ستمر بنا بعد يومين من اليوم الخميس الموافق الثاني من اكتوبر 2011 ذكرى مرور خمسين عاما على وفاة الإمام الصديق المهدي طيب الله ثراه. . . . مات الصديق الذي ولد في 1911 وعمره لم يتعد الخمسين، وحينما قبضه الله اليه في عصر الثاني من اكتوبر من عام 1961 لم يكن عمر أكبر أولاده أكثر من بضع وعشرين سنة وكان أكبر أحفاده «المرحوم عادل مهدي حسن شريف»في سنته الثانية أو ربما الثالثة لا يعي كيف يمكنه أن يخدم هذا الجد الذي رحل في ريعان الشباب وذروة النضال. رحل الإمام وكل القلوب- به معلقة وكل الآمال- عليه معقودة ، فقد استطاع في زمن جد وجيز بعد رحيل والده المزلزل في مارس 1959 أن يلملم جراحه وجراح الوطن بحنكة الشيوخ وحماسة الشباب ثم يعقد العزم الذي لا يعرف التراخي والحزم الذي لا يعرف التسويف على الوقوف صخرة صلدة في وجه حكم العسكر أعانته ملكات قيادية لا تجارى وارث مشهود له بقيادة الناس سلما و«وكتين ينكسر المرِق ويتشتت الرصاص» . ولا يمكن النظر لذلك الدور الوطني المحوري المشهود دون ربط له بما انتهت اليه الوقفة الوطنية الصلبة من نصر شعبي مؤزر على دكتاتورية العسكر الأولى في 21 اكتوبر 1964 والتي وان أتت بعد موته بثلاث سنوات لكن لا شك عندنا أنه هو من حفر ساسها وبنى أول لبناتها ، وواهم من يظن أن الثورات تأتي هكذا فجأة دون تحضير انما الثورات كما الزراعة عمليات تتم في مراحل متعددة ثم تأتي لحظة انبثاقها الميمونة بعد النضج. عارض الإمام الصديق الانقلاب منذ يومه الأول وقد كان في رحلة علاجية خارج السودان عند وقوعه في 17 نوفمبر 1958 رحلة قطعها حالما جاءه النبأ العظيم وتوجه رأسا من المطار الى والده الإمام عبدالرحمن يعتب عليه تأييدهم الانقلاب ببيان ،وقد كانت تلك هي المرة الأولى واليتيمة التي يفعل فيها ذلك فعلاقته بوالده مثلت أعلى درجات بر ولدٍ بوالده بما صار مضربا للأمثال لدرجة أنه اتخذ أصدقاء والده أصدقاء ،لكنه لم يتمالك من قول :«ده شنو يا سيدي العملتوه ده؟» ويروي الرواة أن الإمام عبدالرحمن الذي كان في حضرته جماعة من الناس أخذ ابنه من يده الى غرفة جانبية يهديء من روعه ويشرح له لما فعل ما فعله. ويروي الوالد الحبيب اسماعيل عبد الله الفاضل المهدي أنه راجع حبيبه وعمه ونسيبه- والد زوجه صفوة الكرام مشفقا : «لما عدت قبل اكمال العلاج يا سيدي؟»فرد عليه الإمام الصديق بعد أن ضحك ضحكة قصيرة ،بكلمات ما زال صداها يتردد في أذنيه»حال البلد أهم» . لله درك يا صديق فحال البلد أهم عندك من صحتك ومن نفسك. . وان سألنا عن السبب لوجدنا الاجابة واضحة في بعض خطب الإمام الصديق في روايته عن والده الذي أخبره أنه كثيرا ما كان يسأل نفسه لماذا كل هذا الجهد الذي يبذله؟ وهو جهد خالص للوطن كما ثبت أخيرا بالمنحى القومي الذي بدأ ينصف الإمام عبدالرحمن ويعترف له بدوره كأب لاستقلال السودان الثاني دون منازع . يقول الإمام الصديق ان والده يرجع أسباب هذا البذل اللامحدود لخصلة الوفاء عنده ،فهو يرى أن السودانيين قد وقفوا مع والده-الإمام المهدي عليه السلام وقفة لا هوادة فيها حرروا بها السودان من المستعمرين ، وقال الإمام الصديق ان الإمام عبدالرحمن كان يشعر بالأثر التام تجاه ذلك الجميل وقد عمل كل جهده ليرد بعضه ويقول الإمام الصديق ان ذلك هو عين ما يشعر به تجاه بني وطنه الذين وقفوا أيضا مع أبيه محققين استقلال السودان الثاني مما يفسر لنا النزعة القومية التي طبعت كل مسيرته الوطنية مع قصر مداها الزمني. كان واضحا للامام الصديق منذ البداية أن ادخال العسكر في الحياة السياسية بلاء عظيم يسييء اليها واليهم . وان رد الجميل لشعبه وسيلته : استرداد الديمقراطية وهي خير دواء للمشاكل مهما كانت عيوبها كما أن العسكر لا ضمان لوعودهم وعهودهم وقد صدقت توقعاته مثل قراءة من لوح مكشوف . اذ غدر العسكر بعهدهم الذي قطعوه للأميرلاي عبدالله خليل ورفضوا تسليم السلطة في الموعد الذي اتفق عليه فيما بينهم بل صاروا يزينون لأنفسهم ما يفعلون وينفردون بالرأي ويقصون الآخرين وتلك أولى خطوات اثم الانقلابات والانقلابيين. وهذا هو الدرس السوداني الصديقي الأول! ود اللشقر القلل منام العسكر: تتبع دور الإمام الصديق الوطني ومقاومة العسكر: أخذ الإمام الصديق أولى خطوات تصحيح المسار بأسلوب تقديم المذكرات الى مجلس قيادة الحكم العسكري فكانت مذكرة الإمام الصديق الأولى للعسكر بعد انتقال الإمام عبدالرحمن للرفيق الأعلى في 21 اكتوبر1959 يدعوهم فيها الى التحول الديمقراطي وتسليم السلطة للشعب ويطالب الجيش بالرجوع الى الثكنات . ثم عمد الإمام الصديق الى جمع الصف الوطني فما مضت ثلاث سنوات على انقلاب 17 نوفمبر حتى تكونت الجبهة الوطنية التي جمعت كل السودانيين على قلب رجل واحد وكان بيت الأمة مركزا لمعارضة الحكم العسكري و ملاذ الاجتماعات المناوئة للحكم العسكري- المطالبة باستعادة الديمقراطية وسيادة حكم القانون. ولم يترك الإمام الصديق سانحة الا اهتبلها لكي يُسمع الشموليين أن هناك رأيا عاما سودانيا قويا يطالب بعودة الحياة النيابية فكان الاستقبال الحاشد في بيت الأمة ترحيبا بالرئيس المصري جمال عبدالناصر عند زيارته للسودان ، في 24نوفمبر 1960 تحديا سافرا للحكومة. كانت المذكرة الثانية الى مجلس قيادة الثورة في 29 نوفمبر 1960 بالاشتراك مع الأحزاب الأخرى وقد ضُمنت المطالب الثابتة بعودة الديمقراطية ورجوع العساكر الى الثكنات ورفع حالة الطواريء. . تلك المذكرات المطالبة بالديمقراطية والمسنودة بالجماهير المستعدة للتضحية من أجل الوطن أجبرت الحكومة على دعوة الإمام الصديق للمفاوضات التي اشترط هو أن تكون مع مفاوضين مفوضين وأن تشمل الآخرين ، وأوضح الإمام في جلستها الأولى في 19 نوفمبر 1960 وحتى الثالثة الأخيرة التي انتهت في 12 مارس 1961 أن موقف المعارضة الثابت هو المطالبة باستعادة الديمقراطية وعودة الجيش الى الثكنات ورفع حالة الطواريء، وأوضح أن همهم الوحيد هو كيف يحكم السودان ولا يطمعون في شيء آخر وأن عدم صون وحدة البلاد