مقدمة: (أ) منذ ان اندلعت مظاهرات الشارع السوداني في يوم الاربعاء 16/يناير الماضي 2018، والاعتقالات تشتد كل اكثر حدة وضراوة ضد المتظاهرين المسالمين وغير المتظاهرين الابرياء، ما مر يوم من الايام بعد المظاهرات الا وكان هناك خبر في الصحف المحلية او بالمواقع التي تهتم بالشآن السوداني عن عمليات تعذيب نفسي وبدني ضد المعتقلين الذين فاق عددهم في الخرطوم فقط (حسب مانشر باحدي المواقع السودانية) اكثر من اربعماية معتقل، وان عدد من الصحفيين والمراسلين الصحفيين قد تم اعتقالهم اثناء تادية واجبهم في تغطية الاحداث، وتعرضوا لمعاملة غير كريمة من قبل ضباط وشرطة وزارة الداخلية، الذين استعملوا العصا الكهربائية والعصي والهروات، وان بعض المعتقلين في الزنزانات يعانون من امراض عديدة ويحتاجون لمساعدات طبية، وان طلبات العلاج قد وجدت الرفض التام، وان المعتقل المريض لا ينقل الي المستشفي العسكري الا بعد يشتد عليه المرض ويصبح (جلد علي عظم)!!، وارسال المريض الي المستشفي لا يتم حبآ في علاجه او لسبب انساني ، ولكن خوفآ ان يموت المريض في الزنزانة وتسجل ضدهم جناية قتل مع سبق الاصرار. (ب) *** نشرت المواقع السودانية خلال ال(22) يومآ الماضية الكثير عن احداث دامية وقعت اثناء المظاهرات ومنها مصرع الطالب عكرمة البوشي، الذي اغتيل بطلقة نارية، واتهم اهل الشهيد شرطة محلية شرق الجزيرة بقتله!! *** اعتقال محمد مختار الخطيب، السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، والذي ظل رهن الأعتقال لدي جهاز الأمن والمخابرات بالقسم السياسي بالخرطوم بحري منذ يوم 17 يناير 2018، تجاوز الخطيب ال (70) عاماً كما أنه يعاني من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. *** صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، والذي ظل رهن الإعتقال لدي جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالقسم السياسي بالخرطوم بحري منذ يوم 16 يناير 2018، يبلغ يوسف ال (88) من العمر، كما يعاني من مرض أرتفاع ضغط الدم. (ج) *** السيدة : هباني والتي تعمل كصحفية بصحيفة التغيير الإلكترونية، تم أعتقالها من قبل جهاز الأمن والمخابرات الوطني في 16 يناير 2018 ، وهي الأن رهن الاعقتال بسجن أمدرمان للنساء، تحصل المركز الافريقي علي معلومات موثوقة علي سوء المعاملة التي تمت تجاه السيدة أمل. في 29 يناير 2018 تم السماح بزيارة اسرية لوالدتها وطفليها علي مراي ومسمع من ممثل لجهاز الأمن والمخابرات حيث سمح لهم بإلقاء التحية دون الخوض في تفاصيل أكثر ، تم منع زوجها شوقي عبدالعزيز من زيارتها وهو يعمل كصحفي وكان قد تم إطلاق سراحه قبل وقت قصير من إعتقال السيدة الامل. (د) *** قالت أماني مالك زوجة إبراهيم الشيخ الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني إن مكان احتجاز بناتها (إسراء وشيماء) ابراهيم الشيخ ومعهن ثلاثة من أسرة عمتهن ما زال مجهولا ولم يسمح لها بزيارتهم أو التواصل معهم منذ يوم 31 يناير الماضي وحتى اليوم، وأوضحت أن من بين المعتقلين ابن عمتها الطفل البالغ من العمر 16 عاما والذي يعاني من مرض البلهارسيا ولَم يتمكن من أخذ أدويته معه. المدخل الاول: ********** (أ) كل ماجاء (اعلاه) من اخبار عن المظاهرات ضد الجوع والفقر، وعن الاعتقالات التعسفية، واساليب الضرب والتعذيب، ومنع علاج المعتقلين المرضي، واغتيال الطالب عكرمة البوشي ، كلها اخبار معروفة للقاصي والداني، وخرجت من المحيط السوداني للعلن في الخارج، ونشرت كبريات الصحف العالمية الكثير من تفاصيلها. (ب) *** ولكن الذي لم ينشر منذ زمن طويل هو موضوع كيفية حصول كثير من اللأجئين السوريين في السودان علي جوازات سفر سودانية؟!!