كشف البروفسير اريك ريفز – الخبير الامريكى فى الشؤون السودانية – ان مدير المخابرات الامريكية الحالى جون برينان زار الخرطوم قبل ثلاثة ايام من هجوم النظام الواسع على جنوب كردفان يونيو 2011 الذى كانت تنهض شواهد قوية على اندلاعه الوشيك ليتأكد بأن ادارة أوباما ستظل تتلقى الخدمات الاستخباراتية من الخرطوم دون ان يسعى لمنع الحرب . وأورد ريفز في مقال أمس 14 مايو – ارسل منه نسخة ل( حريات ) – ان جون برينان – مستشار الرئيس أوباما فى قضايا مكافحة الارهاب ونائب مدير مجلس الامن القومى ،حينها – زار الخرطوم 2 يونيو 2011 فى لحظة مشحونة ، فقبل اسبوعين غزت الخرطوم واحتلت عسكريا أبيي ، وبعد ثلاثة أيام من زيارة برينان شنت قوات ومليشيات النظام هجوما واسع النطاق على جنوب كردفان . وكان العنف متوقعا فى جنوب كردفان منذ زمن ، حيث كشفت صور القمر الصناعى سينتينيل Sentinel عن تحضيرات عسكرية مكثفة فى جنوب كردفان أواخر شهر مايو . وتساءل ريفز : لماذا اذن كان برينان فى الخرطوم ؟ ولماذا استدعت هذه اللحظة مسؤولا امريكيا رفيع المستوى فى مكافحة الارهاب ؟ لم يكن فى منصب دبلوماسى ، وقضى معظم حياته المهنية فى الاستخبارات ، وحين تم تعيينه فى ادارة أوباما كان يشغل منصب المدير التنفيذى فى شركة استشارات أمنية ، ولا يمكن ان يحمل رسالة لا يستطيع حملها المبعوث الخاص للرئيس أوباما للسودان برينستون لايمان . التفسير المنطقى الوحيد لوجود برينان بالخرطوم فى هذه اللحظة الحرجة ، رغم تلفيق البيت الابيض ، هو ان سياسة الولاياتالمتحدةالامريكية لا تحكمها الحاجة الملحة لمنع الحرب التى كانت على وشك الاندلاع ، وانما تحكمها الهموم بشأن جمع المعلومات الاستخبارية حول مكافحة الارهاب – أى محاولة للتأكد بأن الولاياتالمتحدة ستستمر تتلقى ما ظلت تتلقاه . واضاف ريفز انه بعد ثلاثة ايام من زيارة برينان بدأت الخرطوم عملها العسكرى الواسع فى جنوب كردفان ، والذى استمر الى يومنا هذا ، مع قصف جوى مكثف للمدنيين والاهداف المدنية . وظلت المستشفيات عرضة للقصف المتكرر والمتعمد . وظل تدمير الزراعة مطمحا خاصا للخرطوم التى هدفت لتجويع الشعب لاخضاعه . وفشل المجتمع الدولى على مدى السنوات الخمس الماضية فى رفع الحصار الانسانى المفروض من الخرطوم على كل المناطق التى تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال . واضاف انه مباشرة بعد اندلاع القتال سرعان ما بدأ النظام وبصورة متوقعة فى ارتكاب جرائمه الوحشية واسعة النطاق ، والتى تم الابلاغ عنها بصورة دقيقة من قبل فريق حقوق الانسان بالأممالمتحدة ، الذى كان موجودا فى كادقلى خلال شهر يونيو 2011 . وكذلك نشر مشروع القمر الصناعى سينتينيل تقارير متعددة وادلة دامغة عن مقابر جماعية يمكن ان تسع مجتمعة عدة الاف من الجثث ، تعضد ذات الشهادات التي جمعها فريق الأممالمتحدة من علي الارض . ولكن ادارة أوباما رفضت الاعتراف بهذه الحقائق المروعة . وشكك لايمان فى مقابلة مع واشنطن بوست فى نتائج تقرير القمر الصناعى حول المقابر الجماعية ليقلل من حجم وآثار أفعال الخرطوم فى تلك الشهور . وبلغت تصريحات لايمان درجة التشويه المتعمد . ومن المفارقات ان مسؤولة رفيعة فى ادارة أوباما ، سفيرة الولاياتالمتحدة للامم المتحدة سوزان رايس ، هى التى نشرت تقرير الأممالمتحدة الذى يؤكد ما ذكره تقرير سينتينيل . ولم يكن هناك اعتراف او اعتذار من لايمان أو ادارة أوباما . وأكد ريفز ان عدم النزاهة هذا تم فى سياق الرغبة في استمرار الحصول على معلومات استخبارية من الخرطوم مشكوك في قيمتها . واورد في ذلك كلمات السيناتور روس فينجولد – عضو لجنة الاستخبارات بالكونقرس ورئيس اللجنة الفرعية حول افريقيا – 1 مايو 2009 ، حيث قال ( أرى انه من الخطير ان التقرير ( حول الارهاب العالمى من وزارة الخارجية الامريكية ) يبالغ فى تقدير مستوى التعاون فى مكافحة الارهاب فى علاقتنا مع السودان ، وهى البلد التى تصنفها الولاياتالمتحدةالامريكية كراعية للارهاب . ان تقييما اكثر دقة مهم ، ليس فقط لاجل مكافحة الارهاب بشكل فعال فى المنطقة ، ولكن ايضا كجزء من مراجعة سياستنا العامة تجاه السودان ، بما فى ذلك الضغط لمعالجة الازمة المستمرة فى دارفور وللحفاظ على السلام الهش بين الشمال والجنوب ) . ( نص المقال أدناه ) http://sudanreeves.org/2016/05/14/the-obama-administration-counter-terrorism-intelligence-and-khartoums-national-islamic-frontnational-congress-party-regime-a-retrospective-glance-may-14-2016