أشعلت نعمة حامد عيسى – لاجئة دارفورية – النار في نفسها أول أمس 16 مايو أمام مكتب مفوضية اللاجئين بالقاهرة . ونعمة حامد عيسى لاجئة من مدينة كتم بشمال دارفور ، جاءت إلى القاهرة في يونيو 2006 هرباً من المآسي في دارفور . وهي أم لأربعة أطفال ( مجتبى محمد آدم ، ومنذر ، ومصعب ، وأحمد) وزوجها مفقود منذ عام 2006 . ومثلها مثل اللاجئين الدارفورين الآخرين بمصر تعاني من صعوبات بالغة في المعيشة ، وذكر مقربون لها بانها تتلقى إعانة شهرية (700) جنيه مصري ، بينما تؤجر مسكناً بمبلغ (600) جنيه ، وتحتاج إلى ما لا يقل عن (1000) جنيه مصري لإعاشتها وأطفالها ، وتراكمت عليها ديون تفوق ال (9) آلاف جنيه مصري . وأدخلت نعمة إلى مستشفى أم المصريين بالجيزة وتعاني من حروق من الدرجة الثالثة . ويعاني اللاجئون السودانيون عموماً من عدم توفير أجرة السكن، وعدم توفر الغذاء، كما ان عديدين منهم مرضى ولا يملكون نفقة العلاج. ويتعامل مكتب مفوضية اللاجئين مع اللاجئين السودانيين بمصر بلا مبالاة واستهانة ، وعادة ما يؤخر صرف استحقاقاتهم البسيطة ، وأوقف منذ عام 2004م الإجراءات بحق اللاجئين السودانيين دون إبداء أسباب ، رغم ان هناك عدد كبير من ملتمسي اللجوء : 6159 رجال، 3884 نساء، 3243 أطفال، وهم أقلية مقارنة بحجم اللاجئين السودانيين بمصر. ويتهم اللاجئون مكتب المفوضية بإعطاء ضوء اخضر لمجزرة ميدان مصطفى محمود التي نفذتها الأجهزة الأمنية المصرية بتواطؤ مع حكومة المؤتمر الوطني في 30 ديسمبر 2005 وراح ضحيتها ما لا يقل عن (56) سودانيا غالبهم من الدارفوريين . ومنذ فبراير الماضي ظل اللاجئون الدارفوريون يتظاهرون ويعتصمون أمام مكتب المفوضية ، ولكن دون نتيجة تذكر ، ولعل فدائية نعمة حامد عيسى تعيد إلى مقدمة الاهتمام أوضاع اللاجئين المأساوية بمصر . وتدعو (حريات) منظمات حقوق الإنسان والنشطاء المدنيين والسياسيين والقوى السياسية للتضامن مع نعمة حامد عيسى ، ومع اللاجئين السودانيين بمصر ، والى إسنادهم بكافة الوسائل الممكنة .