أعلنت وزارة المالية والاقتصاد الوطني رسمياً عن معدل الفقر في شمال السودان والذي بلغ نسبة (46،5%)، وأوضحت أنّ نسبة الفقر بين سكان الحضر بلغت 26.5% وفي الريف (57،6%) وسجلت ولاية شمال دارفور أعلى نسبة للفقر ووصلت69،4%، في وقت كشف فيه البنك الإفريقي للتنمية عن دعم بمبلغ (30) مليون دولار لشمال وجنوب السودان للحد من الفقر. وأوضحت وزارة المالية في تقرير عن مسح البيانات الأساسية للأسرة قدم أمام ورشة مشروع بناء القدرات في مجال خفض الفقر والحكم الراشد بفندق القراند هوليدي بالخرطوم أول أمس الأحد 3 يوليو أنّ نسبة الفقر في الولايات الشمالية أقل من (22%) وفي شرق السودان (46%) والخرطوم (26%) وفي وسط السودان بلغت نسبة الفقر (45%). وسجلت ولايتي شمال وجنوب كردفان نسبة (58%) وولايات دارفور الثلاث (65%.) وأبان التقرير أنّ نسبة الفقر بين الأميين بلغت (72%) وأن نسبة العطالة بين الفقراء بلغت (17%)، وفي السن اكبر من (5) أعوام بلغت (19%). من جانبه قال الممثل المقيم للبنك الإفريقي للتنمية في السودان ابدول كمارة إنّ البنك تقدم بمنحة مالية قدرها (15) مليون دولار لشمال السودان و(15) مليون دولار لجنوب السودان لتقديم مشاريع تنموية وبناء القدرات على المستوى القومي للحد من الفقر، وأعلن عن دعم بقيمة (2) مليون دولار لمشاريع المياه في دارفور ومساعدة التلاميذ والطلاب للعودة لمدارسهم. وتم حساب خط الفقر في شمال السودان بحوالي 3.8 جنيه للفرد في اليوم ما يعادل 114 جنيها للفرد في الشهر. والمعايير العالمية المعتمدة من قبل البنك الدولي جعلت قيمة خط الفقر بما يقابل دولار وربع دولار أمريكي في اليوم للفرد الواحد (أي حوالي 4.25 جنيه سوداني بسعر الدولار في السوق الأسود). وكشف أن متوسط الإستهلاك الشهري للفرد في شمال السودان في العام 2009م يساوي (148) جنيهاً، وبلغ في المناطق الحضرية (197) جنيهاً، وفي المناطق الريفية (122) جنيهاً. وحسب المسح فإن ولاية الخرطوم تعتبر أعلى ولاية للإستهلاك وتأتي ولاية جنوب دارفور أدنى مستوى في الإستهلاك. وقال د. مريال أواو يول وزير الدولة بالمالية، إن الهدف الأساسي من تقرير الفقر هو المساعدة في تخفيف حدة الفقر في الدولة، بجانب توفير المعلومات لتستخدم في التخطيط ووضع السياسات. وشكك خبير اقتصادي في هذه الأرقام وقال إنها ليست واقعية مشيرا لأن المجلس القومي للسكان كان قدم تقريرا للبرلمان في يناير 2009م أكد فيه أن 95% من السودانيين تحت خط الفقر، وبالإشارة لاستمرار النزاع في دارفور، وانتشار العطالة، وغلو الأسعار منذ يناير الماضي والذي قدر البنك الدولي أنه بلغ في الفترة يناير-أبريل وحدها نسبة 87% في السودان فلا شك أن نسبة الذين يقعون تحت خط الفقر في ازدياد وليست في تناقص كما يشي تقرير مسح بيانات الأسرة الحالي.