تعني الفشل كما أوضح لهم أن الديمقراطية لا تتطور الا بالممارسة والتطبيق عندما أبدوا تشككا في عودة الفوضى ان سمحوا بعودة الديمقراطية . كان هذا هو الدرس السوداني الصديقي الثاني! مثل الاحتفال بالعيد الخامس للاستقلال في الأول من يناير 1961أوج النشاط المعارض المتحدي للحكومة وقد خاطبه الإمام الصديق في بيت الأمة. أُهملت المفاوضات بسبب الاستقبالات الشعبية التي وجدتها الحكومة في زيارتها للشمالية مما جعلهم يغترون ويقررون :لا حاجة للتفاوض طالما يؤيدهم 85% حسب زعمهم. في هذا الأثناء حدث اضراب محدود لعمال السكة الحديد. كما تم ايقاف السيدين الصادق وأحمد وقد كان الإمام الصديق أرسلهما في مهام اجتماعية خارج الخرطوم بعد عودتهما من الطواف في ولايتي كردفان ودارفور . أرسل الإمام الصديق تلغرافا شديد اللهجة الى مجلس قيادة الانقلاب يحتج فيه على المعاملة المجحفة للأنصار وايقاف أخيه أحمد وابنه الصادق دون وجه حق في 28مايو 1961. كان الاحتفال بعيد الهجرة حاشدا ووجه فيه الإمام الصديق رسائل واضحة للحكومة معلنا انتهاء المفاوضات مع الحكومة وقال فيه:« هذا الوطن ليس ملكا لي ولا لنفر آخر كلنا فيه شركاء ونحن في مجال الوطنية أصدقاء وفي مجال الحقوق شركاء وفي مجال الواجبات أعوان ورصفاء وما أنا الا مواطن مثلكم ألقت عليه ارادة الله وثقة المواطنين مسئولية جسيمة وواجبا تاريخيا يتحتم علي القيام بهما لكن كلكم مسئولون في بلدكم وعليكم ادراك أن سبيل الحق شاق واهمال الحقوق مضيعة لها، وأعلن أن المذكرات والمفاوضات لم تجد وعلينا من خلال العمل السلمي الاجتهاد حتى نحقق حريتنا من خلال الارتباط بالميثاق الوطني الذي كانت قد توافقت عليه القوى السياسية السودانية. كان هذا هو الدرس السوداني الصديقي الثالث. بعد تعامل الحكومة العنيف مع أحداث الأبيض والتي عُذب فيها محامٍ ترافع عن متظاهرين في الأبيض أرسل الساسة برقيات احتجاجية اعتقلوا على اثرها «اعتقال عبد الله خليل والأزهري ،أمين التوم وآخرين وارسالهم الى جوبا»ورسالة لفت نظر شديدة اللهجة للامام الصديق في 11يوليو1961. دحضا للشائعات واثارة البلبلة أصدر الإمام الصديق منشورا للأنصار ليطمئنهم ويطلب منهم عدم الالتفات للشائعات وقد حضروا للعاصمة سيلا متدفقا للوقوف معه في محنة ايقاف السيدين أحمد والصادق واعتقال الساسة وطلب منهم العودة لزراعتهم والتمسك براتبهم وصلواتهم والصبر فأطاعوه وعادوا الى ديارهم رغم ذكرهم له أنه ليس هناك ما يطمئنهم. وفي ظل ذلك الموقف المحتقن أتى موعد الاحتفال بمولد الرسول «صلى الله عليه وسلم» والذي درج السودانيون على الاحتفال به والأنصار من ضمن بقية مواطنيهم يحتفلون بالمولد النبوي في خيمتهم يعظمون الرسول الكريم بالمديح والطار والأشعار وفي ذلك اليوم 21أغسطس من عام 1961 كانت معظم وفود الأنصار الذين أتوا للاطمئنان على الإمام الصديق وما حدث من اعتقالات للساسة قد عادوا الى مناطقهم بناء على توجيهات الإمام ولم يبق الا ربع العدد الذي