الكاتبة : ولاء صلاح محمد عبر قرار مفاجئ صدر في بعض الصحف السيارة، وفي سابقة فريدة من نوعها، أعلنت إدارة جامعة الخرطوم عن نظام جديد للتسجيل، بخلاف النظام المعمول به تاريخياً، حيث أمر بأن تتم إجراءات تسجيل الطلاب عبر شبكة الإنترنت، على أن يشمل هذا النظام كل من كليات (الهندسة، الطب، العلوم الإدارية، الإنتاج الحيواني، الصيدلة، العلوم الرياضية والعلوم) بإستثناء بعض الكليات كالاقتصاد، الآداب، القانون , التربية , الزراعة والغابات تفصيل الخبر يحدد بأن يتم سداد الرسوم عبر بنك فيصل الإسلامي مباشرة، على أن تتم الإجراءات عبر موقع الجامعة الالكتروني... لعل قراءة هذا الخبر للوهلة الأولى يعطي دلالة إيجابية عن تطور تكنولوجي رهيب ملازم للعمليتين الإدارية والأكاديمية، وأن الجامعة تشهد إنتقالاً ملموساً في كافة جوانبها...لكن دعونا نتعمق قليلا بتحليل هذه لكارثة الجديدة التي ستواجه الطلاب . منذ العام 1991 بدأت سلسلة تصفية الاعاشة والسكن المجانيين، شيئاً فشيئاً شمل القرار مجانية التعليم، الى ان باتت الرسوم الدراسية باهظة التكلفة أواخر العام 2002م، وبقدوم اتحاد المعارضة الأول في 2003 م كان من أهم واجباته المُقدَّمة وإنجازاته الأساسيات التي أرسيت الاسهام في إقناع الادارة بتجميد المادة 16 من النظام الأساسي للجامعة والتي تتعلق بحرمان الطلاب العاجزين عن سداد رسومهم الدراسية بالحرمان من الجلوس للامتحان، استمر العمل بهذا النظام طوال ثلاثة دورات متتالية، لكن سرعان ما عادت إدارة الجامعة الجديدة (كعادتها) لنقض العهود والمواثيق بتفعيل بند التجميد والحرمان مستغله فترة تغييبها للمنبر النقابي في 2006م لمدة عام كامل ليتكرر المسلسل المرير : قررت الادارة تجميد العام الدراسي للطلاب الفقراء في دولة يعيش غالبيتها الساحقة تحت خط الفقر .... وكرد فعل لذلك نجد (اعتصام الطلاب عن الدراسة، مقاطعة الامتحانات تضامناً مع زملائهم المحرومين... ثمَّ قرارات بتشكيل لجان لمحاسبة قيادات الطلاب ورؤساء الروابط، تصفية انتقائية للكوادر الخطابية من بعض التنظيمات السياسية، استهداف الطلاب الناشطين .....الخ ) الحقيقة الخفية أن كل ذلك يدل على تضامن الطلاب مع بعضهم، وتعبيرهم عن ذلك بأرقى سبل التعبير السلمي كالإعتصامات، وهكذا تستمر الحلقة الشريرة . في ظل هذا الوضع المأساوي تطعن إدارة أعرق الجامعات طلابها بهذه الطريقة لغرض الحصول على أكبر مبالغ مالية، ولنا كطلاب أن نتساءل.. هل لهذا النظام الالكتروني مردود ايجابي في جامعة تفتقر الأجهزة والأدوات والتقنيات الإلكترونية؟ لصالح من يتم إلغاء نظامي التقسيط والإعفاء الذي يلبي حاجات الطلاب المعسرين ؟ وأين موضع لجان الإشراف، أم ستختفي مثلما اختفت كل حقوقنا كطلاب ؟؟ هل ستتحول بوابة الجامعة إلى (شباك تذاكر) تدفع ثم تدخل.. تدرس ... تعجز... تُطرد الى الشارع ؟ أسمحوا لنا بالدراسة بالرغم من الفقر... هل من مجيب