انطلقت أمس بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات المؤتمر العام للجبهة الثورية السودانية بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة . وعدد جبريل في كلمته المرفقة أهداف الاجتماع من تقييم الوضع السياسي، والعمل على إعداد المعارضة لتقلد زمام المبادرة، وتقييم أداء الجبهة الثورية لإزالة العراقيل من أمامها لتتقلد زمام المبادرة، وانتخاب رئيس جديد للجبهة، معتبراً أن (النظام باقٍ رغم إخفاقاته التي لا تحصى وجرائمه الفظيعة التي لا تغتفر بضعف المعارضة لا بقوته). ومؤكداً أنهم يرسلون (رسالة واضحة لشعبنا بأننا في المعارضة نؤمن بالديمقراطية فكراً وممارسة، ويكون هذا منهجنا لو قدر لنا الوصول إلى الحكم.) وعلمت (حريات) اليوم انه تم اليوم إنتخاب مني أركو مناوي رئيساً للجبهة الثورية في دورتها القادمة . (أدناه خطاب الدكتور جبريل إبراهيم): بسم الله الرحمن الرحيم خطاب الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الجبهة الثورية باريس في يوم الخميس 12 أكتوبر 2017م أحيي الجبهة الثورية من لدن المهدية وإلى يوم الناس هذا، وأحيي الأسر التي قدمت أكبر التضحيات، كما أحيي الأسرى والجرحى، وأسجي خالص التحية للقابضين على الزناد في الثغور وعلى النشطاء في قطاعات الشباب والطلاب المرأة والمهنيين في كل القوى السياسية، ولا أنسى النازحين واللاجئين الذين يصبرون على ما هو أمر من الصبر. أحيي الذين يتحملون عبء المقاومة في الداخل ويقدمون في ذلك ثمناً عظيماً بدمائهم وحرياتهم. ثم الشكر الجزيل للجالية السودانية بجمهورية فرنسا ولكل الذين لبوا دعوة الجبهة الثورية السودانية وتكبدوا مشاق الحضور هذا الصباح رغم المشغوليات المعروفة. وأخص بالشكر والتحية سعادة السفير ستيفاني قرونبيرق مبعوث الجمهورية الفرنسية للسودان وجنوب السودان الذي شرفنا بحضوره الأنيق، وهنا يلزمني أن أنقل إليكم تحيات واعتذار المبعوث البريطاني السفير كريس تروت لارتباط سابق، ويشرفنا المبعوث الألماني للسودان وجنوب السودان غداً بدلاً من اليوم لارتباط سابق أيضاً. التحية الخالصة لكل المنظمات الخيرية والحقوقية الذين شرفونا بحضورهم ولأجهزة الأعلام، ولكل الجهات الذين أعانونا على عقد هذا الاجتماع. كما لا يفوتني أن أذكر هنا أن أجهزة النظام القمعية كعادتها منعت الدكتورة مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة القومي من مغادرة الخرطوم للمشاركة في هذا اللقاء على رأس وفد حزبها، فالتحية لها ولحزب الأمة القومي، ولممثلهم الآن، وهنالك من يأتي إن شاء الله خلال اليوم أو بعده عن الحزب. الهدف من هذا المؤتمر هو تقييم الوضع السياسي الراهن في البلاد ومآلاته، والتفكير في كيفية إعداد المعارضة لعقد زمام المبادرة وتوجيه دفة الأحداث في البلاد، وبخاصة بعد أن قررت جل الدول الغربية غض الطرف عن جرائم النظام، وقبول التعامل مع النظام لمواجهة الإرهاب والهجرة المسماة غير الشرعية، وتوفير التمويل مقابل هذه الخدمات في المجالين المذكورين ولا يلام في ذلك غير المعارضة التي أخفقت في توحيد صفها وتعبئة الشارع السوداني المهيأ للانتفاضة، فالنظام باقٍ رغم إخفاقاته التي لا تحصى وجرائمه الفظيعة التي لا تغتفر بضعف المعارضة لا بقوته، ومن البديهي أن يقدم الغرب مصالحه الخاصة على مصالح الآخرين ويتعامل بواقعية مع الحكومة القائمة ولو على مضض. ومهمة التغيير مهمة أهل السودان وليست مهمة أهل الخارج، والمعارضة هي الجهة المنوط بها إحداث التغيير بكل الوسائل المشروعة وعلى رأسها تعبئة الشارع السوداني للثورة على الظلم الواقع عليه. المعارضة في حاجة إلى خطاب جديد مقرون بالعمل. وبرنامج حد أدنى متفق عليه تستطيع به إخراج البلاد من القاع السحيق الذي أوقعتها الإنقاذ فيه. يجب أن نعلم وأن تعلم المعارضة أن الركون إلى البيانات والشعارات والإدانات لا تسقط النظام رغم أهميتها وأنها – أي المعارضة- في حاجة إلى إرادة صلبة وموحدة وعمل دؤوب ومنسق وتضحيات جسام لإحداث التغيير المنشود. يهدف المؤتمر أيضاً إلى مراجعة أداء الجبهة الثورية منذ قيامها، والوقوف على الأسباب التي عرقلت مسيرتها وعطلت مشروعها للتغيير، بعد أن علق عليها الشعب آمالاً عراض، واجتراح الحلول الجذرية والتدابير الكلية لإزالة هذه العراقيل واستعادة ثقة الجماهير في الجبهة الثورية، وذلك بتقديم رؤية جديدة تنير لها وللمعارضة السودانية الطريق، وتكون الرائدة لذلك كالعهد بها. ويدخل في ذلك إجازة البرامج والخطط العملية المعطلة بمواقيت، ومراجعة النظام الأساسي للجبهة وهياكلها التنظيمية بالصورة التي تجعلها اكثر شمولاً وفاعليةً وتماسكاً وارتباطاً بالقواعد. يهدف هذا الاجتماع فوق ذلك إلى الوفاء بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا، بأن يكون انتخاب قيادة الجبهة في المواعيد المضروبة، وأن يكون الانتقال ديمقراطياً وسلساً وسبباً لبناء المزيد من الثقة بين مكونات الجبهة، وتمتين عرى الوحدة بينها. وأردنا أن نرسل رسالة واضحة لشعبنا بأننا في المعارضة نؤمن بالديمقراطية فكراً وممارسة، ويكون هذا منهجنا لو قدر لنا الوصول إلى الحكم. نحن سعداء بأن نعلن لكم اليوم بأن رئاسة الجبهة الثورية السودانية ستنتقل من هذا الاجتماع إلى من ينتخبه المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية، وسنكون عوناً له ونأتمر بأمره ما بقي ملتزماً بالنظام الأساسي للجبهة، وبما تقرره مؤسساتها، وسيخاطبكم رئيس الجبهة المنتخب في الجلسة الختامية، ويفصل لكم خطة الجبهة في المرحلة القادمة، ورؤيته لإدارة دفتها. وفي الختام الشكر لكم جميعا على الحضور، والشكر للجنة التحضيرية برئاسة الأخ محمد داؤد محمد رئيس حركة تحرير كوش ونائب رئيس الجبهة الثورية التي قامت بترتيب هذا الاجتماع، ونعتذر لكم عن كل تأخير وتقصير، والسلام عليكم ورحمة الله.