حضر وقد كانوا يستعدون للرجوع بعد حضور زفة المولد – ولمزيد من الحرص على تجنب الفتنة كان الإمام الصديق قد أمر الأنصار الضيوف بعدم العودة من بيت المهدي القريب بعد تناول وجبة العشاء الى خيمة الأنصار في شكل صفوفهم المعروفة وهندامهم المعروف وعليهم العودة بغير نظام تجنبا لاستفزاز الحكومة، لكن الحكومة كانت لها ترتيبات أخرى وقصدت التهجم عليهم لتخويفهم بالطريقة التي سنأتي على ذكرها أدناه. . جور العسكر والرحيل المر: يروي ابنه الأكبر- الإمام الصادق أن مشهد وفاة والده الإمام الصديق كان أشبه برواية أو تمثيلية من كونه حادثة واقعية ويقول والعبرة تخنقه ان والده أصيب بما تم تشخيصه ذبحة صدرية في يوم السبت 30 سبتمبر 1961 أي بعد اسبوعين فقط من حوادث المولد التي كانت في 21أغسطس 1961 و التي حاصر فيها جنود الحكومة خيمة الأنصار في المولد فقتلوا منهم 12 شهيدا وقتل 8 من الجنود وخلفت المواجهات عددا كبيرا من الجرحى من الجانبين ، وكانت حوادث المولد اثر الموقف المحتقن الذي فصلناه بين الجبهة الوطنية التي يقودها الإمام الصديق في جانب في مواجهة حكومة نوفمبر العسكرية من الجانب الآخر . وقد كان الإمام الصديق ومن معه يطالبون الحكم العسكري بالتراجع من الطغيان واقامة الانتخابات والتحول الديمقراطي . لولا حكمة الإمام الصديق في ذلك الوقت المفصلي وتوجيهه الحازم بالكف عن القتال في ذلك اليوم الأغبر لطي تلك الصفحة السوداء التي قّتل فيها أبناء الوطن بعضهم بعضا اذن لاستلم الأنصار الحكومة قسرا من ساعتهم ولربما سالت الدماء أنهرا. تم احتواء ذلك الأمر ووجه الإمام الأنصار باحتساب الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ومطالبة الحكومة بتحقيق عادل ينصف المعتدى عليهم ويحقق العدالة وتم تشييع الشهداء في اليوم الثاني وخاطب الإمام موكب التشييع مذكرا الأنصار : ان كياننا هذا جامع ،لنبذ فوارق الطرق :لنكون مسلمين ،وفوارق القبائل: لنكون سودانيين ،نصمد عند المحنة، ونعفو عند المقدرة . كان هذا هو الدرس السوداني الصديقي الرابع. جعل الإمام يقلب أمره بين أمرين أحلاهما مر: اما المواجهة وما فيها من نتائج يكون بها القاتل سوداني والمقتول أيضا سوداني وهذا ما لا يفرح صديق ولا يغيظ عدو ،أو الصبر المر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا وما فيه من أذى للنفس وتقاعس عن مهمة التناهي عن المنكر . تلك الحسابات من بعد المواجهات التي حدثت في المولد ، خلفت في قلب الإمام غصة أعقبتها تلك الذبحة التي أخذته . . ويقول الصادق :«في يوم الاثنين 2اكتوبر1961 قضى الإمام الصديق نهاره يغالب الألم »وفي عصر نفس اليوم طلب ابنه الصادق ليمثل أمامه حضر الصادق والغرفة التي يرقد بها الإمام حاشدة بالأطباء والأسرة والأنصار قال لابنه أكتب عني هذه الوصية فسأموت اليوم وقد كان حاضر الذهن صافيا مما أثار دهشة الأطباء، لأن الألم في مثل هذه الحالات غير محتمل، قال الإمام الصديق لابنه يوصيه «لا نكن عداء خاصا