أكد تقرير لمجلة الايكونومست ( The Economist) ان تغير المناخ سيؤثر على نهر النيل وإن على دول اثيوبيا والسودان ومصر أن تتعلم التعاون فيما بينها وإلا فان شعوبها ستعانى. وأوضح تقرير الايكونومست 3 اغسطس الجارى انه بحلول عام 2050 سيعيش حوالى مليار شخص فى بلدان حوض النيل ، مما سيضع ضغوطاً هائلة على امدادات المياه . ووفقاً لدراسة اجراها محمد صيام والفاتح الطاهر من ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) فان التغيرات المحتملة فى تدفق النهر ، الناتجة عن تغير المناخ ، قد تضيف الى الضغط ، ورغم ان التدفق السنوى يمكن ان يزيد فى المتوسط بنسبة 15% ، ويبدو ذلك امراً جيداً ، الا ان التقلبات فى ايرادات المياه ستكون بنسبة 50% ، بما يعنى انه ستكون هناك المزيد من الفيضانات والجفاف . وأضاف التقرير ان هناك عدم يقين حول التوقعات ، أقله لأن النماذج المناخية المختلفة تعطى ارقاماً مختلفة ، ولكن مع ذلك فان فكرة زيادة التقلب فى تدفق النيل تكتسب مصداقية ، الامر الذى تؤكده الاتجاهات على مدى عقود ، كما يقول الباحثان . وتعزز التذبذبات المناخية الهائلة ، المدفوعة بالتغيرات فى درجة حرارة المحيط الهادى ، والمرتبطة بتغير ايردات النيل ، اضافة الى دراسات تغير المناخ التى تتوقع ان تكون ظاهرة النينو أكثر تطرفاً ، تعزز فكرة النيل الأكثر تقلباً . وأضاف التقرير انه ستكون هناك حاجة الى مزيد من السعة التخزينية لضمان تدفق نهر النيل ، ولكن على عكس السد العالى فى مصر الذى بني مع وضع التخزين فى الاعتبار ، فان سد النهضة باثيوبيا تم تصميمه لانتاج الكهرباء ، ومن غير الواضح اذا كان لهيكل السد المرونة اللازمة لتلبية مطالب المصب فى فترات الجفاف الطويلة . ويبدو ان المحادثات بين اثيوبيا ومصر والسودان تتغاضى عن الاثار المحتملة لتغير المناخ ، حيث يتركز التفاوض على ملئ الخزان من حيث السنوات ، ولكن الدول الثلاث ستكون أفضل حالاً عند التركيز على كمية المياه المطلوبة فى المصب ، والتى ستختلف ما بين السنوات الممطرة والجافة ، كما يقول الخبراء . كما يجب وضع اعتبارات مماثلة عند تشغيل السد . وتقول دراسة اخرى من ماسوتشس (MIT) ( ليس من مكان فى العالم حيث يوجد مثل هذين السدين الكبيرين على نفس النهر ويعملان دون تنسيق وثيق). ولكن حتى الآن فان التعاون يواجه نقصاً فى المعروض . وقد أجلت الجولة الاخيرة من المحادثات . بل ان منهجية دراسات تأثير السد نفسها مثار اشتباك . وعند تشغيل السد سيتم التحكم فى تقلب النيل لحوالى 60 عاماً ، كما يقول الباحثان صيام والطاهر ، وهذا يفترض ان السد مرن بما يكفى وان تعمل البلدان معاً . ومع ذلك يجب زيادة التخزين بنحو (45%) للحفاظ على الامور ثابتة للسنوات ال(60) المقبلة . وبالتالى , فان البلدان الثلاثة لديها الوقت لبناء سدود جديدة ، ولكن ذلك سيحتاج الى تعاون اعظم . (المصدر أدناه): https://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21725802-egypt-ethiopia-and-sudan-will-have-learn-share-water-or-their-people-will