لم نعد نهتم بقضايا الناس اليومية من غلاء للاسعار وتخريجات جهنمية لزيادة الايرادات على حساب المواطن الذي لم يعد كاهله يحتمل جمرة خبيثة جديدة في الموية التي هي ذاتها اصبحت موضع قلق صحي وحياتي لم نعد نهتم بهذه الهموم الحيوية المهمة لاقتناعنا بان مستقبل السودان الباقي في خطر اذا استمرت السياسات والممارسات القائمة التي تسببت في فقداننا جزءا عزيزا من الوطن واهله لذلك ظللنا منذ ان بدأت مؤتمرات الانقاذ للحوار حول قضايا الوطن وفي مؤتمر الحوار الوطني حول النظام السياسي تحديدا نبهنا الى ضرورة استصحاب الوسط السياسي المعافى في العملية السياسية وكنا نقصد الحزبين التاريخيين الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة القومي لكن للاسف (جماعتنا) هداهم الله يجيدون عقد المؤتمرات والاستماع للراي الاخر ولكنهم ينفذون ما في رأسهم بغض النظر عن النتائج وآثارها على الوطن والمواطنين نقول هذا بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة لاتفاقية القاهرة الذي اقيم للاسف بالقاهرة ايضا هذه الاتفاقية كما قال مرشح الحزب الاتحادي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الماضية الناطق الرسمي باسم الحزب حاتم السر في كلمته امام الاحتفال(تلكأ المؤتمر الوطني في تنفيذها) ليس الوقت وقت بكاء على الاطلال فكل الاتفاقات التي تمت عدا نيفاشا التي نفذ منها الجانب المتعلق باقتسام السطة والثروة وبعدها دخل الشريكان في حالات من التشاكس انتهت بانفصال الجنوب وللاسف مازال التشاكس قائما بينهما يهدد حتى السودان الباقي اتفاقية القاهرة لم تكن تهدف لاقتسام السلطة والثروة وانما هدفت لتحقيق التحول الديمقراطي وكفالة الحريات والعمل على تعزيز وحدة السودان شعبا وارضا واعادة بناء مؤسسات الدولة على اساس قومي هذه الاهداف متفق عليها من كل القوى السياسية خاصة من حزب الامة القومي والحزب الشيوعي السوداني وبتحفظ من حزب المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية وعلى الورق من حزب المؤتمر الوطني نفسه من هذا المنطلق ظللنا نبارك كل مسعى لجمع اهل السودان على كلمة سواء في كنانة ام في جوبا وما زلنا نرى ان المخرج السلمي للازمة القائمة بين الشريكين المتشاكسين في دولتي السودان في اللقاء الجامع بغض النظر عن التسميات او الجهة الداعية لانه لا مخرج للوطن من دوامة النزاعات المكلفة في دارفور وابيي وجنوب كردفان والنيل الازرق الا عبر الاتفاق القومي الذي نراه ضروريا وممكنا اذا صدقت النوايا وجد العزم للعمل لصالح الوطن والمواطنين.