توقع المشير عمر البشير، احتمال اندلاع حرب بين حكومته وجنوب السودان في ظل وجود ما سماها ب (القنابل الموقوتة) التي تؤجج الصراع بين الطرفين . وقال البشير- في حديث لممثلي وسائل الإعلام الصينية الكبرى بمناسبة زيارته المرتقبة لبكين في السابع والعشرين من شهر يونيو الحالي – (إن احتمال الحرب وارد للأسف) . وقال أن الحركة الشعبية لم تلتزم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما في ذلك الترتيبات الأمنية وهو ما أدى للقتال في ولاية جنوب كردفان وهو ما قد يؤدى كذلك إلى قتال في النيل الأزرق. وأضاف أن المورد الأساسي والوحيد بالنسبة للجنوب هو النِفط ، وأن أية مغامرة للحرب بين الشمال والجنوب ( ستؤدى قطعاً لتعطيل النفط ولا يمكن للجنوب تصديره عبر السودان للحصول على موارد لمحاربة الشمال) . وكان المشير عمر البشير قال بمنطقة سنكات الأحد 19 يونيو ان القوات المسلحة جاهزة (لأي زول يمد يدو) ، وقال: (أي زول يتطاول بنساويهو بالأرض، وأي زول يعاين للبلد بنقد ليهو عينو)، وان الحرب إذا قامت فنحن مستعدون وقال (سأكون قدام) . وعلق محلل سياسي ل (حريات) على حديثه قائلاً : ان البشير لم يأتي بجديد سوى تكرار إعلان برنامجه الحقيقي ، وهو برنامج قائم على الحرب ، ومن مترتبات آيديلوجيته التي تقوم أصلا على العنف ، ولعجزه عن تقديم حلول سياسية للقضايا السياسية ، خصوصاً مع انسداد الآفاق أمامه كشخص بسبب المحكمة الجنائية الدولية . وأضاف المحلل السياسي ، ان البشير هو الذي لم يفهم بعد ، بان حربه التي امتدت على كل قوميات البلاد المهمشة لم تفضي إلى نتائج ، وانه حتى بعد (تمشيطه) الواسع وتطهيره العرقي وفظائعه في جنوب كردفان ، فانها أبعد ما تكون عن الخضوع لهيمنته . وقال المحلل السياسي ان برنامج الحرب يستدعي معه القهر والإفقار كمتلازمتين ضروريتين ، لأن نظام الإنقاذ إذ يحارب القوميات المهمشة سيحاول تأمين ظهره بمزيد من مصادرة الحريات الديمقراطية ، وهذا هو المحتوى الحقيقي لحديثه (أي زول يتطاول بنساويهو بالأرض، وأي زول يعاين للبلد بنقد ليهو عينو) ، ولفهم ما يريد البشير يجب تحويل (البلد) إلى المؤتمر الوطني ، فهو يساوي بين الوطن و(الوطني) ، لان لدى المؤتمر الوطني الوطن ليس سوى غنيمة للوطني ! وكذلك تستدعي الحرب استمرار تحويل الموارد إلى الأجهزة العسكرية والأمنية والدعائية مما ينعكس على غالبية الشعب بمزيد من الغلاء والإفقار . وسخر المحلل السياسي من قول البشير بأنه ( سيكون قدام) ، قائلاً ان البشير أصلا ملاحق من العدالة الدولية ، ويريد ان يقود البلاد إلى الانتحار تطبيقاً للمثل السوداني ( الموت مع الجماعة عرس ) ، ولو كان مقداماً بحق لافتدى حزبه وسلطته والشعب بالتنحي والمثول أمام العدالة . وأضاف المحلل السياسي انه على عكس توهمات عمر البشير ، فانه في الموقع التفاوضي الأضعف ، فإذا كان لحكومة الجنوب ان تستند على علاقاتها الدولية والإقليمية للتعويض عن خسارة مؤقتة تنجم عن إيقاف البترول ، فان حكومة المؤتمر الوطني المنبوذة خارجياً وداخلياً والمتورطة في حرب دارفور والحروب اليومية على شعبها ، لا تقوى على إيقاف ضخ النفط .