، هو موضوع تدخلت فيه السلطات الأمنية بكل قواها ومنعت بالقوة نشر اي حقائق عنه، وان موضوع جوازات سفر سودانية في ايدي سورية هو موضوع تحته خطوط حمراء، لا يسمح لاي كائنآ ما كان خاصة الصحفيين ان يكتب عنه شيء!! (ج) *** لكن الشيء الغريب والمبهم في الامر، انه وبينما موضوع حصول سوريين علي الجوازات السودانية كان في طي السرية والكتمان، جاء خبر نشر في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ 30/مايو 2017 وافاد، ان مسؤولين سودانيين ابلغوا السلطات الكويتية بان عددا من السوريين حصلوا على الجوازات السودانية "عن طريق التحايل على القانون"، وهو الامر الذي اعتبرته الكويت تهديدا لامنها القومي!!، *** وجاء ايضآ في الخبر: (ابلغت الحكومة في الخرطوم رسميا الكويت ودول الخليج بانها اوقفت إصدار الجنسيات والجوازات للسوريين بصفة خاصة ولغير السودانيين بصفة عامة وأصدرت وزارة الداخلية الكويتية بحسب صحيفة(Gulf News) أوامر لكل دوائر الهجرة والسلطات الامنية بالبلاد عدم التعامل مع أي سوري يحمل جواز سفر سوداني). المدخل الثاني: ********** (أ) ومنذ شهر مايو عام 2017 (اي طوال مدة 8 شهور) حتي اليوم، لم يصدر اي بيان رسمي من الحكومة او من وزارة الداخلية حول كيفية حصول لاجئين من سوريا علي جوازات سودانية؟!! *** ولا قرأنا تصريح رسمي وضح كيف استطاعوا هؤلاء اللاجئين الوصول الي (الكبار) في وزارة الداخلية ؟!! *** وما قامت الحكومة باي تحقيقات في الموضوع!! *** ولا سمعنا ولا قرأنا في الصحف عن مساءلة قد تمت لمن ورطوا الوزارة في فضيحة كانت هي في غني عنها!! *** ولا سمحت السلطات الامنية للصحف المحلية بنشر الحقائق كاملة!! *** ورغم ان خبر وجود جوازات سودانية عند سوريين قد خرج للعلن، ووصل حتي دولة الكويت، فمازالت السلطات في الخرطوم ترفض الافراج عن الوثائق وتتبني نشرها!! المدخل الثالث: *********** (أ) فجاءة وعلي غير انتظار بعد ان (مات) موضوع الجوزات السودانية في يد السوريين، نشرت جريدة (الجريدة) في يوم الجمعة 2/فبراير الحالي 2018، مقال بقلم الصحفي/ زهير السراج، جاء تحت عنوان: من طبيب إلى (قِرش) يبتلع كل شئ !! (ب) جاء في المقال الكارثة: ************** * فى اجتماع ضم الرئيس البشير مع مجموعة منتقاة مع الصحفيين فى فبراير من العام الماضى (2017 )، اعترف بببع الجواز السودانى للأجانب، وقال انه عمل مشروع حسب صحيفة ( Nيوس ضييپلي ) الأمريكية الإلكترونية واسعة الانتشار وقريبة الصلة بمراكز إتخاذ القرار ولكنه نفى أية صلة لشقيقه (عبدالله البشير) بالوضوع، والمعروف أن الأخير صار من أثرى أثرياء السودان وصاحب نفوذ كبير فى قطاع المال والأعمال بعد سنوات وجيزة من إستيلاء النظام الأخوانى الفاسد على السلطة فى البلاد فى يونيو 1989، بينما كان طبيبا صغيرا فى دولة الأمارات العربية المتحدة ، ثم استدعى بعد عام 1989 ليعمل فى السلاح الطبى السودانى برتبة عسكرية وسيطة (عقيد) !! * كل الذين تحدثت إليهم الصحيفة فى شبكة بيع الجواز السودانى للاجئين السوريين، من سماسرة ووسطاء واصحاب مكاتب ومسؤولين فى الدولة على أرفع المستويات ..