أول مرة في حياتي اكون ضمن احصائيات " الضحايا " ! بعد ما جاتني كوليرا! كوليرة الله والرسول دي وكنت محجوز – اسم دلع للكرنتينة – في مستشفى الاكاديمي في الصحافة! وفي تلاتة عنابر كاملة بتاعة كوليرا مزدحمة وحالات كتيرة جاية وماشه في المستشفى دا، اللي هو في قلب الخرطوم وزيارتو اسهل الف مرة من الحجج الديكارتية الافلاطونية الحايمة دي حول وجود او عدم الكوليرا في السوشيال ميديا. ما لا يقل عن اربعمية حالة انا شفتهم بي عيني دي ومعدل التردد علي المستشفى دا ليو اكتر من اسبوعين وفي مستشفيات تانية كتيرة بترفض استقبال حالات الكوليرا. وللامانة الكادر الطبي من الممرضات والممرضين لحدي المدير الطبي للمستشفى بيقومو بي عمل يستحق الاشادة والتقدير رغم ضعف البنية التحتية والامكانيات وبي صبر واجتهاد. وعناية " مدهشة " وفق المعتاد في السودان. الحاجة المحيرة شنو السبب المنطقي البيخلي انسان يفرغ نفسو لي انكار وباء خطير " جدا ؟علي فكرة ليس من راي كمن سمع ؟ بس عشان هو شخصيا ما بيعرف بي شكل شخصي واحد من الضحايا؟ حسب كلام الدكاترة انا كنت محتاج نص ساعة بس تاني عشان يجيني جفاف كامل وتتعطل اعضائي الحيوية واكون حالة وفاة. وانا في قلب الخرطوم ، فما بالك بالقرويين في الارياف في فصل الخريف البتتقطع فيهو الطرق لي شهور واسابيع! على كل حال دا بالاضافة لي الانكارات التانية لي اي عذابات سودانية لانها بتحصل لي ناس بعيدين ما نحنا وما بنعرف منهم اي زول دا دليل اضافي على سيطرة العقل الحكمداري التركي على النخب السودانية المعارضة والحاكمة بكل اطيافها لولا قليل من الاشراقات المهدوية الاستثناءات. عقلية ما نحنا دي غذاء الغولة السودانية المفضل. اسي لو ماف كوليرا والناس ساي كده بقت بتغسل يدينا بالصابون بعد استعمال الحمام، وقبل الاكل وبتاكل حاجات دافية وبتغسل الخضار والفواكه كويس وما بتاكل من الارض والاماكن المكشوفة، انت كزول عميق ومفتح ومقطع التفكير النقدي والموضوعية والحياد والخيارات النظيفة والهبوط الناعم وداير ليك مقعد برلماني او وزير دولة بوزارة سلق البيض في ولاية شمال غرب. ام طرقا عراض، انت حتخسر ايه؟ ولهذا قالو : التركي ولا المتورك. …. مشيت الاكاديمي عشان ازور صاحبي العندو كوليرا، الزارني وكت انا كان عندي كوليرا ! انا ذكرتا انو الوضع بتاع المستشفى سئ وكت انا عيان واني كنت بنوم خارج العنبر، الليلة عرفتا اني كنت محظوظ جدا والوضع كان جنة مقارنة مع الليلة. تم مضاعفة عدد السراير في العنابر، ووضع سراير في الممرات كلها، ماف سكة تمش عديل، طابق كامل بقى عنبر، والسراير نايمين فيها المرضى اتنين اتنين، وفي ناس في الارض والممرات ساخنة شديد. مع الصيف دا، في مرضى ما معاهم مرافقين للاسف، فكرتا اصور، لكن فكرت انو ماف داعي ممكن المرضى يعتبرو انتهاك خصوصية. بالاضافة لي انو المستشفى الاكاديمي قريب والناس البتشكك في وجود الكوليرا عادي حتشكك في الصور، ما مهمتنا نقنع زول ولا هدفنا نحرج الحكومة، هي عبارة عن احراج مركز في نفسها، نحنا في حالة وباء، محتاجين نسيطر عليو ، في ناس محتاجة مساعدة خاصة المرضى الما معاهم مرافقين ، مع تقديري الشديد لي جهود الكادر الطبي في المستشفى وهمتهم، وشهامتهم، لكن مستوى النضافة بتاع العنابر ضعيف للغاية، كل المرضى ديل وكل المرافقين بيستخدمو زي اربعة حمامات بتتنضف مرتين في اليوم، العنابر بتتنضف مرتين اليوم، بينما المرضى في حالة اسهال واستفراغ دايمة، دا بيعرض المرافقين والزوار لي خطر العدوى وتوسيع نطاق الوباء. المطلوب اسي في نظري متطوعين لمساعدة المرضى المن غير مرافقين، وزيادة مستوى النضافة، ومراوح او مكيفات للتبريد، العنابر ساخنة للغاية، ومزدحمة للغاية، ومطلوب حل من اي نوع لي مشكلة قلةعدد الحمامات. ومحتاجين نوفر مناديل او قفازات للتعامل مع مقابض ابواب الحمامات والحنفيات بواسطة المرافقين والزوار لانو دا مصدر مؤكد للعدوى، دا حسب ملاحظاتي انا كزول ما عندي اي علاقة بالحقل الصحي. أحمد الشريف – فيسبوك. (للمزيد أدناه) : http://www.hurriyatsudan.com/?p=224320