نشرت صحيفة تاقز اَن سايقر السويسرية الواسعة الانتشار التي تصدر بالألمانيه للصحفي السويسري كرستوف مونقر الثلاثاء الماضي الموافق 20 سبتمبر مقالاً حول الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق. يلخص السيد مونقر أسباب الحرب في تنصل الحكومه من إتفاق بيرقن ستوك الذي وقع في سويسرا عام 2002 بين الحكومه السودانيه والحركه الشعيبه حول جبال النوبه والذي رعته الحكومه السويسريه بصوره عامه وللوسيط السويسري آنذاك الدبلوماسي جوزف بخر الذي تم تعيينه سفيراً لسويسرا لدي النرويج (الدوله التي ترعي مفاوضات السلام بين الحكومه والحركه الشعبيه انذاك) بل ترفيع العلاقات السودانيه من المستوي القنصلي إلى مستوي التمثيل الكامل وتبادل العلاقات علي مستوي السفراء .وبسبب تجدد الحرب يعتبر السيد موقر الإتفاق المذكور عديم القيمه، بعد إعلان البشير شمال السودان دوله عربيه إسلاميه تحكمها قوانين الشريعه الإسلامية ،علي الرغم من وجود العنصر الافريقي في جنوب كردفان، ويورد علي لسان الناشط الحقوقي الأسقف مكرم ماكس أن من بين السكان الأفارقه في جنوب كردفان فقط في جبال النوبه علي سبيل المثال حوالي مليون نوبي ليسوا بعرب بل هم افارقه سود لا يتحدث منهم إلا القليلين العربيه. علي أن السبب الأهم للحرب وفقاً للسيد مونقر هو رغبة ثوار جنوب كردفان و النيل الأزرق الحقيقيه للإلتحاق بدوله جنوب السودان. ويورد الصحفي علي لسان السيد ماكس أن موضوع إنتماء جنوب كردفان لدولة جنوب السودان موضوع واضح وليس هنالك حوجه لإثارة الجدل حوله. و شرح الصحفي السويسري للقاريء من خلال إستناده للسيد مكرم ماكس الفروقات الإثنيه بين سكان شمال السودان العربي المسلم ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الإزرق الأفريقيتين و اللتان ترغبان في الإنضمام لدولة جنوب السودان التي تمتلك ثروات نفطيه كبيرة. ولايستبعد السيد ماكس إمكانيه إتساع رقعة الحرب لتكون بين دولتين شمال وجنوب السودان ويؤكد السيد ماكس أن دوله شمال السودان تعتبر جاهزه لمثل هذاء الإحتمال. ويركزالصحفي الذي تفرد له الصحيفه الشهيرة التي تصدر من زيورخ كبري المدن السسويسريه مساحات واسعه لكتاباته علي إصرار البشير المطلوب للعداله الدوليه علي عدم التضحيه بفقدان أجزاء أخري من السودان بعد الاتفصال الإخير. لذلك يقوم بشن حرب شرسه إستخدم فيها الطيران و الاسلحه المحرمه مثل الأسلحه الكيميائيه و الغازات السامه للقضاء علي السكان المدنيين. وأرفق الصحفي الصحفي السويسري لمقاله صوره مؤثره لنساء وأطفال وهم يتسلقون صخور جبال النوبه للنجاه من غارات الطيران الحكومي و الغازات السامه التي تستخدمها القوات الحكوميه. ودعم الصحفي السويسري رؤيته بتصريحات نسبها للسيد مكرم ماكس الذي يصفه بقوله علي الرغم من انه شمالي ومن مواليد شمال السودان لكنه لايري حلاُ يدعو الي ضرورة تصحيح الحدود الحالية لدولة جنوب السودان لكي يسمح لمنطقتي جبال النوبه وجنوب النيل الأزرق للإنضمام لدولة جنوب السودان التي حاربوا معها حتي نالت إستقلالها. ويورد أيضاً علي لسان السيد ماكس أن الحكومه السودانيه جلبت مقاتليين من تشاد والنيجير ومن مليشيات الشباب الصوماليين للقتال إلي جانب الحكومه في جنوب كردفان. تجدر الإشارة أن تقارير متكررة تحدثت عن قيام الطيران الحكومي بشن غارات علي السكان العزل في جنوب كردفان والنيل الإزرق وعن إستخدام أسلحه كيميائيه محرمه دولياً. وأورد الأستاذ ياسر عرمان الأمين العام للحركه الشعبيه في شهادته امام الكونقرس الأمريكي نفس التهم والتي تعتبر تهما كبيرة ويمكن ان تترتب عليها إجراءت قاسيه من قبل المجتمع الدولي تجاه النظام الحاكم في الخرطوم كفيله بإطلاق رصاصة الرحمه، خاصه أنه نظام فاقد للشرعيه ومنهار سياسياً ويعاني العزله المحليه والإقليميه والدوليه ويواجه أزمه إقتصادية طاحنة بسبب تراجع حصيله الصادرات النفطيه بعد إنفصال جنوب السودان كما هو معروف للمتابعين للأوضاع في السودان. وعلي الرغم من ان مقال الصحفي السويسري يسير في هذا السياق بكشفه للقاريء بالألمانيه الطبيعه الفاشيه و الشموليه للنظام الحاكم في الخرطوم. إلا ان اسباب الحرب والحلول التي يقدمانها هو والسيد مكرم ماكس ليست هي تلك التي يتحدث عنها الحلو وعقار وعرمان . لأنه من خلال التقرير الذي كتب يغيب الطابع السياسي والديمقراطي الذي يعبر عنه ثوار جنوب كردفان والنيل الأزرق بإستبدال النظام الديكتاتوري الحاكم في الخرطوم بنظام ديمقراطي تعددي يتم فيه التداول السلمي للسلطه وحفظ حقوق القوميات المختلفه. الجدير بالذكر ان صحيفة تاقز اَن سايقر صحيفة مستقلة وشهيره تعبر عن اليسار المعتدل ويسار الوسط وهي إحدي أشهرصحيفتين في سويسرا وتتمتع بمصداقية عالية .