دعا الطيب مصطفى – خال المشير عمر البشير، والمعبر عن اكثر دوائر الإنقاذ انغلاقاً – الى طرد الحركة الشعبية من الشمال. وقال خلال مخاطبته احتفالات منبره بإعلان انفصال الجنوب (نذبح اليوم عجلاً تقرباً إلى الله ورمزاً لنسف الوحدة مع الجزء الذي كان يمثل سرطاناً للشمال). واضاف أن هذا اليوم حدد وجهتنا وأنهى التشاكس حول الهُوية وتحققت قبلتنا وأزلنا الأشواك من طريق السودان الشمالي حتى ينطلق. وطالب الحكومة بالقضاء على ما اسماه ب (التمرد) في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأضاف أننا سنقضي على الحركة الشعبية في الشمال وعلى كل مخططاتهم. وقال لقد قضينا على الرأس وسنقضي على (الذنب)، وأوضح أن (الأذناب) التي توجد في النيل الأزرق وجنوب كردفان سنزيلها تمامًا مثلما أزلنا الحركة الشعبية الأم، وأن الأذناب ستلحق بهم حتى يصبح السودان الشمالي موحدًا بهُوية. واضاف بأن منبره هو الحزب الوحيد القادر على تطبيق الشريعة الاسلامية والأكثر تأهيلاً لخوض الانتخابات القادمة، قائلاً ان كل المنادين بتطبيق الشريعة ويرفعون شعارها لا يرفعونه بطريقة صحيحة وغير قادرين على ذلك. وقال محلل سياسي ل (حريات) بأن تهليل الطيب مصطفى بانفصال الجنوب يختلف جذرياً عن فرح الجنوبيين باستقلالهم، حيث يبتهج الجنوبيون بتحررهم، بعد اكثر من مليوني ضحية وتشريد اكثر من اربعة ملايين في المنافي والشتات، وبعد الكثير من الآلام والتضحيات الجسيمة. اما الطيب مصطفى فيرفض الجنوب لرفضه للتعدد والاختلاف، وينطلق من موقع فاشي ومريض، لأن التعدد والإختلاف من الظواهر الكونية التي يتأسس عليها الوجود الطبيعي والإنساني، ولا يمكن رفضهما الا لدى نفسية مريضة، ومثل هذه النفسية ترفض المختلف دينياً والمختلف عرقياً، وترفض المختلف سياسياً، وتخون الإختلافات وتأبلسها، ولذلك لا يمكن أن تؤسس الا دولة قمعية اجرامية ودموية. والمدى الذي يمكن ان تصله مثل هذه النفسية يتضح من تكفير وتخوين كل المختلفين مع الطيب مصطفى، بل سبق وخون علي عثمان قائده في حزبه، ثم خون قبل ايام قائده الآخر نافع علي نافع، وستنتهي مثل هذه النفسية برفض صورتها في المرآة. وقال المحلل السياسي ان الخصب والاثمار يتحقق بإجتماع المختلفين، وهذا يصدق في الطبيعة والسياسة والإجتماع، فلا يمكن ان تتحقق ثمرة بدون اجتماع الذكر والانثى، ولكن الفاشست بتشوهاتهم النفسية يريدون عالماً من (الخمس ضكر)، اي من الشائهين الذين هم (لا ذكوراً ولا اناثاً) !! واضاف المحلل السياسي ان دعوة الطيب مصطفى لطرد الحركة الشعبية من الشمال لا جديد فيها، وستؤدي في حال انتصارها الى ان تحذو جنوب كردفان والنيل الازرق والمناطق المهمشة الأخرى حذو الجنوب، ولكن الجديد طرح الطيب مصطفى منبره كحزب للحكم، فيبدو انه وابن اخته عمر البشير بدا يزهدان في المؤتمر الوطني، الذي ربما لا يزال فيه من يرى بأن طريق عمر البشير والطيب مصطفى لا يوصل الا الى الهاوية.