زار الدكتور حسن الترابى الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى السودانى ميدان التحرير بوسط القاهرة ، حيث استقبله المعتصمون بالترحاب، وهتفوا ضد عمر البشير ( الشعب يريد اسقاط البشير) واصفين اياه بالديكتاتور . وفى تصريحات صحفية لبعض وسائل الإعلام المتواجدة فى الميدان أكد الترابي ضرورة تخطي مصر للمرحلة الانتقالية الحالية ، التى تشهدها البلاد عقب ثورة 25 يناير، مطالبا الحكومة المصرية بإقامة وحدة بين الشعبين المصرى والسوداني للوقوف ضد السلطات المستبدة بالبلدين ومواجهة الفساد ونشر الديمقراطية والارتقاء بمستوى الشعوب العربية. وقد أراد بعض المعتصمين أن يلقى الدكتور الترابى كلمة من مكبرات الصوت بمسجد عمر مكرم الذى كان الترابى قد وصل إليه بعد مشقة بسبب الحركة البطيئة وشدة التدافع من حوله ، لكن فريقا آخر من المعتصمين رأى أنه يجب الاكتفاء بزيارة الميدان دون مخاطبة الحشد بالنظر إلى أن الميدان يخص الثورة المصرية ولا يجب أن يتعدى ذلك إلى البلدان العربية الأخرى. وكان الدكتور الترابى قادماً من ندوة بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ، حضرها عدد كبير من رموز الفكر والثقافة والسياسة فى مصر ، قال الترابي فيها : ان مصر والسودان يربطهما مصير واحد ومصالح مشتركة ،وان كل الظروف مهيئة لتكاملهما ،وان ذهاب الأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة سيوحد شعوب المنطقة ، ويحقق التصالح والمصالح بينها. وأكد الترابى أنه لابد من زوال الحكم الحالى فى السودان ،لأن الشعب السودان كما بقية الشعوب العربية التى خرجت إلى الشوارع من أجل إسقاط أنظمة حكمها ، وحذر الترابى من أن سد نظام الحكم فى الخرطوم لأبواب الحرية والتعبير والمشاركة سيؤدى إلى تفجر الأوضاع برمتها ، وقال: إن الثورات لايمكن التنبؤ بها ، ولكنها تأتى بغتة . وإنتقد الترابى سياسات النظام الحاكم فى السودان التى قال إنها أدت إلى إنفصال الجنوب وإندلاع أشكال أخرى من التمرد فى دارفور وجنوب كردفان ، كما انتقد السياسات التى وصفها بالظالمة التى اتبعتها الخرطوم تجاه الجنوبيين عقب إعلان إستقلالهم بحرمانهم من أعمالهم وحقوقهم وجنسياتهم فى السودان الشمالى . وقال الترابى : إنه جاء لمصر يعرض خلاصات تجربة حكمهم الإسلامى فى السودان وماوقعوا فيه من أخطاء ، مؤكدا أن معظم الحركات الإسلامية ليست لديها برامج ، وأعرب عن سعادته بلقاء رموز وقيادات القوى المصرية ،داعيا المصريين إلى وصل ماانقطع فى علاقاتهم مع السودان ،وإلى التعرف عليه عن قرب معرفة حقيقية . ومن جانبه قال الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الدراسات بالأهرام إن الدكتور الترابى هو ضيف مهم فى ظروف مهمة وبالغة الحساسية فى مصر والسودان على السواء . وقال الدكتور عبد المنعم سعيد أن إشكالية الترابى أنه مفكر وسياسى فى آن واحد وأن العلاقة بين مصر والسودان تمر بمرحلة إغتراب طويلة . وأعرب الدكتور مصطفى الفقى عن سعادته بلقاء الترابى الذى وصفه بأنه شخصية جدلية ، وقال : إن السنهورى باشا شهد بقيمته الفكرية منذ وقت مبكر حينما نصح بالرجوع إليه دون بقية تلاميذه فى مصر . وقال منتصر الزيات ان الترابي قامة فكرية . وقال المهندس جورج إسحاق :إن الترابى يعد جزءا من المشكلة الحالية فى السودان ، وأن البعد الدينى الذى طرحه أخاف الجنوبيين ، وأعرب عن أمله أن يلتقى الترابى بالإسلاميين فى مصر ويقدم لهم خلاصة تجاربه .