عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنوب كردفان : هل ستنالنا في مقتل؟!
نشر في حريات يوم 16 - 06 - 2011

أم سلمة الصادق …..أتتنا الأخبار المؤسفة والمحزنة : من غربنا الحبيب هذه المرة من كردفان (الغرة أم خيرا برا) حاملة كما نذير الشؤم أنباء حرب مستعرة (منذ 5 يونيو الجاري)، حرب راح ضحيتها قتلى وجرحى بالعشرات لم يتم حصرهم، وما يزيد على ال50 ألفا من النازحين بحسب الأمم المتحدة (الأحداث،14 يونيو 2011)فرارا من مدينة كادقلي حاضرة جنوب كردفان ، مما دفعني لولوج أضابير الشبكة العنكبوتية بحثا عما عساه يكون السبب من وراء أوجاعنا في كردفان…
في ذلك التجوال الاسفيري القاصد ازددنا كدرا على كدر بقول بعض الحمقى يزعم أن كردفان كانت منطلقا لبشير الإنقاذ في 1989 مثلما كانت نقطة انطلاق للإمام المهدي عليه السلام مما يجعل(بنظره) الإنقاذ امتدادا وارثا للثورة المهدية!
صرفنا هذا الهم مؤقتا عن أمر التنقيب وراء مسببات الحرب في جنوب كردفان إلى واجب إجلاء تلك الافتراءات إذ لا وجه لتلك المقارنات ولا مسوغات، وإن بدأنا بالسطحي من الأمور وانتهينا عنده – تخبرنا السير أن الإمام المهدي عليه السلام قد أغضبه ما فعله بعض الأمراء بفرسه حين تبختر به يرقصه على طبول الحرب (وهي حرب مشروعة لتحرير الأوطان ولا وجه لمقارنتها بالحروب التي يشنها أهل الإنقاذ ضد مواطنيهم على الهوية) مما اعتبره الإمام الزاهد عجبا وخيلاء ،في حين نسمع ونرى أن (فارس) الإنقاذ الأول نفسه هو الراقص الأول (وقبل الجميع) على عزف المعازف ودق الطبول والمزامير، وبينما يخشى إمام الهدى ربه من مجرد وضع الطعم للسمك خوفا من غشه يخدع إمام الإنقاذ العالمين ليل نهار، دون وخز لضمير أو رمش لجفن.تلك إذن فروقات تجهض مبدأ المقارنة من أساسه نترك بقيتها لفطنة القارئ الكريم وخياله فليس ذلك همنا اليوم وربما إن عاد الانقاذيون لعقد مثل تلك المقارنات المنغصة للعيش عدنا بدورنا لتوبيخهم وزجرهم عنها.
وفي هذا الخصوص نقول : صحيح إن التشبه بالكرام فلاح لكن الانتحال جريمة يعاقب عليها القانون .
ثم رأينا أن مثل هذه الادعاءات (المقطوعة من الراس)غير منقطعة ولا مبتورة ، فمن جنسها ما جادت به قريحة أحد الذين لا يألفون ولا يُؤلفون من الإنقاذيين، هذا الذي قال دون حياء أو مواربة إن الإنقاذ لا تخشى ربيع الثورات العربية ذلك أنه قد تّغشاها مثل ذلك الربيع منذ يونيو 89 !فما الإنقاذ إذن بتلك الفرية البلقاء إلا بنت لربيع ثورات الديمقراطية والكرامة!
و مثل هذه الأقوال التي لا تخشى الله ولا تخشى الناس تجعل الإنسان واجما لا يدري كيف يتفاعل معها . فهل هو تهريج يضحك المتلقي؟ لكنه ضحك أشبه بصوت النعي لا يثبت إلا صدق فيلسوف المعرة الذي تشابه عنده صوت النعي وصوت البشير في كل ناد ! و كيف نستطيع الضحك ونحن نعلم أن مثل تلك الفهوم في دولة الانقاذ قولها فصل بل تتمخض عنه الحادثات التي ترتد على الصدور لتنقص من الأنفس والثمرات وتخلف النزوح والتشرد وآلام الحرب.حرب مثل التي تدور رحاها في جنوب كردفان الآن .
وجنوب كردفان ولاية ذات مواصفات خاصة لأن بها مجموعات النوبة من السكان الأصليين الذين قاتلوا مع جنوب السودان في الحرب الأهلية 1983 – 2005 ولذلك خصص لها برتوكول منفصل مع النيل الأزرق وأبيي في اتفاقية نيفاشا ، وهي ولاية حدودية ينتشر فيها السلاح بصورة كبيرة وتربطها صلات وثيقة بجنوب السودان .
