فى مناخ الفساد المستشرى بالبلاد قامت وزارة التخطيط العمرانى بدنقلا بحل اللجنة المشرفة على مشروع تشييد مدرسة للبنات جزاء لمحاولتهم الحفاظ على المال العام . وتعود تفاصيل القضية بتكليف اربعة مهندسين للاشراف الهندسى على مشروع تشييد مدرسة ثانوية للبنات باسم مدرسة المتفوقات بنات , وهى من المشاريع الممولة بالصكوك وتم التكليف من قبل الادارة العامة للاشغال والمبانى. وتفاجأ المهندسون بشروع المقاول فى حفر الاساسات قبل وصول الخرائط وجداول الكميات وصورة من العقد للاشراف الهندسى وفقا لما هو متعارف عليه . وعندما طالب المهندسين بهذه الوثائق لم يتم تسليمها لهم بل تم توجيههم لادارة التنمية بوزارة المالية وهناك عرفوا ان الوثائق مازالت بالخرطوم ولم تصل بعد . وخاطب المهندس المشرف المقاول كتابة بايقاف الاعمال الجارية لحين الحصول على وثائق المشروع , رفض المقاول استلام الخطاب وواصل العمل بالمشروع . تم ابلاغ الادارة بتقرير مكتوب وشفاهة فلم تحرك ساكنا , فتم ابلاغ مدير عام وزارة التخطيط العمرانى والمرافق العامة فخاطب وزارة المالية وأفادها بعدم استلام الخرط وجداول المواصفات . ورفع المهندسون مذكرة للسيد وزير التخطيط العمرانى يفيدونه بما يجرى كما أفادوا أيضاً مكتب الوالى ووزير التربية والتعليم , وكان االرد هو الامر الادارى الصادر بالرقم 23 من مدير عام الوزارة بحل اللجنة المشرفة على المشروع وينتظر هؤلاء المهندسين ينتظرهم كشف تنقلات الى الاصقاع النائية من الولاية . وكان المشير عمر البشير قد أنكر في حوار مع صحيفة (السوداني) 23 أغسطس وجود فساد في حكومته ! تجدر الإشارة إلى ان الصرف السفيه والفساد من متعلقات الإنقاذ الضرورية ، بسبب كونها سلطة غير مراقبة من المحكومين ، وتحكم في إطار من مصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان . وسبق وكشفت صحيفة (التيار) طبيعة حوافز وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور معتصم عبد الرحيم ، حيث بلغ حافز واحد في مهمة واحدة – تصحيح الشهادة السودانية – (165) مليون جنيه ! وأطلق المشير البشير على هذه الحوافز ( النهب المصلح) ! ولكنه لم يرتب على ذلك أية مساءلات ، لأنه شخصيا المسئول عن أهم قنوات هدر المال العام ، وكمثال على ذلك فان ميزانية القصر الجمهوري 235 مليون جنيه (235 مليار بالجنيه القديم) وهي تزيد عن ميزانية رئاسة وزارة الصحة 122 مليون، وعن وزارة التربية والتعليم العام (31مليوناً) ، وعن وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية 6ملايين (مع حذف الكسور).