نشر الكاتب الأمريكي الخبير بالشؤون السودانية البروفسر إريك ريفز، في مدونته عن السودان يوم الخميس 11 مايو، تقييماً نصفياً لأداء النظام السوداني، وصولاً لمحطة مراجعة مسألة رفع العقوبات الأمريكية المتوقعة في يوليو القادم. ومثلما سقط نظام الخرطوم في التقييم الأول الذي أجراه الكاتب، فإن درجة النظام في بطاقة المتابعة الثانية كان سقوطاً بالحصول على درجة (F). وكتب ريفز تحت عنوان (الرفع الدائم للعقوبات الأمريكية على الخرطوم؟.. بطاقة المتابعة الثانية)، وكان قد أصدر بطاقته الأولى في 8 أبريل واستعرضتها (حريات) في حينها، وقد أكد فيها أن أي تقييم صادق لنظام الخرطوم سيؤكد أنه فشل في تحقيق شروط رفع العقوبات. وقام ريفز في مقاله الأخير بتقييم نصفي لدارفور، (استنادا للبندين الرئيسيين الذين وَسَمتهما إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لرفع العقوبات: التحسن في إيصال المساعدات الإنسانية، وإنهاء العنف العسكري المنظم والقصف الجوي)، مذكراً بأن الأمر التنفيذي للرئيس باراك أوباما الصادر في 13 يناير الماضي والذي قرر فيه رفع العقوبات على الخرطوم مؤقتاً، كان قد اشترط للرفع الدائم تنفيذ البندين المذكورين، على أن تعطى الخرطوم فترة ستة أشهر، تنتهي في يوليو2017م، يتم بعدها البت في أمر رفع العقوبات نهائياً أو إعادتها من جديد. وانتقد ريفز خلو البند الثاني المتعلق بإنهاء العنف العسكري المنظم من سمات مهمة لعنف الخرطوم ضد المدنيين في دارفور، قائلاً: (لكن المعيار الثاني لا يتطرق لدعم الخرطوم المستمر للمليشيات المحاربة بالوكالة عنها في دارفور، والتي صارت تتحكم في الإقليم، لتخلق ما وصف مؤخراً بدقة بأنه "دولة مليشيات". ويبدو أن الحكومة الأمريكية عازمة على التقليل من هذا الواقع العسكري المحدِّد، والذي بسبب تمثيله المشوه فقد تم التصحيح بحدة من قبل حامد نور، أحد أبرز قادة المجتمع المدني الدارفوري). استشهد ريفز في بطاقته التقييمية بما قاله حامد علي نور رئيس منبر منظمات المجتمع المدني الدارفوري من أن (إقليم السودان الغربي مسيطر عليه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من قبل المليشيات. ويستحيل على النازحين واللاجئين الرجوع لأماكنهم التي احتلها رجال المليشيات وأسرهم).. وقد وصف (حديث الحكومة وما جاء في تقرير حديث للملحق العسكري الأمريكي عن تحسن الوضع الأمني في دارفور بأنه غير دقيق وغير صحيح). وقال نور إن (حكومة الخرطوم قد نجحت لحد كبير في إحداث تغيير سكاني بالإقليم نفسه: "على طول تلك السنوات احتل رجال المليشيات وأسرهم القرى والمزارع التي خلفها الدارفوريون الفارون"،.. ، وإن تخيير الحكومة لنازحي دارفور بين العودة لقراهم الأصلية، أو أن يتم دمجهم في المجتمعات المحلية بإعادة تخطيط المعسكرات؛ أمر وهمي: "بما أن النازحين لا يمكنهم العودة، فإن سياسة نظام الخرطوم تهدف لإبعادهم نهائياً من ديارهم، وأراضيهم، وتراثهم"). وقال (إن "المليشيات الحكومية المعروفة بالجنجويد، الذين جندوا من مجموعات العرب البدو فى الإقليم واستجلبوا كذلك من دول مجاورة في العامين الماضيين، يتمتعون بحصانة كاملة"، "حيث إنهم يفعلون ما يريدون دون أية محاسبة قانونية".. "لقد أعطتهم حكومة الخرطوم سيطرة سياسية وعسكرية واقتصادية كاملة في ذات الوقت الذي تحرم فيه كل كيانات الإقليم الأخرى من حقوقها الأساسية والمشروعة". وقال نور إن أهل دارفور "سواء في ديارهم أو في معسكرات النازحين صاروا يعيشون مقهورين ويرزحون تحت إذلال هذة المليشيات بصورة يومية. ليست هناك فرصة للشكوى أو اللجوء إلى العدالة بسبب الحصانة التى تتمتع بها هذه المليشيات"،..، وإنه "يتم إجبار النازحين الذين يعودون لمناطقهم فى موسم الخريف للزراعة بدفع نصف إنتاجهم للمليشيات في المنطقة. وفي حالات أخرى، يجبر رجال المليشيات مزارعي النازحين على العمل في مزارعهم كرقيق".."هذا الوضع لا يمكنه أبداً ان يؤدي لسلام، بسبب الغياب الكامل للعدالة والمحاسبة"). وقال البروفسر ريفز إنه (ما لم يتم التطرق لهذه القضايا، فإن مراجعة العقوبات الأمريكية ستكون بلا معنى، على الأقل بالنسبة للغالبية العظمى من أولئك الذين يعانون الآن من استمرار العنف وحدة الحرمان). وجاء ريفز في مدونته بالعديد من النشرات الإخبارية التي تؤكد ممارسات النظام الإبادية على المدنيين في دارفور عامة وفي معسكرات النازحين على وجه الخصوص، متطرقاً للعنف المباشر بالقصف الجوي والقتل والاغتصاب، وغيرها من سياسات الإبادة، كما جمع في ملحق مدونته نشرات من الشهر الماضي (تفيد تزايد التهديد الملح من قبل نظام الخرطوم بإغلاق المعسكرات وتفكيكها). مؤكداً أن (العنف الذي يجعل عودة النازحين الطوعية مستحيلة قد تم توثيقه بشكل كبير). ووعد ريفز في النهاية بمواصلة إصدار "بطاقات متابعة" دورية تقيم أداء النظام في الوفاء بمعايير الحكومة الأمريكية للرفع الدائم للعقوبات الاقتصادية. ثم اختتم بالقول: (ولا تزال درجة تقييم الخرطوم هي السقوط "F".) (اضغط لقراءة مقال إريك ريفز) http://sudanreeves.org/2017/05/11/a-permanent-lifting-of-u-s-sanctions-on-khartoum-report-card-number-two/ للمزيد: http://sudanreeves.org/2017/04/16/a-permanent-lifting-of-u-s-sanctions-on-khartoum-an-interim-report-card/ http://www.hurriyatsudan.com/?p=221201