لفهم ما يحدث في جنوب كردفان نستعرض معا
الأحداث (منذ انتخابات جنوب كردفان التكميلية في 2 مايو 2011) تصاعديا حتى اليوم:
- حادثة الفيض أم عبدالله في 12 ابريل 2011 والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين (20) وأحرقت 500 قرية دون تحقيق أو محاسبة للجناة ويتبادل الفريقان(المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) الاتهامات بالتسبب في الهجوم حيث بتهم الحلو (المرشح لمنصب الوالي المؤتمر الوطني بإرادة تعطيل الانتخابات المزمعة وتعطيل المشورة الشعبية) .
- قامت الانتخابات التكميلية في جنوب كردفان في الثاني من مايو المنصرم في ظروف احتقان وتحت ظل دعاية انتخابية تحرص على الفوز بأي ثمن ،عملت على تعميق واقع الاستقطاب الاثني الحاد، و على خلفية نتيجة الاستفتاء بأغلبية ساحقة تزيد على نسبة 98% لصالح الانفصال الوشيك في التاسع من يوليو القادم، وعلى مشارف إجراء المشورة الشعبية حسب ما ورد في بروتكول جنوب كردفان والنيل الأزرق في اتفاقية نيفاشا، من مظاهر ذلك الاحتقان مشاركة كل أقطاب الدولة الإنقاذية في حملة دعم مرشحهم لمنصب والي جنوب كردفان(السيد احمد هارون) وبإمكانات الدولة كما دعم الحلو (مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي ) من الحركة الشعبية بإمكانات دولة الجنوب ولم يقصر مساندو الطرفين في تأجيج الصراع وإضرام النيران جهدهم فقد صرح البشير مناصرا لمرشح الوطني بتصريحات غاية في الرعونة عن أن الحسم سيكون بصناديق الزخيرة إن لم تفلح في حسمه صناديق الانتخابات ما عبر عنه شعار(يا هارون يا القيامة تقوم) كما قامت الدعاية الانتخابية للحركة بين خياري (النجمة أو الهجمة) أو الفوز بأي ثمن.
- أتت نتيجة الانتخابات تعلن عن فوز مرشح الوطني وهو ما رفضته الحركة بدعوى التزوير لكن النتيجة المتقاربة تؤكد حدة المنافسة وحجم الاستقطاب (أضر بمرشح الحركة تشتت الأصوات بينه وبين تلفون كوكو المرشح المستقل ) وغاب عن ساحة انتخابات جنوب كردفان بقية الأحزاب نظرا لضعف القدرات المالية مع حتمية الاصطفاف مع أحد الفريقين في ظروف تعمقت فيها الفروقات الاثنية في ظل اقتراب إجراءات المشورة الشعبية لتحديد مستقبل المنطقة.
- مرشح المؤتمر الوطني مطلوب لدى العدالة الدولية على خلفية ارتكاب جرائم حرب في دارفور منذ 2007 مما يجعله متمسكا بالمنصب طوقا للنجاة بينما تمد تلك السيرة الخصوم بمزيد من أسباب الرفض ويقولون إن هارون غير مؤهل للتحدث عن العدالة والسلام وهي من حاجات الولاية الماسة.
لم يبخل العقلاء بالنصح لخائضي الانتخابات ولم يقصروا ومن المنابر التي قدم عبرها النصح للشريكين منتدى السياسة والصحافة في 4 مايو محذرا من عواقب الاستقطاب ومنبها إلى الحذر من تحول المناطق الحدودية إلى جنوب جديد ومن الناصحين حزب الأمة القومي بما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي رقم 36 في 19 مايو حيث كشف عن نصحه للأطراف المتدابرة التي تخوض الانتخابات كساحات الوغى :بضرورة تأجيل الانتخابات مع الالتزام بها في وقت لاحق واستمرار الالتزام بالمشورة الشعبية مع ضبطها لأن صيغتها من ثغرات نيفاشا وتم اقتراح إدارة انتقالية قومية لجنوب كردفان تعني بالتنمية والتعايش بين مكونات المنطقة السكانية. ولكن الحزبين قررا المضي في إجراءات انتخابات الطريق المسدود، وقبل إجراء الانتخابات مباشرة قام الحزب بمكاتبة رئيسي حزبي الاتفاقية ومرشحيهما لمنصب الوالي، باقتراح تبني برنامج مشترك مهما كانت نتائج الانتخابات، ثم في نداء قبل الانتخابات مباشرة فيه مناشدة بالالتزام بميثاق شرف انتخابي، والكف عن اللهجة الاستقطابية والاستعداد لقبول النتائج فإذا كان لأحد الأطراف طعنٌ فيها فليكن ذلك بالوسائل القانونية والمدنية مع تجنب أية تصرفات من طرف واحد تؤدي للاحتراب. لكنك لن تهدي (حتى) من أحببت !
