخرطوم. وكانت الكنيسة تنتمي إلى طائفة كنيسة المسيح السودانية، حيث عمل القس عبد الرحيم قبل اعتقاله في ديسمبر 2015. وأضاف توماس (إن هدم كنيسة سوبا الاراضى يؤكد الضغوط التي يواجهها المسيحيون في السودان. ونحث الحكومة على مراجعة أوامر الهدم الحالية لضمان امتثالها لالتزامات السودان المحلية والدولية في مجال حقوق الإنسان. كما ندعو الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى تشجيع الحكومة السودانية على حماية الحق في حرية الدين والمعتقد لجميع مواطنيها). وقال مايلز وندسور من منظمة ميدل إيست كونسرن: (تبدو تلك نتيجة منطقية لهذه الأحجية،..، لقد كان (جاسيك) هو المتهم الرئيسي في هذه القضية، وكانت الاتهامات الموجهة للآخرين تتعلق غالباً به وبالاتهامات الموجهة إليه، وبما أنه تلقى عفواً رئاسيا قبل عدة أشهر فلم يكن من المنطقي استمرارها). وخمن وندسور أن يكون العفو مدفوعاً ب (الضغوط الدولية من المجتمع الكنسي التي لعبت دوراً أساسياً، وضغوط أخرى ربما كانت محورية كذلك في هذه القضية). وأضاف (هناك حالة مهمة تتعلق بالعقوبات المفروضة على السودان من الولاياتالمتحدة. حيث يتم تقدير ما إذا كان ينبغي رفع هذه العقوبات نهائياً أو إعادة بعضها. والحقيقة الآن في السودان هي أن العقوبات تجدي. حيث يتطلعون لتطوير علاقات أفضل مع بقية المجتمع الدولى. ورأى وندسور الحدث مدعاة للاحتفاء ولكنه أيضاً سبب للنظر فيما تسبب في القضية بداية من أوضاع عديدة يواجهها المسيحيون في السودان ، مستشهداً على سبيل المثال بالأمر الصادر بهدم 27 كنيسة. ويضيف وندسور (نريد أن نرى وضعاً في السودان يُسمح للناس فيه أن يعبدوا الرب بحرية، وبالرغم من الأخبار الجيدة التي وصلتنا للتو، فهذا ليس هو الحال الآن). وترى مجموعات مراقبة الحقوق الإنسانية والدينية أن الحكومة السودانية تحاول أسلمة البلاد قسريا . وبسبب انتهاك الحكومة السودانية لحقوق المسيحيين وللحريات الدينية ، فقد تم تصنيف السودان ضمن البلدان التي تثير قلقاً خاصاً من قبل وزارة الخارجية الأمريكية منذ العام 1999، وأوصت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية بأن يظل البلد مدرجاً في تلك القائمة في تقريرها لعام 2017. ويأتي السودان في المرتبة الخامسة في قائمة البلدان الأشد اضطهادا للمسيحيين الصادرة عن منظمة (الأبواب المفتوحة) للعام 2017م. (مصادر التقرير أدناه): http://www.csw.org.uk/2017/05/11/press/3558/article.htm https://www.mnnonline.org/news/sudan-cause-for-celebration-and-prayer/ http://www.meconcern.org/2017/05/11/sudan-christians-released-from-prison/ (للمزيد أدناه): http://www.hurriyatsudan.com/?p=222564 http://www.hurriyatsudan.com/?p=222962