ما زال موضوع مقتل بن لادن يطغى على الصحف البريطاانية ليحجب بعض الضوء عن أحداث الاحتجاجات في سورية واليمن. وتناقش المقالات والتقارير أكثر من جانب متعلق بعملية القتل. في صحيفة الاندبندنت نجد مقالا يحمل العنوان أعلاه كتبه جوان هاري. يستهل الكاتب مقاله بالقول “لنعد بالفيلم عشر سنوات الى الوراء،حين كان الهواء هنا في مانهاتن ملوثا بالرماد، وكان أسامة بن لادن مبتهجا”. كان أمام الحكومة الأمريكية خياران: أن تستخدم مشرطا أو موقدا للحام. باستخدام المشرط، يقول الكاتب كان بإمكانها تعقب الأصوليين المسؤولين عن العمل الإجرامي، من خلال العمل الاستخباراتي الدؤوب، وتجفيف مواردهم بالتدريج وتقليل الدعم الذي يحظون به. باستخدام موقد اللحام تغزو بلدانا ، وتمارس القتل والتعذيب، وتزيد بذلك عدد الجهاديين الغاضبن والمستعدين للقتل. عمر بن لادن، حين انشق عن والده، قال ان والده كان بحاجة الى رئيس أمريكي مثل جورج بوش، يشن حربا، ينفق الكثير من الأموال، ويدمر بلاده، يقول الكاتب. في الأسبوع الماضي رأينا ما كان يمكن أن نفعله، لم تكن العملية مثالية، فأنا كنت أفضل لو اعتقل بن لادن وهو على قيد الحياة وقدم للمحاكمة،ولكن مع ذلك كانت العملية دقيقة، اتخذت الاحتياطات لتقليل الخسائر بين المدنيين، ولم يستخدم التعذيب. كان يجب أن يكون هذا هو الاستخدام الوحيد للعنف، ولكن بدلا من ذلك قتل ما يزيد عن مليون شخص كانوا أبرياء كضحايا 11 سبتمبر تماما. وفي صحيفة الغارديان نطالع تقريرا بتوقيع باتريك كينجسلي وسام جوونز بعنوان “هل قتل عام 2001؟ وهل هو عميل أمريكي؟ هل نفذ هجومه بهدف تبرير الغزو الأمريكي؟ يقول كاتبا التقرير إن نظريات المؤامرة ازدهرت بسبب التضارب في الرواية الأمريكية عن كيفية قتل أسامة بن لادن، وعدم نشر صور العملية. ومن بين النظريات التي يرددها البعض أن بن لادن كان عميلا أمريكيا قتل حتى لا يكشف أمره، وأن جثته جمدت لعدة سنوات، وأن الولاياتالمتحدة ادعت أنه قتل في باكستان حتى تكون لديها ذريعة لغزوها. ومن بين النظريات التي روجت أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري هو الذي قاد الأمريكيين إلى بن لادن، حتى يستحوذ المصريون على التنظيم. افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف حملت عنوان “قتل بن لادن شيء لا يؤسف عليه”. تقول الافتتاحية إن طريقة تعامل البيت الأبيض مع تفاصيل قتل أسامة بن لادن تهدد بتحويل النصر الى “كارثة علاقات عامة”، وخلق مناخ لانتشار نظريات المؤامرة. وطالب مفوض حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بالكشف عن تفاصيل وملابسات عملية القتل. وتقول الافتتتاحية ان بن لادن تزعم تنظيما جهاديا كان مسؤولا عن مقتل ثلاثة آلاف شخص في مركز التجارة العالمية، وقتل وجرح الكثيرين في أماكن أخرى. ومع أن عملية قتل بن لادن تثير أسئلة أخلاقية وقانونية، ولكن حين نأخذ جميع النقاط بعين الاعتبار فإن التوازن سيميل لصالح أوباما. وتختتم الافتتاحية بالقول: ليس مطلوبا من أوباما الاعتذار بسبب قتل أسامة بن لادن. “لا انسحاب بعد مقتل بن لادن” وفي صحيفة التايمز يكتب ديفيد كيلكولين مقالا بعنوان ” يجب أن لا ننسحب بعد موت بن لادن” يقول فيه : “إن تزامن مقتل بن لادن مع أحداث الربيع العربي يجعل تأثيره على تنظيم القاعدة سيئا”. ويضيف الكاتب أن تنظيم القاعدة يعاني حاليا من حالة يتم، بينما المواطنون العرب يرون ما يمكنهم تحقيقه دون اللجوء للعنف. ويذكر كاتب المقال بما حدث في أفغانستان بعد انسحاب السوفييت عام 1989: انهارت الدولة ووصلت طالبان الى السلطة، واستوطنت القاعدة أفغانستان، وانطلاقا من هذه النقطة يرى المؤلف