- حادثة أم دورين في 5 يونيو والتي راح ضحيتها البعض حيث تم كسر مخزن للسلاح من قبل مجهولين ووصفها المؤتمر الوطني بالحوادث المعزولة و(تحت السيطرة).
- قرار من رئيس الأركان المشتركة ورئيس مجلس الدفاع المشترك ينهي تواجد القوات المشتركة المدمجة (بنهاية شهر مايو الماضي وتطلب من رئيس أركان الجيش الشعبي سحب قوات الجيش الشعبي بإعادة انتشارها جنوب حدود 1/1/1956م مع ملاحظة أن عناصر تلك القوات ليسو من الجنوبيين حتى يذهبوا إلى الجنوب مع الانفصال.
- تمرد جنود وضباط صف الفرقة الرابعة عشرة مشاه بكادقلى التابعة للقوات المسلحة و رفضهم توجيه أفواه بنادقهم لقتل أخوتهم لاجبارهم على التجرد من السلاح والرحيل جنوبا وتدمير مناطقهم بكوراث الحروب.
- في يوم الاثنين 6/6/2011 تعرضت قوات محسوبة على الحكومة بالنيران على بعض العربات التي تقل أفراداً من قيادات الحركة الشعبية، ثم اندلع الحريق في بقية المدن والحاميات وتمترس كل فريق بمناطق نفوذه وعمل على إجلاء الطرف الآخر منها بقوة السلاح .(الطيب زين العابدين-الصحافة).
- اتهامات من المؤتمر الوطني عن محاولة قتل الوالي وقتل بعض منسوبي الوطني.
- احتماء (المتمردين بالحركة الشعبية)الحليف الطبيعي في مثل هذه الأحوال ولا نبرئها من استغلال الموقف.
- تصعيد القوات المسلحة للقتال بقصف لم تتوانى فيه من استخدام الطائرات والراجمات وصفته الأمم المتحدة بالعنف المفرط.
- وفي 13 يونيو حسب (AFP) – اكدت الامم المتحدة الاثنين ان القتال الذي اتسعت رقعته في جنوب كردفان امتد الي داخل حدود الجنوب في وقت يواصل قادة الشمال والجنوب مباحثات في اديس ابابا لايجاد حل للنزاع
وقال مكتب الامم المتحدة للشؤن الانسانية في احدث تقرير له “انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان ال 19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل انه امتد لاحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان “.
- هارون يصف الحلو (بالمتمرد الهارب) المطلوب لأجل انتهاكات بينما يتوعد الحلو بإسقاط النظام والعمل على تسليم هارون مطلوب العدالة الدولية للمحكمة الجنائية.
- الأصوات المتعالية التي تدق طبول الحرب من الانتباهيين ومن شايعهم ولف لفهم.
ومع تلك الأحداث المتصاعدة كان لكل من الشريكين تفسيره لما يدور في جنوب كردفان :
في صحف 7/6/2011 أتتنا أخبار عن وجود قتال في كادقلي قال عنه الصوارمي (الناطق باسم القوات المسلحة) وهارون الوالي في 9 /6 2011 أنه تفلتات تحت السيطرة هي وما قام به التمرد من قصف في أم دورين وقال الصوارمي أن القوات المسلحة تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين بينما صرح الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي(العقيد فيليب أقوير) أن إصدار الأمر للكتيبة المعنية بالانسحاب جنوبا والانفصال على الأبواب ومكوناتها من عناصر النوبة ثم تجريدهم من السلاح دون توفيق لأوضاعهم هو ما قاد للحرب لكن الحركة الشعبية لا دخل لها بالأمر وتعده شأنا داخليا.
بعض الناس ذهب إلى أن هذا التصعيد الذي أدى إلى إشعال الحرب في جنوب كردفان يتعلق بتوفير أسباب تستدعي بقاء القوات الأممية التي طلبت منها حكومة الشمال توفيق أوضاعها والمغادرة قبل 9 يوليو القادم.
بأخذ كل ما سبق ذكره في الحسبان واستثناء تحليلات المؤتمر الوطني أعلاه والتي اتضح بعدها عن الحقائق بحسب الواقع، يتبين لنا جانبا لما نراه أعراضا لأسباب تكمن في الخلفية ،شكلت (فرشة) وبيئة صالحة لاندلاع الحرب فما هي تلك الأسباب ؟
- لقد سبق إعداد مسرح جنوب كردفان وتمت تهيئته بأحاديث الاثنية والقبلية وتزكية نعراتها وهذا ما أشرنا إليه في مقالنا السابق (نصيحة إلى السنوسي وبقية اخوان السودان) من أن أهل الإنقاذ قصدوا زرع سياسة فرق تسد منذ عامهم الأول في كردفان وما الحرب الدائرة الآن إلا حصاد لذلك الغرس الذي خبث زرعه كما النبت.
