وصف المشير عمر البشير ما تم في أبيي وجنوب كردفان، بأنه بيان بالعمل للحركة الشعبية. واتهم في زيارته لولاية البحر الأحمر بمنطقة سنكات أمس الأحد 19 يونيو قيادات الحركة الشعبية بالفهم المتأخر ، وقال إنهم لم يفهموا الدرس إلا بعد أن وقعت الفأس على الرأس، وقال ( إن شاء الله بعد ده يفهموا) . وقال ان القوات المسلحة جاهزة (لأي زول يمد يدو) ، وقال: (أي زول يتطاول بنساويهو بالأرض، وأي زول يعاين للبلد بنقد ليهو عينو). وأضاف أن الحرب إذا قامت فنحن مستعدون وقال (سأكون قدام) . وعلق محلل سياسي ل (حريات) ان البشير لم يأتي بجديد سوى تكرار إعلان برنامجه الحقيقي ، وهو برنامج قائم على الحرب ، ومن مترتبات آيديلوجيته التي تقوم أصلا على العنف ، ولعجزه عن تقديم حلول سياسية للقضايا السياسية ، خصوصاً مع انسداد الآفاق أمامه كشخص بسبب المحكمة الجنائية الدولية . وأضاف المحلل السياسي ، ان البشير هو الذي لم يفهم بعد ، بان حربه التي أمتدت على كل قوميات البلاد المهمشة لم تفضي إلى نتائج ، وانه حتى في الاشتباكات الأخيرة ، فان جنوب كردفان أبعد ما تكون عن الخضوع لهيمنته ، وعلى العكس مما يبدو في أبيي فان البشير ليس هو الرابح وإنما الخاسر بامتياز ، حيث حولت حكومة الجنوب الصراع من كونه بينها وبين حكومة المؤتمر الوطني ، إلى صراع لحكومة الخرطوم مع كل المجتمع الدولي مما يرتب عواقب وخيمة عليها ، مثل عدم إعفاء الديون وربما عقوبات اقتصادية أكبر ، بل وربما إجراءات أكثر قسوة . ولا يعني عدم رد حكومة الجنوب عسكريا بعد ، انها استسلمت لاجتياح أبيي ، فالواضح انها تنتظر إعلان دولتها المستقلة في 9 يوليو . وقال المحلل السياسي ان برنامج الحرب يستدعي معه القهر والإفقار كمتلازمتين ضروريتين ، لأن نظام الإنقاذ إذ يحارب القوميات المهمشة سيحاول تأمين ظهره بمزيد من مصادرة الحريات الديمقراطية ، وهذا هو المحتوى الحقيقي لحديثه (أي زول يتطاول بنساويهو بالأرض، وأي زول يعاين للبلد بنقد ليهو عينو) ، ولفهم ما يريد البشير يجب تحويل (البلد) إلى المؤتمر الوطني ، فهو يساوي بين الوطن و(الوطني) ، لان لدى المؤتمر الوطني الوطن ليس سوى غنيمة للوطني ! وكذلك تستدعي الحرب استمرار تحويل الموارد إلى الأجهزة العسكرية والأمنية والدعائية مما ينعكس على غالبية الشعب بمزيد من الغلاء والإفقار . وسخر المحلل السياسي من قول البشير بأنه ( سيكون قدام) ، قائلاً ان البشير أصلا ملاحق من العدالة الدولية ، ويريد ان يقود البلاد إلى الانتحار تطبيقاً للمثل السوداني ( الموت مع الجماعة عرس ) ، ولو كان مقداماً بحق لافتدى حزبه وسلطته والشعب بالتنحي والمثول أمام العدالة .