إلخ، أكدوا أن (عبدالله البشير) هو الشخص الأهم فى هذه الشبكة، وبدونه لم يكن بيع الجواز ممكنا لسبب فى غاية البساطة هو أن سلطة منح الجنسية السودانية المطلوبة لاستخراج الجواز السودانى، مكفولة حسب القانون لرئيس الجمهورية أو لمن يفوضه سلطاته بعد توصية وزير الداخلية، ولا يمكن لشخص الوصول إليهما والحصول على توقيعاتهما إلا إذا كان وثيق الصلة بهما!! * تترواح أسعار الجواز بين 10 ألف دولار للجواز العادى، وأكثر من ذلك للجواز الخاص برجال الأعمال الذى يحتوى على صفحات أكثر (64 صفحة) وله فترة صلاحية أطول، ويأتى فى القمة الجواز الدبلوماسى الذى تبلغ قيمته أضعاف الجواز العادى، ولكن يحصل معظم اللاجئين السوريين فى الغالب على الجواز العادى، ولقد إطلعت الصحيفة على نماذج للجوازات المباعة للسوريين، ومنهم مغنى سورى شهير يعيش حاليا فى دولة الكويت !! * الأمين عمر الأمين رجل الاعمال والزعيم الصوفى والمستشار الروحى السابق لأسرة البشير الذى يقيم حاليا بين القاهرة ولندن خوفا على حياته بعد خلاف شخصى مع أفراد من نظام الحكم فى السودان، أكد للصحيفة تورط (عبدالله البشير) فى بيع الجواز السودانى بالتعاون مع رجل أعمال سورى يكنى ب(ابو حسن)، ويقول الأمين إن هنالك شراكة تجارية فى مجال العقارات تجمعه مع الرجلين !! * ويضيف، إنه يعرف عددا من الأشخاص يديرون مكتبيين تجاريين فى مدينة العمارات بالخرطوم، يتولون جمع المعلومات والمستندات من اللاجئين الراغبين فى الحصول على الجواز السودانى (20 لاجئا كل مرة) ، بينما يتولى (عبدالله) مسؤولية إستخراج الجواز !! * بعد انتشار احاديث كثيفة فى وسائط التواصل الاجتماعى عن بيع الجواز لمن يدفع الثمن، كشف الرئيس البشير فى مؤتمر صحفى مصغر عن تحقيق ستجريه وزارة الداخلية وتمليك الحقائق للرأى العام، إلا انه لم يصدر اى شئ منذ ذلك الوقت الذى تجاوز العام !! * تخلص الصحيفة الى انه بينما يقبض النظام السودانى الثمن من الاتحاد الأوروبى لمكافحة الهجرة غير الشرعية الى اوروبا عبر السودان، بينما يتولى نافذون فى الدولة من بينهم شقيق الرئيس البشير بمساعدة شبكات منظمة من رجال أعمال ووسطاء سوريين بتسهيل الهجرة غير الشرعية للاجئين السوريين إلى أوروبا وقبض الثمن !! أجرى التحقيق، الصحفى الهولندى كلاس فان ديجين والسودانى عبدالمنعم سليمان، بمعاونة عدد من الصحفيين السودانيين. * (انتهي المقال) المدخل الرابع: ********** (أ) جاء في بداية المقال، ان الاجتماع ضم الرئيس البشير مع مجموعة منتقاة مع الصحفيين فى فبراير من العام الماضى (2017 )، اي ان هذا الاجتماع قد تم قبل عام بالضبط!!، وانه بعد انتشار احاديث كثيفة فى وسائط التواصل الاجتماعى عن بيع الجواز لمن يدفع الثمن، كشف الرئيس البشير فى مؤتمر صحفى مصغر عن تحقيق ستجريه وزارة الداخلية وتمليك الحقائق للرأى العام. (ب) *** نحن الان في شهر فبراير 2018، اي بعد (12) شهرآ من وعد وزارة الداخلية تمليك الحقائق للرأى العام لم نسمع حتي اليوم باي بيان رسمي او تصريح!! (ج) *** لماذا رفضت وزارة الداخلية الدفاع عن نفسها، خصوصآ ان هذا السكوت قد اضر كثيرآ بضباط ورجال شرطة وموظفين وعمال شرفاء، حتمآ قد عانوا من القيل والقال حولهم بلا ذنب جنوه!! (د) *** هل سبب سكوت الوزارة عن التعليق والدفاع عن نفسها يعود الي وجود (مافيآ) داخل الوزارة قامت بمنع نشر اي تقارير او الادلاء باي تصريحات حول الجوازات السودانية التي بيعت للسوريين!! (ه) ما سبب المنع ان الوزارة طوال عام كامل لم تنطق بحرف واحد رغم وعدها للرئيس عمر البشير تمليك الحقائق للرأى العام؟!! المدخل الخامس: *********** ياحكومة: من يستحق الاعتقال: المتظاهرين ضد الغلاء..ام شقيق عمر البشير و"مافيآ" وزارة الداخلية؟!! المدخل السادس: ********* هل نامل ان يلبس عمر البشير (الكاكي) مرة اخري، ويعلن "الجهاد" ضد (مافيآ) شقيقه عبدالله؟!! [email protected]