- كما يمكن تفسير ما يدور في كردفان على خلفية ما حدث في دارفور (أنظر غرس الوطن : الإنقاذ خلقت من عود أعوج ودليلنا دارفور!) حيث خلصت في المقال المذكور إلى أن يأس الإنقاذ من أصوات الدارفوريين في الديمقراطية جعلتها تعمد إلى تمزيق نسيجها الاجتماعي لتغيير خرطتها الديمغرافية. وهو ما يمكن رصده وقوله عن الوضع في كردفان أيضا.
- لابد من التذكير بأخطاء نيفاشا ومنها برتكول جنوب كردفان الذي يتضمن اجراء المشورة الشعبية وانسحاب القوات التابعة للحركة الشعبية جنوبا دون اعتبار انتماءهم لشمال السودان.وهنا نذكر بما رواه الإمام الصادق من حديث أخبره به أحد الأجانب الملمون بخفايا نيفاشا (أن نيفاشا مصممة لتساعد على تفكيك السودان). وهذا هو عين ما يحدث الآن.بروتكول جنوب كردفان سكت عن مصير الجنود المنتمين لشمال السودان في جيش الحركة وهذا ما اعترف به صراحة احمد هارون في مؤتمر إذاعي يوم 10 يونيو بقوله (المسألة الجوهرية هي قلق عناصر الجيش الشعبي من مستقبلهم بعد 9 /7 وهم ينتمون للشمال).
- تصريح الرئيس البشير صبيحة إعلان الانفصال بأنه حان تطبيق المشروع الحضاري بلا (دغمسة) والسودان الآن وحدة دينية وعرقية واحدة وتلك الادعاءات تغالطها جنوب كردفان (المتعددة اثنيا مع وجود لا دينيين).
- لا نستطيع استبعاد العامل الأهم في نظرنا من تصعيد وتفجير الحروب وهو صرف النظر عن دفع الاستحقاقات وشغل الأعداء(أي الشعب) بأنفسهم والدفاع عن انتماءاتهم البدائية من قبيلة وعرق.
هذا الفشل في إدارة، التنوع الموجود في جنوب كردفان غض النظر عن زلات لسان الرئيس وأقواله من حديث عن أن السودان وحدة واحدة ، لدرجة اندلاع الحرب يذكرنا بما أورده د.عبد الله آدم خاطر في تعقيبه على ندوة عن خليفة المهدي في15/8/ 2009 حيث ذكر د.خاطر قولا حكيما لخليفة الصديق :ان هذه البلاد فيها جن لابد وقد علق خاطر تفسيرا لقول الخليفة أن هذا التعدد الثقافي هو الجن اللابد اذ يشكل النجاح في إدارته قصة نجاح حقيقية وفي ذات الوقت يؤدي الفشل في إدارته لما نراه من أوضاع متردية.
لن ننال البر إن لم نحاول طرح الحلول الآنية الممكنة وهي حزمة من إجراءات سبق أن بذلها عديد من الحادبين تصدرهم حزب الأمة القومي وغيره من ساعين لإنقاذ الوطن من براثن الإنقاذ ومن جملتها ما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي لرئيس الحزب في 14/6/2011 تحت عنوان:كيفية تجنب الحرب على الهوية ومواجهة دولية في السودان) وهي: وقف فوري لإطلاق النار دون شروط،انسحاب القوات المتقاتلة لعدد من الكيلو مترات لتحل محلها قوات أممية محايدة،إغاثة عاجلة،عودة النازحين وتعويضهم، إدارة قومية مؤقتة ثم معالجة ما تركته نيفاشا من ثغرات بالنسبة لمصير القوات المقاتلة بعد الانفصال،صلاحيات ذاتية محدودة(تكون أساسا لسؤال المشورة الشعبية لأن السؤال الذي وضع حسب نيفاشا عن :هل لبت نيفاشا طموحات أهل المنطقة لم تعد هناك حاجة له بانتهاء أمد الاتفاقية في 9 يوليو القادم)..الخ.
لكننا نقول إن كل حل مهما بدا ممكنا ومطلوبا لا بد له من أن يجد مجالا وإرادة لتنفيذه من قبل المعنيين في المواقع التنفيذية .مما يجعلنا نعود مرة أخرى للمربع الأول الذي يتركنا في حالة من الترجي والهذيان وضرب الرمل (يا ربي هل سيفعلون)؟
أما الجديد فهو انتهاء كل الفرص وانقضاء كل الوقت ونحن حقيقة في أن يكون السودان أو لا يكون فهل نحن على قدر هذا التحدي الذي يلزمنا بقول كفى ؟!
وسلمتم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.