يا من تبكون على ناصر السيد كان صديق الشمس فكفوا عن سكب العبرات السيد ما زال هنا يتمشى فوق جسور النيل ويجلس في ظل النخلات ويزور الجيزة عند الفجر ليلثم صخر الاهرامات يسأل عن مصر ومن في مصر ويسقي ازهار الشرفات ويصلي الجمعة والعيدين ويقضي للناس الحاجات ما زال هنا عبد الناصر في طمي النيل وزهر القطن وفي اطواق الفلاحات من فرح الشعب وحزن الشعب وفي الامثال وفي الكلمات ما زال هنا عبد الناصر من قال الهرم الرابع مات اليوم الاربعاء الثامن والعشرون من سبتمبر تأتي ذكرى رحيل جمال عبد الناصر، واحد واربعون عاماً مرت على غياب جسد عبد الناصر من الساحة السياسية ومن المساهمة في صناعة الاحداث ومعالجتها، ولكن بقيت بصماته واضحة وناصعة على دفاتر التجربة السياسية في العالم بصورة عامة وفي العالم الثالث على وجه الخصوص. كان عبد الناصر مستجيباً لروح عصره.. عصر تصفية الامبريالية والاستعمار.. وبقيادته احتلت ثورة 32 يوليو مكاناً خاصاً في تاريخ المجتمع المصري الذي كان قائماً قبل 2591. جمال عبد الناصر حقق الاستقلال السياسي لمصر مدعماً باستقلال اقتصادي.. عبد الناصر بثورة يوليو قدم اول نموذج في حركة التحرر الوطني العالمية لوطن يتحرر سياسياً واقتصادياً من التبعية لكل من سيطرة الدولار والاسترليني. 32 يوليو في عهد عبد الناصر فتحت أبواب الحياة الانسانية في العمل والثقافة في سير الاحداث امام الكم الهائل من الجماهير الشعبية المطحونة. في خلال السنوات التي اعقبت رحيل الهرم الرابع كما أسماه نزار قباني تعرضت ثورة يوليو لكثير من الاعتداءات.. اعتداءات وصلت حد الانفتاح في عهدي أنور السادات وحسني مبارك.. لكن عندما خرجت جموع الشباب في الخامس والعشرين من يناير كانت تحمل صور جمال عبد الناصر.. وهذا له دلالته بالرغم من الضبابية ومحاولة سرقة الثورة.. ألا رحم الله الزعيم خالد الذكرى جمال عبد الناصر. هذا مع تحياتي وشكري
