في حوار السوداني المنشور بالأحد 21 أغسطس قال المشير عمر البشير إن ارتفاع الأسعار في السودان عالمي، وإنهم لن يدعموا السلع الأساسية (لأن ذلك يعتبر ظلما للفقراء). وكان الصحفي الأستاذ ضياء الدين بلال أشار لشكوى من المواطنين جراء ارتفاع الأسعار وعدم تدخل الدولة للحد من تأثيراته فقال البشير إن (ارتفاع الأسعار ارتفاع عالمي)، ولدى سؤاله حول متابعته لأوضاع السوق هل يكون عبر التقارير الرسمية أم بشكل شخصي ومباشر؟ قال البشير إنه يعيش وسط المجتمع ولديه أهل فقراء (ولكن واحد من المشاكل التى نخشى وقوعها حديث البعض عن تدخل الدولة لدعم الأسعار، وهذا أسوأ حاجة يمكن أن تعملها الدولة وهذا يعني الدعم غير المباشر وأنا أعتبره ظلما للفقراء وظلما للدولة لأنك تدعم الاستهلاك والمستهلكين هم أصحاب الدخل العالي. أنا مثلا لو دعمت البنزين، فالذي يستخدمه هم أصحاب السيارات من المستطيعين على حساب الفقراء. وإذا دعمت السكر من الذي يستخدم السكر أكثر الفقير أم الغني)؟. ويقول محلل اقتصادي ل(حريات) إن هذا الحديث يكشف عن أزمة مركبة في إدارة شئون البلاد، صحيح أن هناك ارتفاع عالمي للأسعار خاصة أسعار الغذاء ولكن ما يحدث في السودان أكبر بكثير عن العالم والدول المجاورة، وذلك لعدد من الأسباب منها الصدمة على الموازنة بسبب فقدان نفط الجنوب الذي يشكل 75% من إيرادات الخزينة، ومنها زيادة الصرف الأمني والعسكري على حرب دارفور ولاحقا جنوب كردفان مما اقتضى تجفيف المواطن فبالإصرار على إعطاء الأولوية للصرف الأمني والسيادي أجيزت قرارات يناير 2011م برفع الأسعار بنسب بالغة تصل إلى 20% وتزيد عنها للوقود والسلع التموينية الأساسية وهذا كان له أثره على السوق عامة. وحول سياسة الدعم واستهلاك الفقراء للسكر والوقود قال المحلل الاقتصادي إن شريحة الفقراء طاغية في السودان، ومع تشككه في النسب الرسمية قال إن التقديرات تؤكد إن الفقراء لا تقل نسبهم عن 90% في السودان، وبالتالي فإن استهلاكهم لبعض السلع كالسكر والوقود لا يقارن بالطبقات الثرية، ومثل هذه المقارنة التي عقدها البشير كان يمكن أن تذكر بالنسبة للسلع الكمالية أو الرفاهية. والمعلوم أن السكر يستهلكه الفقراء أكثر ويشكل أحد أهم مصادر الطاقة بالنسبة إليهم، بينما الأغنياء يتناولون الطاقة من مصادر مختلفة. وهناك إجراءات تتخذها الدول لئلا يقع ارتفاع أسعار الوقود على الفقراء، مثل تحديد حصة الوقود المدعوم، مع دعم وقود المركبات العامة وغير ذلك، ولكن أقوال ونصائح رئيس الجمهورية صارت تشبه كثيرا نصائح ود أب زهانة. وكانت (حريات) نشرت قول البنك الدولي بحسب ما جاء في صحيفة الواشنطن بوست في 19 أبريل الماضي إن الأسعار في العالم ارتفعت بنسبة 36% خلال عام مما يدفع بالناس نحو الفقر. وأكثر البلدان معاناة هي السودان حيث بلغت الزيادة فيه في الربع الأول من العام 2011م نسبة 87% (مقارنة بحوالي 25% في كل من كينيا ويوغندا والصومال وموزمبيق). وهذا يعني أن السودان سجل أعلى نسبة ارتفاع للأسعار في العالم منذ يناير وحتى أبريل، وأن ارتفاع الأسعار في السودان لأسباب ذاتية مما يضخم أثر الارتفاع العالمي عليه. وود أب زهانة شخصية عاشت في سلطنة الفونج وعاصرت الشيخ فرح ود تكتوك، وقد اشتهر من كثرة ما نسب إليه من أقوال ونصائح خرقاء كان لها أثر سالب على المجتمع.