اندلعت اشتباكات بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة أمس الاثنين 6 يونيو بمدينة كادوقلي بجنوب كردفان . وفي اتصال هاتفي ل(حريات) بأحد النشطاء بالمدينة ذكر أن قوات تابعة للجيش الشعبي في جبل لوفو ( حجر لوفو) غربي حي كليمو الواقع جنوب كادوقلي ، تعرضت لقصف كثيف من قبل القوات المسلحة عصر الاثنين . وانفجرت دانة في حي امبطاح وسط المدنيين . وقال بان هناك عدد من القتلى والجرحى ، ولكن لا توجد معلومات حتى الآن عن أعدادهم وأسمائهم . وأضاف ان القصف استهدف كذلك منزل القائد عبد العزيز الحلو . وقال بان حالة من الرعب تسود المدينة ، وانها تغوص في ظلام دامس بعد قطع الكهرباء . وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة ل ( رويترز) انه وقع إطلاق نار في كادوقلي مساء الاثنين لكن لم تتوفر تفاصيل . وذكرت البعثة انها تشعر بالقلق إزاءَ الحوادث الأمنية التي وقعت في كادوقلي وأمِّ دورين، مطالبة الأطرافَ على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل التوتر . وبدأ موسس أوبي قائد قوات البعثة إجتماعات في كادوقلي أمس شملت والي الولاية ومسئولين آخرين ناقشت تطورات الأوضاع الأمنية في الولاية . وقال أوبي لراديو مرايا ان زيارته إلى الولاية تهدف إلى تقييم الأوضاع والنظر في التحديات للعمل سويا لتحسين الوضع الأمني. وكان ضباط وجنود الفرقة (14) المتمركزة في كادوقلي تمردوا يوم السبت رفضاً لأوامر قيادتهم بمواجهة الجيش الشعبي ونزع أسلحته . وحاولت قوة من الاحتياطي المركزي والدفاع الشعبي تجريد الجيش الشعبي من أسلحته في أم دورين ، مما أدى إلى سيطرة الجيش الشعبي على الحامية والمدينة . واثر ذلك حشدت القوات المسلحة عدداً من الدبابات والمدفعية تجاه كادوقلي وأم دورين . وسبق وأعلن المشير عمر البشير عن توجيهه بنزع أسلحة الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، كما صرح الفريق عصمت عبد الرحمن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة . وقال الأستاذ ياسر عرمان أمين عام الحركة الشعبية بالشمال ان قضية أسلحة الجيش الشعبي قضية جادة تتطلب الحوار وطرح بدائل والوصول إلى ترتيبات أمنية جديدة ، ولا يمكن التعامل معها كنزهة أو كفض مظاهرة لتلاميذ المدارس . وأعلنت الحركة الشعبية بجنوب كردفان في بيان 5 يونيو انها لن تبادر بالعداء وتسعى للحوار والسلام ، ولكنها في المقابل لن تقبل الوصاية وستدافع عن نفسها . واجتمع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بقصر الضيافة بكادوقلي أمس الاثنين 6 يونيو واتفقا على إزالة مظاهر التوتر والتمسك بإتفاقية السلام وإدارة حوار حول كل القضايا المختلف عليها . ولكن محلل سياسي ل (حريات) علق بأنه من الصعب تصور التزام المؤتمر الوطني باتفاقه ، لأنه استنتج الاستنتاجات الخطأ من اجتياحه أبيي في 21 مايو ، فيرى المؤتمر الوطني انه ما دام الجنوب يتفادى أي حرب تعوق استقلاله في 9 يوليو ، فان هذه الفرصة السانحة لتجريد الجيش الشعبي من أسلحته في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وهذه حسابات خاطئة لأن الجيش الشعبي في المنطقتين ( أكثر من 40 ألف مقاتل ) وقادر على القتال غض النظر عن موقف الجنوب ، ثم ان 9 يوليو ليس بعيداً ، وإذا استمر المؤتمر الوطني في تنفيذ برنامجه المعلن ، فانه سيواجه جبهة عمليات تمتد من أبيي إلى جبال النوبة والنيل الأزرق إلى دارفور ، وهي جبهة لا قبل له بمواجهتها . وأضاف بان المؤتمر الوطني لن يلتزم باتفاقه إلا إذا أجبره توازن القوى في جنوب كردفان على ذلك ، وان المؤتمر الوطني تتلبسه حالياً الحالة النفسية الانتحارية لرئيسه ، فهو بلا مشروع سياسي ويعيش في حالة من انسداد الأفق باتهام المحكمة الجنائية الدولية ، ولذا يقود حزبه إلى الانتحار ، والسؤال هل تتابعه القوات المسلحة في رغبته الانتحارية هذه ؟!