الدكتورة/ آمال عباس ….. خالص التحايا والود ….. بالاشارة الى ما طرحتيه في (صدى) ويحمل ذات العنوان اكتب اليك اليوم امتداداً للوصل وتداعيات تترى في قضايا الطفولة المثخنة بالجراحات.. وثمة غصة في الحلق وانين في القلب يأبيان الانفراج.. واليك مكتوبي… في ظل الاحلام المشروعة يأبى الحلم أن يأتي إلا ومستصحباً معه كابوساً مخيفاً يلقي بظلاله القاتمة على كل كياني فانتفض وبي من ذعر ولو وزع على أهل البسيطة كلها لما خفف من روع الحدث.. بدءاً دعوني احدثكم عن حلمي.. احلم سادتي باطفالنا يغدون جيئة وذهاباً.. يمرحون ويطيرون زهواً كما الفراشات الملونة يمارسون حقهم المشروع في اللهو البريء مساحات ممتدة من الآفاق الرحيبة لظل مسرحهم الذي نراهم فيه وقد امتلأت جوانحهم نشاطا وحبوراً.. وقد ألهب الحماس في عقولهم الصغيرة وانداحت الامنيات الكبيرة تعبر عن تطلعاتهم للغد.. تماماً مثلما كنا صغاراً نحلم بيوم بكره لا نأبه بشيء ونحن نمضي بعيداً لمسافات طوال ونجيء ونسير قريباً دون ملمح لخطر يحدق بنا. واليوم جاء زمن وأد الحلم.. والكابوس المصاحب ولك الحق المشروع في ان تحلم كما تشاء.. خلاف حلمك هذا الذي تتمنى فيه ان يعيش طفلك ويحيا كما كنت انت بالامس.. إنه زمن (الطفولة السجينة) والحصار المفروض من كل جانب.. انه زمن الغدر وبالمجمل المفيد نستطيع القول بأنه زمن اللا طفولة عذراً لقساوة العبارة ولكن ما العمل انهم بالفعل يغتالون براءتهم.. يرسمون بسهام الغدر مصيدة لكل طفل بريء وتظل الجريمة النكراء لا تبارح طوق السجال الكبير. اختطاف.. اغتصاب.. جرائم قتال.. سرقة أعضاء.. واطفال تحت رحمة من لا يرحم.. قلوب قاسية او هى اشد قساوة من الحجارة وان من الحجارة من يتشقق وينفطر منه الماء.. ولكن ما عسانا نقول في هذا الزمن العصيب فاذا سلمنا جدلاً بانحسار جريمة الاختطاف كما جاء في آخر التقارير الصادرة من قبل المختصين (بالرغم من علمي التام بأن هناك اكثر من حالة كتبت لها العناية الالهية النجاة بالتالي لم تدون في السجلات القانونية ولكم النية مبيتة والمجرم حر طليق يتحين الفرص للانقضاض). فثمة جرعة اشد وانكى الا وهى جريمة التحرش الجنسي أو الاغتصاب وما ادراك ما الاغتصاب انه تدمير بالكامل للنفس البشرية فما بالك بطفل مشرئب للحياة يمضي نحو المستقبل بخطوات وئيدة ايعقل ان تذبح براءته وتنتهك آدميته ويصبح فريسة سهلة المنال لذئب بشري بغيض أبت نفسه المريضة إلا أن تمارس بطولتها المزيفة وترمي بخيبة أملها وفشلها الكبيرين في جسد برعم صغير مهيض الجناح لو يدري ذلك المجرم ان ما يفعله بالصغير يكون نتاجه في قادمات الايام مبعثاً لشقائه ومصدراً لبعث الاكتئاب والعلل النفسية اليه.. حتى الحياة لا يراها إلا بمنظار أسودَ كاحل السواد فيعيش كارهاً لنفسه ولمن حوله جراء ذنب لا دخل له فيه.. والشواهد كثيرة فبئس لذلك المجرم المخزي الذي تراه وقد تمدد في كل مكان بل اضحت الذئاب البشرية على قاب قوسين او ادنى من الطفولة البريئة وكما يقول المثل العربي (يؤتي الحذر من مأمنه).. وهنا بيت القصيد فبعض الاقارب المتحلقين حول الاطفال والمنضوين تحت لواء صلة القرابة من جهتي الاب والام واولئك المقربون للاسرة من مستخدمين في المنازل وما شابه يمثلون الخطر القادم والمهدد الحقيقي في ظل التغييرات الكبيرة التي صاحبت مجتمعاتنا.. ليس مجتمعنا المحلي فحسب بل اقليمياً وعلى كافة الدول العربية (وكلنا في الهم شرق) فقد اشارت بعض الدراسات الحديثة التي اجريت في اثنين من الدول العربية على ان 58% من مغتصبي الاطفال هم في الاصل أناس عاديون لا يعانون من مرض يدفعهم لهذا الفعل الشنيع.. بخلاف ال01% فقط هم جزئية يمثلها متعاطو المخدرات والآخرون ممن يعانون من خلل سلوكي ما.. ربما قد وقعوا تحت تأثير هذا الفعل حينما كانوا صغاراً فألفوا الوضع وصاروا عليه. من جانب ثاني اذكر انني قابلت ذات مرة طبيبة اختصاصية نساء وتوليد.. جاءت المصادفة في حديثنا فسألتها عن التحرش الجنسي للاطفال.. وكم كانت المفاجأة عظيمة حينما اخبرتني قائلة بأن هناك الكثير من القصص والحكايات تقبع بين جدران البيوت التي تحسبونها آمنة وهى ليست بآمنة.. ودليلي على ذلك الحديث للطبيبة أن كثيراً من الامهات (الجزعات) يأتين الىَّ في العيادة بصحبة صغيراتهن للكشف عليهن خوفاً من حدوث مكروه حاق بهم لأن فلان (وكما ذكرت الطفلة).. ويكون احد اقارب الطرفين.. قد تحرش بها ذات مرة في ظل غياب الابوين أو في وجودهما على مبعدة منهما.. ولكن ليس هنالك من ظن فيما يعرف بزنا المحارم.. الذي كثر في هذه الايام وشاع وما خفي كان أعظم.. والعياذ بالله. والواقع ان الطبيبة قد مضت تسرد لي بعضاً من الحكايات التي قابلتها والتي تفوق حد الخيال والوصف ولكنه حقيقة هو الواقع بعينه الذي نعنيه والذي ضرب باأطنابه على كل حياتنا.. حيث لا أمان (إلا من رحم ربي) في زمن انكسار الحلم واغتيال البراءة وموت الشهامة ومغبة الضمير. سامية عثمان عبد الرحيم كاتبة صحفية