لأحد ليس لي مطلب خاص مطلبنا مطلب البلاد قاطبة تحكم بالشورى واحرصوا عليها مهما كلفكم الحرص». كان هذا الدرس السوداني الصديقي الخامس. ثم أوصى بمجلس شورى يدير الشأن الأنصاري حتى تنقضي الظروف الماثلة وعندما «تلتفتوا لأمر الإمامة يكون ذلك عن طريق الشورى بقرار الأنصار» «الدرس الصديقي السوداني السادس». هنا حاول الأطباء التدخل لمنعه من الكلام لكنه استمر قائلا :ان حديثي ليس فزعا من الموت هو واجب علي ومسئولية ، ثم أوصى بخصوص الدائرة وحقوق الورثة وتقوية علاقات الأسرة حتى انتهى ثم طلب أن يقرأ الراتب وعندما انتهى الراتب رفع يديه بالفاتحة معزيا ابنه قائلا «أحسن الله عزاءك في أبيك » ثم قال دعوني الآن ارتاح ورقد فصعدت روحه الطاهرة الى بارئها -فسلام عليه في الصديقين. وكما وصف الإمام الصادق هذا أشبه برواية على خشبة مسرح اذ يندر أن يحدث مثل ذلك التقدير الدقيق للزمن كأنما اتفق الإمام الصديق مع عزرائيل متى يقبض روحه . . و»كل نفس ذائقة الموت» ف»إنا لله وإنا إليه راجعون». . قبل أن نطوي هذا الملف نود أن نذكر أنفسنا والناس أن علينا جميعا أن نكون مثل الصديق ووالده عارفين بفضل بعضنا بعضا وأنه قد حان زمن الاعتراف جهرا بدور هذا الكيان وقادته دون أن ينقص ذلك من أدوارنا أو أعمالنا شيئا ! في هذا السياق أراد المرحوم الدكتور محمد سعيد القدال أن يشركنا دهشته في مقدمة كتابه المسمى«لوحة لثائر سوداني» يقول القدال حينما أرادت جامعة الخرطوم في 1981 الاحتفال بالذكرى المئوية لاندلاع الثورة المهدية لم يكن في مكتبة الجامعة ولا كتاب واحد مخصصا لدراسة سيرة المهدي بينما وجد في المكتبة ما يزيد عن أربعين كتابا عن غردون ! كذلك لم يلتفت الناس الى الدور العظيم الذي لعبه الإمام عبد الرحمن في تاريخ السودان الحديث الا مؤخرا في الاحتفال بالعيد المئوي لذكرى الإمام عبدالرحمن عندما اكتشفت الأقلام السودانية التي أرادت تخوينه أن دراسة حقائق التاريخ أخبرتهم بالعكس تماما . . لكنا نقول ان الإمام الصديق ناله قسط أكبر من ذلك الاهمال خاصة وأن رسالته التي مات من أجلها شديدة الخطورة على عروش الطغاة والمستبدين فقد نادى بالديمقراطية والشورى من داخل دوحة الإسلام – الدعوة التي تجردهم من أفضل وأفتك أسلحتهم -وهي التذرع بأن الديمقراطية غزو ثقافي وليست قيمة إسلامية أصيلة. ونقول : انه قد آن الأوان لاسترجاع الدروس السودانية الصديقية التي ذكرتها متناثرة في ثنايا هذا المقال للاستفادة منها لخير هذا البلد خاصة ونحن نتنسم نسائم الحريات ونشهد الحركات المطالبة بالتغيير الديمقراطي و يحق لنا ولمحبي الإمام الصديق والأنصار وكل السودانيين أن يذكروا ذلك الرجل الذي قدم روحه فداء للحرية وماله وجهده وولده جهادا في سبيل الديمقراطية وكانت وصيته التي تركها هي مطلب وحيد سماه مطلب الأمة قدمه وهو يحتضر على فراش الموت:احرصوا على الديمقراطية مهما يكلفكم الحرص. ويكون برنا له هو :تحقيق هذا المطلب الوحيد. وسلمتم [email protected]