بيان جماهيري جماهير شعبنا لا يخفي عليكم ما وصلت اليه اليلاد من أزمة شاملة في كافة مناحي الحياة كنتيجة طبيعية لسياسات الجبهة القومية الإسلامية التي عملت علي تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منذ الإنقلاب المشئوم. فكانت مؤتمرات التعليم والصحة عام 1990 والإستراتيجية القومية الشاملة برنامج عمل لاعادة هيكلة الاقتصاد وتنفيذ سياسات الليبرالية الجديدة. فكان الحصاد الطبيعي لهذه السياسات ما يعانيه النظام من أزمة اقتصادية نتيجة انهيار القطاعات الانتاجية مما ادي الي انهيار القيمة الشرائية للجنيه السوداني والارتفاع الجنوني في اسعار السلع الأساسية نتيجة انسحاب الدولة من دعم هذه السلع مما أدي الي استحكام الضائقة المعيشية علي جماهير شعبنا. الأطباء والطبيبات تاثير هذه السياسات علي الخدمات الصحية كان كارثيا حيث عمدت الجبهة الإسلامية الي تسليع الخدمات الصحية وعرضها كسلعة في السوق من خلال انسحاب الدولة المتعمد من تقديم الخدمات الإجتماعية ليتمدد القطاع الخاص ويملا الفراغ. وتم تنفيذ هذه السياسات عبر تخفيض العمالة (الإحالة للصالح العام وايقاف الوظائف الدائمة) في جهاز الدولة وتغيير انماط التوظيف من عمالة دائمة إلي مؤقتة. تخفيض ميزانية الخدمات الإجتماعية لتصل ميزانية الصحة لاقل من 3% من الموازنة العامة. برنامج التحرير الإقتصادي ورفع الدعم عن السلع بشكل عام وعن الأدوية والمحاليل الطبية أدي الي ارتفاع جنوني في اسعار الأدوية وندرتها. بالإضافة الي اتساع حيز التسليع ليشمل حتي أدوية وعلاجات السرطان فقد أصبح علاج سرطان الثدي هيرسبتين 1500 دولار للجرعة الواحدة ويحتاج المريض لجرعات تتراوح من 6-12 جرعة. وهنالك إتجاهات لتسليع علاجات سرطان البروستات. لياتي التاكيد علي الإتجاه المخطط له لتصفية المؤسسات الصحية الحكومية تعطل أجهزة العلاج الإشعاعي لمرضي السرطان بمستشفي الذرة الخرطوم ومدني مما يعني عدم توفر العلاج حاليا في السودان نتيجة تقليص الصرف علي المستشفيات وتحديدا ايقاف ميزانية الصيانة الدورية للأجهزة والمعدات الطبية مما يعني الموت المؤكد لمرضي السرطان وهذا ما مهد له وزير الصحة الإتحادي يتصريحه أن الدولة تصرف مبالغ طائلة علي مرضي السرطان لكنهم يموتون!. تابعنا جميعا تصريحات وزير الصحة بولاية الخرطوم بتحويل مستشفي الأسنان الخرطوم ومستشفي أمدرمان لمستشفيات مرجعية مما يعني تجفيف هذه المستشفيات كما حدث لمستشفي الخرطوم التعليمي. مما ينتج عنه تسليع الخدمات الصحية- حتي خدمة الطوارئ- وعرضها كسلعة في السوق حيث أثبتت تجربة تجفيف مستشفي الخرطوم واظهرت الأجندة الحقيقية وراء نقل الخدمة للمستشفيات الطرفية وهو تجفيف المستشفيات المركزية وتقوية القطاع الخاص. إن مقاومة هذه السياسات تتطلب توحد أطباء وطبيبات السودان خلف القضايا المهنية والمطلبية المتمثلة في قضايا التدريب والتوظيف, قضايا الأجور والحوافز, مقاومة تسليع وخصصة الخدمات الصحية, ارتفاع اسعار الأدوية وندرتها (إختفاء محاليل غسيل الكلي), مجانية الخدمات الصحة, وغيرها من القضايا تستوجب انتظام الأطباء في بناء تنظيماتهم المختلفة في المؤسسات الصحية استعدادا لمواقف أطباء السودان المشهودة التي يعرفها النظام جيدا. معا من أجل قطاع الأطباء الشيوعيين بالعاصمة القومية ديسمبر 2017