أن على الولاياتالمتحدة وحلفاءها البقاء في أفغانستان حاليا. وفي صحيفة الفاينانشال تايمز تقرير أعدته هبة صالح من القاهرة بعنوان “دعوات في القاهرة لإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد”. جماعة الإخوان المسلمين حثت الحكومة على إعادة النظر في اتفاقية كاتمب ديفيد التي وقعتها مصر مهعع إسرائيل عام 1978، وعرضها على البرلمان الجديد الذي سيجري انتخابه في شهر سبتمبر/أيلول القادم. وتنسب كاتبة المقال لمحمد بديع زعيم الجماعة قوله إنه يجب “أن نرفع صوتنا لإلغاء التطبيع مع إسرائيل”. ومن ضمن مظاهر التطبيع تزويد مصر لإسرائيل بالغاز الطبيعي، وهو أمر يلقى احتجاجا لدى الكثيرين، وحاول بعض النشطاء إيقافه من خلال المحاكم أثناء حكم حسني مبارك. ويرى المراقبون أن مصر تتجه الى اتباع سياسة خارجية مستقلة، كما تقول معدة التقرير. صحيفة الغارديان الصادرة الجمعة خصصت حيزاً على صفحتها الأولى للشائعات وفرضيات المؤامرة المحيطة بظروف مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فقالت إنها تعززت بسبب عدم عرض صورة بن لادن بعد مقتله. ومن بين تلك الفرضيات أن بن لادن كان عميلاً أمريكياً وقد قتل قبل أن يفضح ذلك، وصاحب هذه الفرضية هو المسؤول الأمني الإيراني جواد جاهنغرزادة، وهناك فرضية مؤامراتية أخرى لمقدم البرامج الأمريكي، أليكس جونز، وهي أن بن لادن قتل منذ سنوات، وقامت واشنطن بتجميد جثته في برادات طوال تلك الفترة. فرضية ثالثة طرحتها صحيفة “أوساف” الباكستانية، وهي أن أمريكا ادعت قتل بن لادن قرب إسلام أباد لتبرير احتلال مستقبلي لباكستان، بينما أبرزت صحيفة الوطن السعودية فرضية رابعة قالت فيها إن الرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، كشف مكان وجود بن لادن كي يسيطر مع عناصر من مصر على التنظيم. ومن بين فرضيات المؤامرة الأخرى ما قاله أندرو نابوليتانو، مقدم البرامج في شبكة فوكس، حول قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقتل بن لادن في هذا الوقت لاستغلال ذلك بحملته الانتخابية المقبلة، بينما قالت بعض المواقع الإلكترونية إن الإعلان عن قتل بن لادن والزعيم النازي أدولف هتلر جاء بأول مايو، ضمن مؤامرة عالمية لجماعات سرية تخطط للنظام العالمي الجديد. صحيفة التلغراف من جانبها نقلت عن ناشطين حقوقيين وعن معتقلين سابقين قولهم إن القوات السورية تستخدم غرف المدارس لتنفيذ عمليات تعذيب واسعة ضد المعارضين، بما في ذلك نساء وأطفال، شملتهم عمليات التعذيب الوحشية. وقالت الصحيفة إن معلومات جمعتها منظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن بعض الذين تعرضوا للضرب المبرح على يد عناصر الشرطة السرية لم يتجاوزا من العمر 12 سنة، أما كبار السن فقد تعرضوا لتجارب أكثر قسوة، بما في ذلك الصدم الكهربائي وقلع الأظافر. وقال بعض الذين غادروا المعتقلات إن الشرطة وضعتهم في غرف صغيرة بالمدارس، وجرى نقلهم بعد ذلك إلى أقبية المدارس لتعذيبهم، وبعد الضرب الشديد المتواصل على مدار ثلاثة أيام، يجري إطلاق سراح المعتقلين لترهيب سائر المتظاهرين بآثار الضرب البادية عليهم. وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية إن أزمة المياه على صعيد نقص الكميات الموجودة والصالحة للاستخدام هو أكبر مما كانت السلطات تعتقد، وأن البلاد بحاجة لاستثمارات كبيرة لإيجاد مصادر جديدة. وبحسب الصحيفة، فإن هيئة الماء الإسرائيلية اكتشفت أن عوامل مناخية وأخرى من صنع الإنسان، مثل التمدد العمراني، تضرر كثيراً بمستويات المياه الموجودة، ما يزيد الحاجة لتحلية مياه البحر من جهة، ومعالجة مياه المجاري لاستخدامها في الزراعة.