يدفع مواطنو محلية التضامن (ابوجبيهة) بالجبال الشرقية بجنوب كردفان اثماناً فادحة ، بسبب استخدام شركة(لحا) الزئبق والسيانيد فى استخلاص الذهب بالمنطقة . وتوضح هذه الاثمان الفادحة الصورة الملتقطة لبعض اطفال المنطقة بمستشفى الترتر الريفى ، والتى تظهر تشوهات خلقية على الاطفال .(الصور مرفقة) . وبعث لنا بها فى (حريات) الأستاذ (أ . ش) . وسبق ولاحظ أهالى المنطقة قبل نحو عامين وفيات وتشوهات الأطفال ، ونفوق الحيوانات ، جراء التلوث ، فنظموا احتجاجات شعبية وفتحوا بلاغاً ضد الشركة ، و اثر ذلك أقر محسن عبد الرحيم محمد مدير موقع شركة (لحا) فى تعهد مكتوب بحضور وشهادة اكثر من عشرة شهود ب(التلوث الذى حدث إثر هذا النشاط ..). (مرفق صورة للتعهد). وتعهد مدير موقع الشركة ب(ايقاف العمل نهائياً فى الموقع لحين الالتزام باجراءات السلامة) و(تحمل تبعات تطهير الموقع من التلوث فى فترة أقصاها عشرة أيام من تاريخه ). وكان التعهد بتاريخ 19 يونيو 2016 . ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يُطهر الموقع بل واستؤنف العمل بذات المواد الملوثة , لاستناد الشركة على حصانة جهاز الامن ( تؤكد معلومات حريات ان لحا شركة امنية ). وبطبيعة نظام المؤتمر الوطنى الفاشي والطفيلي غير المراقب من شعبه فانه لايتورع عن خدمة مصالحه ونخبته الضيقة حتى ولو على جماجم المواطنين . وسبق وكشفت دراسة بيئية ان الاضرار الناجمة عن تلوث البيئة بولاية الوحدة ابان استخراج النفط تعادل مجمل صادرات البترول لعشرة أعوام , اضافة الى اقتلاع وقتل الجنوبيين بالمنطقة ، مما أدى بمحكمة سويدية بالحكم على شركة لوندين بدفع غرامات لتعويض اسر الضحايا . وذات ما جرى فى النفط الذى تبددت موارده فى الفساد والصرف الامنى يجرى حاليا فى استخراج الذهب. وأكدت دراسة للأمم المتحدة يناير 2013 ان استخدام الزئبق في عمليات التعدين في البلدان النامية يتسبب في انتشار سم قد يتلف المخ عند الأطفال على بعد آلاف الاميال. وان الزئبق يهاجم الجهاز العصبي، ومن الممكن أن يسبب العجز مدى الحياة بما في ذلك تلف الدماغ. وقد يؤدي التعرض لمستويات عالية من الزئبق إلى الفشل الكلوي، وفشل الجهاز التنفسي، والوفاة. وينطوي الزئبق على خطورة خاصة على الأطفال، بينما تكون أجسامهم ما تزال في مراحل النمو، و الأضرار الناجمة عنه لا رجعة فيها. واتفقت أكثر من 140 دولة على وضع تدابير ملزمة قانونيا تهدف للحد من تلوث الزئبق وانبعاثاته، يناير 2013. وأقر مندوبو الدول في جنيف تدابير للسيطرة على استخدام هذا المعدن شديد السمية، بما يحد من انتشاره في البيئة. وتنظم المعاهدة – المعروفة باسم اتفاقية ميناماتا – عدة أمور مثل توريد الزئبق والتجارة فيه، واستخدام المعدن في المنتجات وفي العمليات الصناعية، وكذلك إجراءات تقليل الانبعاثات من عمليات التنقيب عن الذهب على نطاق ضيق، وإجراءات تقليل الانبعاثات من منشآت إنتاج المعادن. و تحمل المعاهدة اسم بلدة ميناماتا اليابانية، حيث وقعت واحدة من أسوأ كوارث التسمم عن طريق الزئبق التي وقعت في خمسينيات القرن الماضي، بعدما لوث أحد مصانع المواد الكيماوية المنطقة بالزئبق. ووفقا للأرقام الرسمية، مات ألف و700 شخص، لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. بالإضافة إلى ذلك عانى عشرات آلاف آخرون عاهات مستديمة، بما في ذلك تلف الدماغ، والإعاقة الذهنية، والعيوب الخلقية، ومشاكل صحية أخرى. وكان العديد من الضحايا من الأطفال. وسبق وحذر خبراء سودانيون في مجال السلامة البيئية ابريل 2014 من خطورة عدم توقيع السودان على اتفاقية ميناماتا. وكشف الخبراء خلال منتدى المستهلك عن ظهور أمراض الفشل الكلوي والعقم وإجهاض الأجنة وسط المعدنين الأهليين بجانب تلوث التربة وهجرة الأسماك جراء استخدام الزئبق. وأكد الخبير هاشم سيد حسن أن الشركات العاملة في تعدين معدن الذهب تعمل بدون ضوابط للسلامة ، وقال إن هناك مآسِي بتلك المناطق نتيجة استخدام الزئبق ، وأبدى أسفه على عدم التوقيع على اتقافية الحد من استخدام الزئبق ، واصفاً عدم التوقيع عليها ب(صلف وجهل) لافتاً الى أن (80%) من الزئبق الموجود بالسودان يأتي مهرباً وأن الشركات (تعمل على الله) وغير ملتزمة بضوابط السلامة مشيراً الى أن حديث وزارة المعادن باستيراد أجهزة لتقليل استخدام الزئبق بالكلام الفارغ. وتؤكد (حريات) ان جهاز الأمن وقوات الدعم السريع وقائدها حميدتى مُنحت تصاديق اضافية للتعدين بتلودى والليرى بجبال النوبة / جنوب كردفان . http://www.hurriyatsudan.com/?p=181473 http://www.hurriyatsudan.com/?p=177924