وصل المشير عمر البشير إلى بكين بعد يوم من الموعد المفترض لوصوله. وتأخر وصوله بسبب طلب تركمانستان تغيير مسار رحلته الأمر الذي أثار مخاوف البشير ومرافقيه بان يكون محاولة لاعتقاله تنفيذاً لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية . وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة كمال عبيد إن تغيير مسار الطائرة اضطر الوفد للعودة إلى طهران (لأجل السلامة) ومن ثم متابعة الرحلة إلى الصين، وقال ان السلامة اقتضت إجراء بعض المعالجات الهندسية قبل الانطلاق إلى الصين عبر مسار آخر . وذكرت وزارة الخارجية إن تأخُّر طائرة البشير كان بسبب تعديل في مسار العبور، مما اضطر قائد الطائرة للعودة بها إلى إيران في التاسعة والنصف مساء بتوقيت طهران قبل أن تحصل الرحلة على مسار عبور جديد. واتهم المؤتمر الوطني الولاياتالمتحدةالأمريكية بتحريض الدول التي لم تسمح بمرور الطائرة . وأوضحت الحكومة أن مخاوفها ليست من الجانب الصيني، الذي وصفه البشير في مقابلة قبيل الزيارة بالشريك الإستراتيجي، بل من المرور عبر المجال الجوي لدول أعضاء في المحكمة الجنائية . وكانت المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق البشير، بناء على تهم بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور حيث قتل نحو 300 ألف شخص منذ العام 2003 . وصرح البشير لوكالة (شينخوا) الصينية ، أن الصين تعتبر الشريك الاستراتيجي للسودان في شتى المجالات . وأن نجاح العلاقات السودانية الصينية مرده الاحترام المتبادل بين الجانبين وعدم التدخل في الشأن الداخلي . وأضاف : ( الصين لا تتدخل في الشأن الداخلي، وقد دفع نجاح التعاون الصيني السوداني الدول الإفريقية للبحث عن الشريك الحقيقي والمخلص) . وأثارت زيارة البشير استنكار النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان الذين انتقدوا بكين على استقبالها البشير . ونددت منظمة (هيومن رايتس ووتش) بدعوة الصين للبشير، التي وصفتها بأنها (إهانة لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبت في دارفور) . وقال ريتشارد ديكر، من المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: (استهزاء البشير بمذكرة التوقيف الدولية يجب أن يكون مدعاة للإدانة وليس للدعوة) . وتابع (ينبغي على الصين استخدام نفوذها من أجل العدالة في دارفور) . اما منظمة العفو الدولية فكانت أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي ان الصين ( يمكن ان تتحول إلى ملجأ لمرتكبي جرائم إبادة مشتبه بهم) في حال استقبلت البشير . وتعتبر الصين اكبر مزود بالعتاد العسكري للنظام في الخرطوم واحد اكبر مشتري النفط السوداني الذي توجد غالبية آباره في الجنوب الذي سيعلن استقلاله الشهر المقبل . وألغى البشير مخططا لحضور قمة في مطلع الشهر الحالي في ماليزيا التي أعلنت هذا العام عن عزمها الاعتراف بصلاحيات المحكمة الجنائية لإظهار التزامها في مكافحة الجرائم ضد الإنسانية .